في دراسة حديثة أعدها أخيراً المركز الاستشاري للاستثمار والتمويل عن قطاع الاتصالات السعودي، تبين أن "شركة الاتصالات السعودية" ستستمر في لعب دورها المهيمن على قطاع الاتصالات حتى العام 2007. وتأتي هذه الدراسة في ظل ترقب سوق الاتصالات السعودية لشركة "اتحاد اتصالات الامارات" بعد حصولها على ترخيص تشغيل ثاني شبكة هواتف متحركة في المملكة. ونشرت مجلة Gulf Business في عددها لشهر أيلول سبتمبر الجاري، تقريراً يشير إلى ترتيب الشركات بحجمها المالي والتقني والإداري والموارد البشرية العاملة فيها، وذلك على مستوى الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية، حيث حلت "شركة الاتصالات السعودية" في المرتبة الأولى على 150 شركة خليجية وسعودية، بينما حلت شركة ا"تصالات" في المرتبة الخامسة على مستوى الخليج. وبدخول "اتحاد اتصالات الامارات" السوق السعودية فإن ذلك سيتيح بطبيعة الحال الفرصة لشركة الاتصالات السعودية الاستفادة بصورة كبيرة من البنية التحتية الضخمة التي انشأتها الشركة ما ينعكس وبصورة مباشرة على الاستغلال الامثل لاصول الشركة، باعتبار ان شركة الاتصالات السعودية هي المشغل الرئيس لشبكة الجوال وبالتالي فإن 30 في المئة من دخل الشركة المنافسة سيكون من نصيب الاتصالات السعودية، باعتبار ان "اتحاد اتصالات" سيكون من كبار عملاء شركة الاتصالات السعودية، والذي سيستفيد من الامكانات التي تتمثل بشبكة الياف بصرية بطول خمسة وعشرين الف كيلومتر في كل انحاء المملكة واكثر من 17 ألف كيلومتر من الطرق تم تغطيتها تصل الى كثير من القرى والهجر، ووجود 5 آلاف محطة للجوال. وباعتبار ان شركة الاتصالات السعودية تعتبر من اكبر الشركات في قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط، فإن الفترة المقبلة ستكون فرصة للشركة لزيادة نموها في ظل وصول عدد مشتركي الجوال في المملكة إلى 8 ملايين مشترك كرقم يعتبر كبيراً وقياسياً مقارنة بعدد يبلغ 200 الف مشترك عند بداية تأسيس الشركة العام 1996، بما يعادل نسبة زيادة تصل الى اكثر من 2300 في المئة. كما ان شركة الاتصالات السعودية تتفوق من الناحية المالية على شركة اتصالات الامارات حيث يبلغ رأس مال شركة اتصالات الامارات نحو 4 بلايين ريال فقط مقارنة مع رأس مال يبلغ 15 بليون ريال ل"الاتصالات السعودية"، فيما لم تتجاوز ارباح شركة اتصالات الامارات للعام المالي 2003 حوالى 2.8 بليون ريال مقارنة بنحو 8.6 بليون لشركة الاتصالات السعودية، علماً أن هذه الأرباح الكبيرة لشركة الاتصالات السعودية لم تتأثر بالتخفيضات المستمرة للشركة في أسعار المكالمات والتي انخفضت من ريال و60 هلله في أوقات الذروة وريال و20 هلله في اوقات خارج الذروة الى 50 هلله في اوقات الذروة و40 هلله خارج اوقات الذروة. ونلاحظ انه بمقارنة ما بين أرباح النصف الاول للشركة لعام 2003 وأرباح الشركة للنصف الاول من العام 2004 فإن شركة الاتصالات السعودية حققت نمواً ايجابياً بلغ 24.4 في المئة. وتناول مسؤول في شركة الاتصالات السعودية موضوع استراتيجية الشركة في ظل وجود المنافس، فقال ان هذه الاستراتيجية سيكون اهتمامها منصباً على تقديم خدمات لعملاء الشركة بمستوى عالمي يضاهي أفضل الشركات العالمية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، مشيراً الى ان الشركة تنتهج نهجاً منتظماً يقود الى تطوير اعمالها مرتكزة بذلك على امكاناتها التقنية والبشرية المتمثلة بالكفاءات السعودية العاملة في الشركة بنسبة سعودة تصل الى 88 في المئة. والجدير بالذكر ان معدل انتشار خدمات الاتصالات في السعودية أقل من المتوسط العالمي، ما يشير الى امكانات النمو الكبيرة المتاحة في هذا القطاع الحيوي المهم، حيث من المتوقع ان تصل قيمة نمو هذا القطاع الى نحو 7.9 بليون دولار خلال العام 2007. وما يميز "شركة الاتصالات السعودية" عن غيرها من الشركات العاملة في قطاع الاتصالات على مستوى الشرق الأوسط أنها لا تحسب الدقيقة كاملة كما يحدث لدى الشركات الأخرى المقدمة لخدمات الاتصالات، ففي شركة الاتصالات السعودية تحسب أجزاء الدقيقة، بمعنى إذا تحدث المتصل لمدة نصف أو ربع دقيقة فإنه لا يحسب غيرها، في حين أن الشركات الأخرى تحسب الدقيقة كاملة عند إجراء أي مكالمة في أجزاء الدقيقة الواحدة، وهذه ميزة واضحة تتميز بها "شركة الاتصالات السعودية". الجوال بلغ الجوال بتقنياته المتطورة يوماً بعد يوم مكانة عالية في أنحاء العالم، بعدما تجاوز وظيفته الأولى كوسيلة للاتصال الصوتي بين الناس، متعدياً ذلك إلى تحوله عالماً واسعاً من التقنيات المختلفة المتقدمة في ميدان الاتصالات، كالدخول إلى الإنترنت وتصفح مواقعها، والاطلاع على البريد الالكتروني، واستقبال الرسائل القصيرة وإرسالها داخلياً ودولياً، وإرسال الفاكس واستقباله من أي مكان. في المملكة العربية السعودية، أصبح الجوال من ضروريات حياة الناس اليومية في سعيهم إلى النجاح في أعمالهم، والبقاء على اتصال مع الآخرين، وفي مواكبتهم التطور الحاصل في العالم. لذلك زادت الاتصالات السعودية قاعدة الجوال إلى ثلاثة ملايين ومئة وثلاثة وسبعين ألف خط 3.173.000 جديد ليصل عدد خطوط الجوال العاملة إلى خمسة ملايين وسبعة آلاف وتسعمئة وخمسة وستين خطاً 5.007.965، أي بنسبة زيادة تصل إلى 98 في المئة، ما رفع معدل انتشار الجوال إلى 22.5 جوال لكل 100 شخص. أما الانجاز الأهم الذي حققه الجوال في العام 2002، فقد كان تقديم خدمة الاتصال بالجوال إلى شريحة كبيرة من سكان المملكة، مواطنين ومقيمين، من خلال إصدار بطاقة الاتصال المسبوقة الدفع "سوا" برسم اشتراك يبلغ 200 ريال سعودي يدفع مرة واحدة، ويمكن إعادة شحنها برصيد مسبق 100 ريال أو 200 ريال للاستعمال في مكالمات داخلية ودولية. بطاقة "سوا" انتشرت انتشاراً واسعاً بين الشباب والوافدين حديثاً إلى المملكة للزيارة وبين الحجاج الكرام في مواسم الحج، فكانت حلاً مناسباً لهم مكنهم من الاتصال الفوري ببلدانهم. الجوال العائلي طرحت الاتصالات السعودية خدمتين جديدتين مرتبطتين بخدمة الجوال أطلق عليهما اسم موجود و موجود اكسترا. وأوضح مدير عام التسويق بالجوال المهندس جميل الملحم أن ذلك يأتي حسب خطة الجوال في تقديم خدمات جديدة تناسب تطلعات العملاء وحاجاتهم وتبقيهم على اتصال دائم. والخدمتان تساعدان العميل بعدم فقد أي اتصال يرد إليه إذا كان جواله مغلقاً أو خارج نطاق التغطية وذلك بإشعاره عن طريق رسالة قصيرة بورود اتصالات إلى جواله. وتم طرح الخدمتين كالتالي: موجود توفر للعميل وصول رسالة قصيرة لإشعاره بتفاصيل الاتصالات الواردة إليه عندما يكون جواله مغلقاً أو خارج نطاق التغطية. موجود اكسترا توفر للعميل وصول رسالة قصيرة لإشعاره بتفاصيل الاتصالات الواردة إليه عندما يكون جواله مغلقاً أو خارج نطاق التغطية أو في حالة الانشغال أو تحويل جميع المكالمات. وأشار الملحم الى أن هذه الخدمة يستفاد منها كثيراً في الأوقات والأماكن التي لا يمكن للعميل استخدام الجوال فيها مثل المساجد وفي الطائرات والمستشفيات. ويمكن الاستفادة من الخدمة أيضاً في حال التجوال الدولي.