فتح وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم النار على قرار رئيس حكومته زعيم حزب "ليكود" ارييل شارون ضم حزب "العمل" المعارض الى حكومة جديدة يعتزم تشكيلها قريباً متذرعاً بأن حكومة كهذه ستؤدي الى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس وتنفذ سياسة تتعارض وايديولوجية "ليكود" ما قد يعود وبالاً على الحزب. لكن مراقبين ربطوا بين قرار شالوم "خلع القفازات" والخروج في حملة ضد ضم العمل واحتمال فقدانه منصبه الحالي لمصلحة زعيم "العمل" شمعون بيريز. وعلى رغم نفي شالوم ان وراء هجومه سعيه لمنصب وجاه وليس غيرته على "ليكود"، الا ان اقواله للاذاعة العبرية وتصليب مواقفه السياسية لاستمالة اكبر عدد من اعضاء مركز "ليكود" تؤكد انه لن يمر مر الكرام على اطاحته تاركاً لانصاره الذين اجتمعوا في منزله مساء اول من امس توعّد شارون بدفع "ثمن باهظ" في حال اقدم على المساس بشالوم "والعمل على خلعه عن كرسي زعامة ليكود والحكومة". ويبدو ان ما أثار حنق شالوم هو ما نسبته صحيفة "معاريف" الى نجل رئيس الحكومة النائب عومري شارون من ان "شالوم لم يولد وزيراً للخارجية" ليرد عليه اتباع وزير الخارجية بان شارون ايضاً لم يولد لهذا المنصب. ونقلت عن اجتماع انصار شالوم في منزله بان حمل هجوماً منفلتاً على شارون "الذي يظن ان ليكود هو حزب الرجل الواحد، الديكتاتور" وتهديداً بإسقاطه إذا ضم "العمل" ومس بمكانة وزير الخارجية. وقال شالوم للاذاعة العبرية ان تشكيل حكومة علمانية سيبقى "المعسكر القومي والمتدين خارج الجدار وان مثل هذه الحكومة لا تستحق تسمية "حكومة وحدة وطنية" بل ستقود الدولة العبرية الى اليسار وتتسبب في شرخ كبير لأنها لن تمثل غالبية الاسرائيليين. وفند ادعاء رئيس الحكومة بأنه بحاجة الى "العمل" لتنفيذ خطة "فك الارتباط" بالقول ان الخطة تحظى بغالبية في الحكومة والكنيست البرلمان الاسرائيلي على حد سواء. الى ذلك، تبدأ المفاوضات الائتلافية الرسمية بعد غد الأحد باجتماع بين ممثلي "ليكود" و"العمل" و"يهودت هتوراة" وسط توقعات بأن لا تشهد عقبات جدية. وتنشد الأنظار الى الموقف الذي سيعلنه كبار حاخامات حزب "يهودت هتوراة" بشأن انضمام الحزب الى حكومة شارون ما سيعني، على الغالب مغادرة حزب الوسط العلماني "شينوي" الحكومة مع تأكيد أقطاب الحزبين من جديد رفضهما الجلوس في حكومة واحدة. ورجح أحد المعلقين في الشؤون الحزبية ان يتم ايجاد "تسوية" تتمثل بدعم حزب "يهودت هتوراة" الحكومة برلمانياً من دون مشاركة ممثلين عنها في صفوفها ما قد يشكل سلماً لحزب "شينوي" للنزول عن رفضه التحالف مع المتدينين. ومساء أمس وجه شارون الدعوة الى زعيم حركة شاس الدينية الشرقية المتشددة ايلي يشاي للقائه والتفاوض حول ضم الحركة الى الحكومة علماً انها شاركت في حكومته الأولى 2001 2003 لكنه استثناها بشكل مفاجئ في حكومته الحالية وفضّل ضم خصومها من حزب "شينوي".