سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوات الاحتلال خلفت وراءها ثمانية شهداء وعشرات الجرحى ودماراً هائلا في البنية التحتية . اجتماع أمني فلسطيني - اسرائيلي يمهد لانسحاب الجيش من شمال القطاع
انسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي من مناطق عدة في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومحيط بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة فجر امس، في وقت شرعت فيه في حشد المزيد من آلياتها حول مدينة رفح ومخيماتها اقصى جنوب القطاع. وجاء الانسحاب في اعقاب اجتماع عسكري امني فلسطيني - اسرائيلي عقد مساء الجمعة اتفق الطرفان خلاله، حسب ما اعلن الجانب الفلسطيني، على انسحاب قوات الاحتلال من شمال القطاع وفتح محاور الطرق كافة. وقالت مديرية الامن العام في قطاع غزة في بيان ارسل الى "الحياة" امس انه اتفق علي ان تقوم قوات الامن الفلسطينية بالانتشار في المناطق التي تنسحب منها قوات الاحتلال "للقيام بواجباتها في حفظ الامن". وخلفت قوات الاحتلال دماراً وخراباً كبيرين في مناطق عزبة بيت حانون ومنطقة الفرطة في بلدة بيت حانون وعزبة عبد ربه ومنطقة شعشاعة ومحيط تل الزعتر في جباليا وقرية ام النصر في بلدة بيت لاهيا. واسفرت العملية العسكرية واسعة النطاق التي بدأت ليل الثلثاء - الاربعاء عن سقوط ثمانية شهداء، شيع اثنان منهم امس، ونحو 150 جريحاً، ما زال عدد منهم يرقد على اسرة الشفاء في عدد من مستشفيات القطاع. وهدمت قوات الاحتلال خلال الايام الماضية 16 منزلاً في شكل كلي، ونحو 26 منزلاً جزئياً، كما دمرت شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف وطبقة الزفت من الطرق، ودفنت عدداً من السيارات تحت اكوام من الرمال والحجارة، من بينها سيارة تابعة ل"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" "اونروا". وبدا الدمار والخراب واضحين في المناطق التي انسحبت منها قوات الاحتلال منها امس، في وقت توجه المواطنون الى انقاض منازلهم للبحث عن حاجاتهم ونقودهم وملابسهم وحقائب اطفالهم وكتبهم المدرسية ولعبهم، في مشهد بات مألوفاً وشبه عادي في المناطق التي تحتلها قوات الاحتلال في الاراضي الفلسطينية، خصوصا في قطاع غزة. لكن قوات الاحتلال أبقت آلياتها ولم تنسحب من منطقة الفرطة جنوب بلدة بيت حانون التي اقامت فيها موقعاً عسكرياً جديداً بات يشكل خطراً على حياة المواطنين وحرية حركتهم. وفي جنوب القطاع، حشدت قوات الاحتلال عدداً كبيراً من آلياتها ودباباتها قرب معبر "صوفاه" الواقع على خط التحديد الهدنة الى الشمال الشرقي من مدينة رفح. وقال شهود ومصادر محلية ل"الحياة" ان قوات الاحتلال حشدت عدداً كبيراً من الدبابات والآليات العسكرية في المنطقة، في خطوة ذكرتهم بما جرى عشية اجتياح المدينة في عملية "قوس قزح" في ايار مايو الماضي عندما حاصرت المدينة وعزلتها عن محيطها والعالم من خلال اغلاق الطريق الشرقية الوحيدة التي تربطها مع باقي مدن القطاع. وفي مخيم يبنا في المدينة، اصيب الفتى محمد ابو رزق 15 عاماً بجروح عندما اطلقت قوات الاحتلال النار في اتجاه مخيم يبنا للاجئين. من جهة اخرى، اعادت قوات الاحتلال فتح طريق صلاح الدين الرئيسة الوحيدة التي تربط شمال القطاع بوسطه وجنوبه بعد اغلاق دام اربعة ايام . في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة اشقاء من بلدة الدوحة قرب مدينة بيت لحم جنوبالضفة الغربية، وخمسة من مدينة الخليل جنوب الضفة ايضاً. كما فرضت حظر التجول على بلدة عصيرة الشمالية قرب مدينة نابلس شمال الضفة. من جهتها، قالت الوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية انها قصفت بلدة "سديروت" داخل الخط الاخضر الى الشرق من بلدة بيت حانون بصاروخ من نوع "ناصر 3"، فيما أطلقت "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الاسلامي" ثلاث قذائف هاون في اتجاه مستوطنة "نتساريم" جنوب مدينة غزة. واطلقت "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس ثلاث قذائف هاون على مستوطنة "نفيه دكاليم" الجاثمة فوق اراضي المواطنين غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع. وجاءت عمليات القصف، خصوصاً لبلدة "سديروت"، بعد ساعات على انسحاب قوات الاحتلال من شمال القطاع حيث فشلت في انجاز مهمتها ووضع حد لاطلاق الصواريخ في اتجاه البلدة، وهو ما اعترف به وزير الدفاع شاؤول موفاز.