فيما اختارت اسرائيل الرسمية عدم التعقيب على التجربة التي أجرتها ايران على نسخة معدلة من صاروخها "شهاب 3"، وتحذيرات كبار المسؤولين في طهران للدولة العبرية من عواقب استهدافها المنشآت النووية في ايران، أولتها وسائل الإعلام العبرية اهتماماً كبيراً وأدرجتها في عناوينها الرئيسة معتمدة على تسريبات من "مصدر أمني كبير" ادعى ان التجربة التي أجرتها ايران على الصاروخ القادر على بلوغ أي مكان في اسرائيل، "لا تثير أي انطباع خاص لدى أقطاب الدولة" وان الصناعات العسكرية الاسرائيلية تعتزم اجراء تجربة جديدة، أولى من نوعها في العالم، على الصاروخ "حيتس" السهم أكثر تعقيداً من تلك التي تمت قبل اسبوعين على الأراضي الأميركية ليكون جاهزاً لاعتراض صواريخ "شهاب 3 و4" والصواريخ "سكاد دي". واعتبرت صحيفة "يديعوت احرونوت" التجربة على الصاروخ الايراني أول من أمس "رداً ايرانياً" على التجربة التي أجرتها اسرائيل على الصاروخ "حيتس" وان ايران "نطقت عملياً بالكلمة الأخيرة في مجال الصواريخ البالسيتية". وعنونت "معاريف" الخبر الموسع الذي نشرته بكلمتي "سنسحق اسرائيل" ناسبة ذلك الى قائد الحرس الثوري الايراني، فيما رأى المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف ان الهدف من التجربة الايرانية "تحسين دقة الاصابة". وذكرت الاذاعة العبرية ان المشاورات الاسبوعية التي يجريها وزير الدفاع شاؤول موفاز مع كبار قادة الأجهزة الأمنية "تناولت" أمس التجربة الايرانية. ورأى خبراء أمنيون اسرائيليون ان ايران أرادت من اجراء التجربة تأكيد أن في حوزتها صواريخ توازي بقدراتها الردعية الصاروخ "حيتس" الاسرائيلي "لكنهم الايرانيين ليسوا بحاجة الى هذه الصواريخ لضرب اسرائيل لأن ذراعهم الطويلة هي لبنان وسورية حيث يمكنهم اطلاق القذائف على البلدات الاسرائيلية". وكتب المعلق في "يديعوت احرونوت" اريه اغوزي ان ثمة نموذجين لصواريخ أرض أرض يشكلان التهديد الأكبر على الدولة العبرية: "سكاد في" التي تمتلكها سورية ويبلغ مداها 700 كلم و"شهاب 3" وان الأول متطور جداً واصاباته دقيقة فيما مدى الثاني 1500 كلم ويمكن تحميله رؤوساً تفجيرية وأسلحة غير تقليدية زنتها نصف طن. وتابع ان "سكاد دي" معد لحمل أكثر من رأس بعضها وهمية تنفصل عن الصاروخ حين اقترابها من الهدف لتضليل المنظومات الدفاعية التي تعترضها. وأضاف ان الصناعات الجوية الاسرائيلية تعتزم رفع السقف واجراء تجربة جديدة، معقدة أكثر على صاروخ "حيتس" ليكون قادراً على اعتراض "سكاد دي" الأكثر تطوراً من "شهاب 3". وزاد ان هذه التجربة ستجري أيضاً قرب شواطئ كاليفورنيا وبالاشتراك مع الجيش الأميركي. وينقل المعلق في "معاريف" عمير ربابورت عن أوساط أمنية اسرائيلية إقرارها بأن النسخة الحالية من الصاروخ "حيتس" ليست قادرة على مواجهة "شهاب 3" ما يحتم تعديلها، وأن موفاز قد يتخذ قراراً قريباً بتطوير "جيل جديد من الصواريخ لتواجه التحديات الايرانية". وقال نائب وزير الدفاع سابقاً افرايم سنيه انه ينبغي على اسرائيل توفير الأجوبة لتهديدات الصواريخ البالسيتية البعيدة المدى "من دون انتظار غيرها الولاياتالمتحدة لتقوم بذلك"، مضيفاً ان مدى الصاروخ الايراني وإمكان امتلاك طهران سلاحاً نووياً يشكلان التهديد الأخطر على اسرائيل.