لم يمض أكثر من شهر على الانتشاء في إسرائيل بنجاح التجربة التي أجرتها والولايات المتحدة قبالة سواحل كاليفورنيا على صاروخ "حيتس" المضاد للصواريخ البالستية والذي تطوره الدولة العبرية بتمويل أميركي كامل، حتى تبيّن أول من أمس أن الفرحة العارمة بالقدرات الإسرائيلية على اعتراض صواريخ بالستية مطورة، مثل التي تملكها إيران شهاب 3 وسورية سكاد دي، كانت سابقة لأوانها، إذ فشلت تجربة جديدة في اسقاط صاروخ من نوع "سكاد دي" مطوّر يحمل رأساً متشعباً يضلل منظومة الرادار. وترددت تعابير "فشل" و"احباط" و"خيبة" ومرادفاتها في عناوين وسائل الإعلام العبرية وتعليقاتها على رغم محاولات المسؤولين عن المشروع التقليل من شأن عدم اصابة الصاروخ البالستي وابراز حقيقة قدرة الصاروخ الإسرائيلي - الأميركي على تحديد الرأس الحقيقي الذي يحمله "سكاد دي"، وأن ثمة خللاً فنياً، ليس نادر الحدوث، حال دون اصابة الهدف. وتساءل أحد المعلقين عن حقيقة ما حصل، وهل ينم عن عجز في مواجهة الصواريخ المطورة، لكن آخر وجد العزاء في ما وصفه بفشل مماثل لتجربة أجرتها إيران قبل أسابيع على صاروخ "شهاب 3". ولا تخفي إسرائيل قلقها من احتمال نجاح إيران في تطوير صواريخها البالستية قبل أن يتمكن صاروخ "حيتس" من توفير الرد الملائم لاعتراضها، ما يؤذن بسباق دراماتيكي بين الجانبين قد تتصاعد وتيرته في الأشهر القليلة المقبلة. وانحصرت تجربة أول من أمس في اعتراض صاروخ "سكاد دي" الذي يحمل رأساً حربياً حقيقياً وآخر وهمياً، ينفصلان عن هيكله ومحركه بهدف تضليل أجهزة الانذار، وفشلت التجربة وأخطأ صاروخ "حيتس" هدفه، ما استدعى مديرية المشروع إلى اجراء فحص معمق لما حصل قبل التفكير باجراء تجربة جديدة. وكانت إسرائيل سارعت إلى الإعلان في تموز يوليو الماضي أن صاروخ "حيتس" بات قادراً على اعتراض صاروخ بالستي مهما يبلغ تطوره، لكن مسؤولين أمنيين حذروا وقتها من أن الصاروخ لم يصل بعد إلى مثل هذه القدرات، وأنه ينبغي الإعداد لتجربة أخرى أكثر تعقيداً، والتي لم تتكلل بالنجاح أول من أمس. ورفض مدير المشروع اريه هرتسوغ اعتبار ما حصل فشلاً يبعث على الاحباط.