اشتكى مسؤول استخباراتي أميركي بارز لمجلس الشيوخ الأميركي من أن عدد المحققين ذوي الخبرة المتعاقدين مع وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي، محدود في الدائرة المتخصصة بالتعامل مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة"، على رغم الدعوات المتكررة لتدعيم القسم، وانقضاء ثلاث سنوات على اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وعرفت الوحدة المتخصصة ببن لادن توسعاً هزيلاً يعتمد على محققين غير ذوي خبرة يجرى تبديلهم كل ستين إلى تسعين يوماً، ويغادرون قبل اكتمال معرفتهم لتقديم عمل مفيد، بحسب رسالة وجهها إلى لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي مايكل شوير الرئيس السابق لقسم التعامل مع بن لادن في "سي آي إي" وصاحب كتاب "غطرسة أمبراطورية"، أحد أكثر الكتب مبيعاً في انتقاد تعاطي الإدارة الأميركية مع الحرب على الإرهاب. ومما جاء في رسالة شوير: "لم يبذل محققو ال"سي آي إي"، أي جهد منهجي لتطهير القاعدة من الخبرات التي تتمتع بها، منذ 11 أيلول وحتى الآن". وألقت السناتور ديان فينشتين ديموقراطية من كاليفورنيا رسالة شوير الثلثاء خلال جلسة الاستماع التي عقدت في الكونغرس للموافقة على تعيين بورتر غوس مديراً للاستخبارات المركزية. وناقش مسؤول استخباراتي رفض الكشف عن اسمه انتقادات شوير المتعلقة بالموارد المخصصة للحرب على الإرهاب، مشيراً إلى أن خبرات "القاعدة" تضاعفت في شكل كبير منذ الاعتداءات، مع توسع مركز مكافحة الإرهاب ضعف حجمه، كذلك القدرات التحليلية شهدت نمواً كبيراً. ويقول شوير في رسالته إن الولاياتالمتحدة حظيت بفرص عدة لاعتقال أسامة بن لادن وقتله قبل 11 أيلول، وهي فرص تجاوز عددها تلك التي أعلن عنها. وكان شوير كتب بين أيار مايو 1998 وأيار 1999 أن "ضباط ال"سي آي إي" العاملين في دائرة بن لادن في المركز الرئيس وعلى الأرض، منحوا الإدارة الأميركية نحو عشر فرص لاعتقال زعيم التنظيم الإرهابي أو قتله لدوافع عسكرية. وفي جميع الأمثلة، جاء القرار أن الاستخبارات غير كفية في شكل كاف".