كشف الضابط في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي الذي انتقد سياسات الادارة الأميركية في حربها على الارهاب في كتاب ألفه بعنوان "هوبرة امبريالية" وآثر ابقاء اسمه فيه مجهولاً، هويته في رسالة الكترونية بعثها الى لجنة التحقيق في هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001، وانتقد فيها بقوة "فشلها" في معاقبة "البيروقراطيين الجبناء" في أجهزة الاستخبارات. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ضابط مكافحة الارهاب في "سي آي اي" مايكل شوير الذي نشرت "الحياة" فصولاً من كتابه، قوله في الرسالة ان اللجنة لم تذكر في تقريرها إن "مدير الاستخبارات المركزية السابق جورج تينيت جوّع ويجوّع وحدة الضباط المكلفة مطاردة زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن، فيما يجد الكثير من الضباط ليوظفهم في مكتب علاقاته العامة، الى جانب الموظفين الذين يتولون قضايا التنوع العرقي والثقافي والرسائل الإخبارية للموظفين". واضاف شوير في رسالته التي تضمنت انتقادات حادة وشخصية ان الولاياتالمتحدة أبدت اهتماماً قليلاً بحماية الأميركيين "قبيل 11 ايلول"، حتى تواصل "بيع طائرات مقاتلة الى دولة عربية" لم يحددها، لكن مسؤولين أميركيين كشفوا انها الإمارات. ويذكر ان اللجنة خلصت في تقريرها الى ان خطة أميركية لاغتيال زعيم "القاعدة" في هجوم صاروخي على معسكر صيد في افغانستان مطلع عام 1999، أرجئت بسبب وجود ثلاثة مسؤولين اماراتيين فيه، ما قد يحرج الادارة الاميركية في حال مقتل أحدهم. واعتبر شوير ان التقرير النهائي للجنة "مخيب للآمال الى أقصى حد" اذ تجاهل "المهملين"، واضاف "انكم بعدم العثور على أي مذنب، ستسمحون للعقلية التي اوصلت اميركا الى 11 ايلول بالاستمرار والبقاء في أي نظام جديد لمجتمع الاستخبارات". وأفادت الصحيفة أن الرسالة التي تعتبر ان اقتراح اللجنة اعادة هيكلة "سي آي اي" لا يحل المشكلة، تُعد "غير عادية" لجهة صدورها من ضابط حالي في وكالة الاستخبارات المركزية "حيث يندر الواشون". يذكر ان شوير ترأس الوحدة التي كلفت ملاحقة بن لادن بين عامي 1996 و1999، كما يعمل في مركز رفيع المستوى في قسم مكافحة الإرهاب التابع للوكالة. وكان شوير أجرى مقابلات صحافية مع عدد من وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة من ضمنها "الحياة". وذكرت "نيويرك تايمز" ان "سي آي اي" أمرت شوير أخيراً بالتقليل من تعليقاته العامة وبالحصول على موافقة مسبقة للإدلاء بتصريحات في المستقبل. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الوكالة قوله إن شوير شهد امام اللجنة قبيل صدور تقريرها، لافتاً الى انه "اذا لم يأخذوا ما قاله في الاعتبار، فهذا يعني شيئاً".