اعتبرت ايران نفسها في حل من تعهدها لبريطانيا وفرنسا والمانيا تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم. واتهمت الاوروبيين بعدم التزام تعهداتهم اقفال ملفها النووي، معلنة انها ستقرر في الأيام المقبلة ما اذا كانت ستستأنف أنشطة التخصيب، وذلك غداة تبني الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يوجه انتقادات حادة الى طهران في شأن مدى تعاونها وشفافيتها ويدعوها الى تحسين سلوكها. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة أن اجتماعاً عقده كبار القادة الايرانيين بعد قرار الوكالة قرر ربط المصادقة النهائية لمجلس الشورى على البروتوكول الاضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية بإخراج الملف النووي الايراني من جدول أعمال مجلس حكام الوكالة. وفي هذا الاطار اعتبر علاء الدين بوروجردي رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والأمن القومي الايرانية ان الضغوط التي تمارسها الوكالة الدولية ودول أوروبية تعرقل مصادقة النواب على البروتوكول الاضافي، وان "كل ممثلي الامة سيدعمون بقوة" قرار استئناف تخصيب اليورانيوم. وقال حسن روحاني الامين العام لمجلس الامن القومي مسؤول الملف النووي في مؤتمر صحافي ان "ايران ستراجع قرارها في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم وسنعلن موقفنا في الايام المقبلة". الا انه أكّد ان بلاده ستواصل قبول عمليات التفتيش المشددة التي تقوم بها الوكالة الدولية للمنشآت الايرانية النووية، ولا تنوي التنصل من معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية. وأضاف ان "الاوروبيين تعهدوا في تشرين الاول اكتوبر الماضي اغلاق ملف ايران في حزيران يونيو، فيما تعهدنا من جهتنا تعليق عملية التخصيب. لكننا قد نتخذ في الايام المقبلة قراراً آخر لاأ الاوروبيين لم يلتزموا تعهداتهم". الا انه ترك للأيام المقبلة الافصاح عن موقف ايران النهائي، إذ أوضح ان عدم التزام هذا التعهد الطوعي لا يعني ان ايران ستبدأ حالاً عمليات التخصيب. وترك الباب موارباً أمام الدور الأوروبي في هذا الملف باعلانه موافقة طهران على خوض جولة جديدة من المحادثات مع الأوروبيين "بناء على طلبهم" عقد اجتماع الشهر المقبل. وأعربت اوساط ايرانية عن أملها في ان تنجح هذه المحادثات في اقفال هذا الملف في اجتماع الوكالة المقرر في أيلول سبتمبر المقبل. ورداً على سؤال ل"الحياة" قال روحاني: "ان ملف ايران النووي ليست فيه معضلات غير قابلة للحل، ونحن على استعداد للتعاون". ورفض الاتهامات بأن لدى ايران موقعاً نووياً لم تكشفه في شمال طهران زعمت واشنطن ان صوراً له التقطت بالاقمار الاصطناعية. وامتنعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التعقيب على تصريحات روحاني، واكتفت الناطقة باسم الوكالة ميليسا فلمنغ بالاشارة الى أن قرار إيران تعليق تخصيب اليورانيوم كان "تطوعياً سياسياً" وخطوة مهمة في إجراءات بناء الثقة. وقال المندوب الاميركي لدى الوكالة كينيث بريل ان استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم "سيكون مظهراً جديداً من مظاهر عرض ايران لنياتها الحقيقية ... انهم مصممون على ان يكون لديهم برنامج لتخصيب اليورانيوم وبرنامج يتجاوز احتياجات الطاقة لاستخدامه في الأغراض العسكرية".