انتابت الأفغان في ذكرى هجمات 11 أيلول سبتمبر مشاعر متباينة. فبعضهم شعر بالسرور للحرب التي شنتها القوات الأميركية لإسقاط حكم "طالبان"، لكن آخرين تساورهم شكوك عميقة في شأن النيات الأميركية. وخارج الولاياتالمتحدة ليس ثمة مكان آخر في شتى أنحاء العالم يشعر أصحابه بتداعيات الهجمات على نيويوركوواشنطن أكثر من الأفغان. فبعد ثلاثة أعوام ما زال أسامة بن لادن متوارياً فيما يواصل عناصر فلول التنظيم مناوشة القوات الأميركية من المنطقة الجبلية الوعرة في أفغانستان. وفي الوقت نفسه تعيد "طالبان" التي أطاح بها الغزو الأميركي تجميع صفوفها ببطء. وتعهدت بعرقلة أول انتخابات رئاسية مباشرة ستشهدها البلاد خلال أقل من شهر، وبدأت شن هجمات على القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها حتى أجبرتها على التمترس في قواعدها في أفغانستان. وقال الملا محمد حسان رحماني حاكم "طالبان" السابق لإقليم قندهار في اتصال من مكان مجهول عبر هاتف يعمل عبر الأقمار الاصطناعية: "حتى بعد مرور ثلاثة أعوام لم تقدم أميركا أي دليل في شأن صلة طالبان والقاعدة بهجمات 11 أيلول". وكرر أن الهجمات كانت مبرراً استخدمته واشنطن لغزو أفغانستان. وقال: "أثبتت أميركا أنها دولة إرهابية بقتل الأفغان بالقصف البربري. حتى لو كانت طالبان أرسلت أسامة بن لادن خارج البلاد كان الأميركيون سيهاجمون أفغانستان". وقال الحاج عبدالرزاق 50 عاماً المقيم في سبين بولداك قرب الحدود مع باكستان إن مهمة واشنطن نجحت جزئياً فقط. وأضاف: "الغرض من العملية الأميركية في أفغانستان كان اعتقال بن لادن لكن ذلك لم يحدث. كما أنهم لم يعتقلوا الملا محمد عمر" زعيم "طالبان". وأضاف أن هجمات "11 أيلول مهدت السبيل لإسقاط طالبان وأطلقت بعض الأمل لكن لم يحدث أي تحسن. الناس صاروا يتلقون الدعم المعنوي عبر الراديو لكن لا شيء عملياً يحدث على أرض الواقع". ويقول سكان البلدة الواقعة في قلب المناطق التي كان ل"طالبان" فيها أكبر تأييد تمتعت به أنه قد فاض بهم الكيل من الطرفين. وقال الحاج حميد الله: "ثلاثة أعوام مرت ولم يتحقق السلام. يموت الأبرياء في القتال. فاض بنا الكيل من طالبان وقوات التحالف". وتقود الولاياتالمتحدة قوات مؤلفة من 18 ألف جندي في أفغانستان، غير أن عدد الضحايا على مدى السنوات الثلاث الماضية أقل من عشر الجنود الذين قتلوا في العراق منذ العام الماضي والذين بلغ عددهم ألف جندي. وقال الميجر آندي برستون 37 عاماً من فرقة المشاة 25 الذي كان يعمل في البنتاغون عندما ارتطمت بالمبنى إحدى الطائرات المدنية المخطوفة يوم 11 أيلول 2001 "إنني فخور لأن أكون جزءاً من ذلك. إنه وقت مهم لتذكر أولئك الذين فقدوا ولماذا نحن هنا. يتعين علينا منع وقوع هجمات مماثلة في المستقبل".