أعلن رئيس الشرطة الأسترالية مايك كيلتي أمس أن مجموعة ثانية من الانتحاريين قد تكون طليقة في جاكرتا وتعد لتنفيذ اعتداء آخر عقب الاعتداء الدامي الذي استهدف السفارة الأسترالية الخميس الماضي، فيما أفادت السلطات في كانبيرا بأنه جرى تحصين جميع بعثاتها الديبلوماسية ضد اعتداءات بالقنابل، وأعلن ان منفذي التفجير خططوا لاغتيال الرئيسة الاندونيسية ميغاواتي سوكارنوبوتري قبل شهرين. ومن جاكرتا حيث يحقق في الاعتداء، قال كيلتي للإذاعة الوطنية الأسترالية إنه يأخذ مثل هذه المعلومات على محمل الجد، مضيفاً: "وصلتنا معلومات تفيد بوجود مجموعة ثانية من الانتحاريين تعمل في المنطقة". ومن جهته، أفاد داعي باختيار قائد الشرطة الإندونيسية أن منفذي اعتداء جاكرتا خططوا لتنفيذ اعتداء سابق في تموز يوليو في جزيرة جاوا، لكن الشرطة أحبطته. وأوضح أن المشتبه فيهم كانوا يعتزمون تنفيذ اعتداء ضد مركز التأهيل لمكافحة الإرهاب الذي تموله أستراليا في يوم تدشينه من جانب الرئيسة الإندونيسية ووزير العدل الأسترالي كريستوفر آليسون. ونفذت الشرطة الإندونيسية حملة واسعة في أنحاء البلاد للبحث عن أعضاء "الجماعة الإسلامية" الذين تنحي باللائمة عليهم في الاعتداء الانتحاري الذي أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 182 آخرين. وتجري العناصر الأمنية عملية تمشيط وسط وشرق جزيرة جاوا، كبرى الجزر الإندونيسية المكتظة بالسكان، بحثاً عن خبيرين ماليزيَّين في صنع القنابل هما أزهري حسين ونور الدين محمد توب. والاثنان متهمان بلعب أدوار رئيسة في صفوف "الجماعة". وفيما بدأت إندونيسيا دفن قتلاها أمس، أعادت وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية تحذير الأستراليين من السفر إلى إندونيسيا من دون ضرورة ملحة، كما أصدرت أستراليا تحذيراً عاماً نادراً لرعاياها المسافرين إلى الخارج. وكثفت الجهود الأمنية حول المطارات الرئيسة وعلى متن الرحلات الجوية المتجهة إلى إندونيسيا من أستراليا. وقال رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد إن مكافحة الإرهاب ستكون "طويلة ودامية، ويخطئ من يظن العكس". وجاء كلامه في وقت يخشى من أن يؤثر اعتداء الخميس على نتائج الانتخابات الأسترالية، كما حصل في إسبانيا بعد اعتداءات آذار مارس الماضي. وأصدر زعيم حزب العمل الأسترالي المعارض مارك لاثام تصريحاً مماثلاً لتعهد هوارد بشن ضربات استباقية على قواعد الإرهاب الأجنبية، مع وعده بإرسال قوات أسترالية للقضاء على الشبكات الإرهابية الإقليمية في جنوب شرقي آسيا. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقارب نسب تأييد كل من حزب العمل والحزب الوطني الليبيرالي بزعامة هوارد قبل أربعة أسابيع على الانتخابات.