ترافقت مرحلة التحضير لتشكيل الإدارة الثانية للرئيس جورج بوش مع استقالتين لموظفين في البيت الأبيض والخارجية، يعملان في أبرز ملفين خاض الرئيس الجمهوري حملة التجديد له على أساسهما، وهما العراق ومكافحة الارهاب. أكد آدم إيرلي الناطق باسم وزارة الخارجية أن كوفر بلاك، المسؤول الأول في إدارة بوش عن سياسة مكافحة الإرهاب الدولي استقال من منصبه. وأبلغ كوفر بلاك المنسق الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب في الخارجية خلال العامين الأخيرين رؤساءه بقرار الاستقالة قبل الانتخابات. وأوضح إيرلي ان "بلاك ابلغ وزارة الخارجية قبل أسابيع قليلة مضت ان الفترة الانتقالية بعد إجراء الانتخابات ستكون الوقت المناسب بالنسبة اليه للبحث عن وظائف مهنية جديدة". وساهم بلاك الذي عمل في السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية سي آي إي في تنفيذ السياسات المتشددة التي اتبعها بوش لمكافحة الإرهاب، وكان في الغالب بمثابة الوجه المعروف في الحرب التي أعلنها بوش على الإرهاب بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وأثار بلاك انتقادات من جانب الديموقراطيين في أيلول سبتمبر الماضي بعدما أشار الى انه كان من الممكن القبض على أسامة بن لادن العقل المدبر لهذه الاعتداءات بسرعة. وجاء ذلك بعد تقرير غير دقيق للخارجية الأميركية اشرف عليه بلاك في شأن الإرهاب حول العالم في عام 2003، واستخدم لإظهار أن الولاياتالمتحدة تحقق الفوز في الحرب على الإرهاب. واضطرت إدارة بوش الى إعادة تصحيح في التقرير في حزيران يونيو لتضاعف عدد القتلى والجرحى في الحرب على الإرهاب لأكثر من المثلين. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس أن روبرت بلاكويل الذي دخل إلى البيت الأبيض العام الماضي لتولي المشكلات الإدارية المتعلقة بالسياسة الأميركية تجاه العراق، قدم استقالته أمس، لتخسر الإدارة الأميركية وجهاً على صلة بالجهود للتحضير لانتخابات العراق المقررة في كانون الثاني يناير المقبل. وكان اسم بلاكويل طرح لخلافة لمستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس في ولاية الرئيس بوش الثانية. غير انه باغت زملاءه برسالة إلكترونية مساء الجمعة قال فيها إنه أبلغ رايس قبل أسابيع بأنه سيستمر في العمل خلال الحملة الانتخابية، على أن يغادر بعد انتهائها، مشيراً إلى عزمه الاستراحة لأسابيع قبل الانتقال الى عمل في مجال غير حكومي. على صعيد آخر، أكدت مصادر إستخباراتية اختيار مدير الاستخبارات المركزية بورتر غوس مسؤولاً إدارياً سبق أن خدم في الخارج، ليشغل منصب الرجل الثالث في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي. وشغل المسؤول الذي لم تكشف هويته بعد، خمس مناصب إستخباراتية خارج الأراضي الأميركية، قام خلالها بتزويد الاستخبارات دعماً لوجستياً في عملياتها السرية. ويتوقع أن يعلن اسمه قريباً جداً.