قدّرت تقارير امنية عدد المهاجرين السريين الذين احبطت السلطات المغربية محاولات عبورهم الساحل المتوسطي نحو اسبانياوجنوب الساحل الاطلسي نحو الجزر الخالدات في الصيف الجاري باكثر من الفي شخص يتحدرون من اصول مغربية وشمال افريقية وبلدان الساحل جنوب الصحراء. ولا يكاد يمر يوم من دون اعلان اعتراض زوارق مطاطية وقوارب صيد صغيرة تحمل المرشحين للهجرة، وضمنهم اطفال ونساء. وقالت مصادر البحرية الملكية انها اعترضت في نهاية الاسبوع الماضي زورقاً من نوع "زودياك" يحمل عشرة مهاجرين مغاربة كادوا يتيهون في عرض البحر المتوسط قبالة الحسيمة شمال شرقي البلاد. بينما اعلنت مصالح الدرك المحلي تفكيك شبكة للهجرة في ضواحي مدينة فاس، غالبيتهم من بلدان الساحل الافريقي. وقالت المصادر ان هؤلاء المهاجرين وعددهم نحو 30 شخصاً قدموا من وجدة على الحدود الشرقية مع الجزائر. وافاد تقرير ان الهجرة التي كانت تقتصر على مدن ومواقع الساحل المتوسطي الذي يبعد عن جنوباسبانيا حوالي 15 كلم انتقلت بكثافة الى المحافظات الصحراوية بهدف التسلل الى الجزر الخالدات في عمق الساحل الاطلسي. وبلغ عدد الذين حاولوا النفاذ من هذه المواقع بنحو 4 آلاف شخص منذ بداية العام الجاري. وقالت السلطات المغربية رداً على اتهامات لها بالتقصير في الحرب على الهجرة السرية، انها فككت في الاسابيع الاولى من آب اغسطس شبكات تضم اكثر من 400 مهاجر وانها عززت الرقابة على كل المعابر والموانئ ونقاط تسلل المهاجرين اضافة الى تنفيذ اجراءات ترحيل المزيد من المهاجرين الافارقة الذين يقيمون في المغرب في انتظار الفرص المواتية للهجرة. وتعتبر المناطق الشمالية والشرقية للبلاد ملاذات يستقر فيها المهاجرون خصوصاً القادمون من بلدان الساحل الافريقي، ويتخذون من بعض الغابات والاحراش والمناطق غير الآهلة مواقع للاقامة. ففي احدى الغابات قبالة مدينة سبتةالمحتلة يقيم مهاجرون افارقة في ظروف انسانية صعبة يقتاتون من نباتات الغابة وفضلات الطعام، ويتسولون في الارياف. وقال شهود زاروا المنطقة ان المهاجرين يقيمون في اكواخ وخيام رثة، وتسود هذه المجموعات علاقات خاصة من نوع اسناد الحراسة عبر التناوب، وتكليفات جلب الطعام، بينما يتولى "رئيس" المجموعة التنسيق مع شبكات الاتجار في الهجرة ويمتد "طريق الهجرة" بين وجدة شرقاً الى تطوان وطنجة غرباً لمئات الكيلومترات في رحلة تستمر اسابيع. بينما يفضل آخرون الاتجاه من وجدة الى فاس للانتقال في حافلات او شاحنات في اتجاه الشمال. وتتجه شبكات الهجرة جنوباً لاستقطاب مهاجرين افارقة يعبرون من شمال موريتانياوجنوب الصحراء. يذكر ان السلطات الاسبانية اقامت في مدينتي سبتة ومليلية شمال المغرب مراكز امنية كمعتقلات تأوي المهاجرين السريين. ويقول احد الخبراء ان حصول اتفاق بين المغرب واسبانيا على تسوية اوضاع المهاجرين السريين شجع على تزايد المغامرات على رغم خطر غرق المهاجرين في عرض البحر.