تحمل مباراة الدور النهائي في بطولة الامم الاسيوية لكرة القدم يوم السبت بين منتخبي اليابان المدافع عن لقبه والصين المضيف أكبر من مجرد الفوز أو الهزيمة في مباراة كرة قدم. ومثل خلاف اندلع في وقت سابق من العام الحالي حول مجموعة من الجزر في بحر الصين الشرقي كان الاستقبال السيئ من جانب المشجعين الصينيين للمنتخب الياباني لكرة القدم أثناء مبارياته بالبطولة اشارة واضحة على أن البلدين الآسيويين المجاورين ما زال يحملان ذكرياتهما المؤلمة. وواجه المنتخب الياباني صفارات الاستهجان من جانب المشجعين الصينيين في كل مبارياته وكانوا يشجعون المنتخبات التي تلعب أمام اليابان بما في ذلك تايلاند والاردن والبحرين. وحمل بعض المشجعين الصينيين لافتات كتب عليها "انظروا الى التاريخ" "اعتذروا لشعوب اسيا" في اشارة الى تاريخ اليابان العسكري في الصين وغيرها من الدول الاسيوية قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. وكادت أعمال عنف تندلع بعد فوز اليابان على تايلاند 4-1 في المباراة التي جرت في 24 تموز يوليو. وحث متحدث حكومي ياباني رفيع بكين على ضمان أن تقام مباراة الدور النهائي في البطولة في أجواء هادئة وآمنة. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيرويوكي هوسودا في مؤتمر صحافي: "نود أن يتعاملوا مع المباراة بشكل هادئ حتى لا تنتقل المشاعر المناهضة لليابان الى الرياضة، جرى نقل قلق طوكيو بشأن سلامة لاعبيها ومشجعيها للسفارة الصينية". وما زال الصينيون يشعرون بالاستياء من العدوان الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية بالرغم من ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين أصبحت أوثق، كما أضاف رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي لمشاعر الغضب لدى الصينيين بزياراته السنوية لنصب يضم رفات مجرمي الحرب جنبا لجنب مع بقية قتلى الحرب. ويقول خبراء ان الحكومة الصينية أسهمت في تأجيج هذه المشاعر لاسباب خاصة بها وقال المعلق السياسي الصيني يو جي وهو مؤلف كتاب نشر في الآونة الاخيرة عن العلاقات الصينيةاليابانية "هناك مشاعر وطنية وعنصرية قوية للغاية وراء هذا التعصب في كرة القدم وقامت السلطات بتغذية هذه المشاعر في السنوات الاخيرة والترويج لها بشكل متعمد". وحذرت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواجوتشي من أن مثل هذه المشاعر العدائية في مدرجات كرة القدم ليست جيدة بالنسبة للعلاقات بين البلدين. ونقلت وكالة كيودو للانباء عنها قولها أمام لجنة برلمانية "هذا أمر مؤسف. هذا لا يساعد على تحسن العلاقات الصينية - اليابانية". وناشد كويزومي مشجعي الصين الا يخلطوا السياسة بالرياضة مضيفا للصحافيين "الرياضة هي مهرجان للصداقة ولذا أتمنى ان يقابل اللاعبون اليابانيون وغيرهم من اللاعبين الاجانب بترحيب ودي. لا أعتقد ان من الصائب خلط السياسة بالرياضة". وقال محللون ان حكومتي البلدين ترغبان على الارجح في الحيلولة دون وقوع أضرار في العلاقات بين البلدين من جراء هذه المشاعر العدائية في ملاعب كرة القدم ولكن البعض أشار الى أن التغطية الاعلامية اليابانية لمثل هذه الامور قد تؤجج مشاعر مناهضة للصينيين في اليابان في الوقت الذي بدأت فيه العلاقات الدبلوماسية في التحسن. قالت وكالة كيودو ان بعض المشرعين اليابانيين حثوا حكومتهم على التقدم باحتجاج أقوى واقترحوا مقاطعة دورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها في بكين عام 2008 اذا استمرت هذه المشاعر. وقال خبراء دبلوماسيون انه من المرجح أن تهدأ هذه الضجة بعد مباراة يوم السبت بصرف النظر عن الفائز ونصح لاعبو المنتخب الياباني بالتركيز على اللعب. وقال سايتو مدرب فريق مدرسي: "كل ما يمكن أن يفعله اللاعبون هو التركيز على كرة القدم".