احيطت التحقيقات لكشف ملابسات تحطم طائرتين من طراز "توبوليف" جنوبروسيا ليل الثلثاء - الاربعاء، بالغموض. ولم تعلن السلطات المختصة اي نظرية رسمية، في وقت مال الخبراء الى ان تحطم الطائرتين نجم عن انفجارين غامضين وقعا فيهما في وقت واحد تقريباً. وقال فلاديمير ياكوفليف ممثل الرئيس الروسي في الدائرة الفيدرالية الجنوبية ان المؤشرات المتوافرة تدل الى وقوع انفجارين مفاجئين في الطائرتين. واضاف ان سرعة تطور الموقف في الطائرتين وتحطمهما قبل تمكن طاقميهما من ابلاغ مركز المراقبة بأي تفاصيل، تقلل من اهمية فرضيات وقوع خلل فني. لكنه استبعد الخروج بخلاصات نهائية قبل دراسة المعلومات الموجودة في الصندوقين الاسودين. وقال ان "كل الفرضيات ما زالت مطروحة، على رغم ميل الخبراء الى نظرية التفجير". وكانت طائرتا الركاب من طراز "توبوليف 134" و"توبوليف 154" متجهتان من موسكو الى فولغاغراد وسوتشي جنوبروسيا، عندما تحطمتا في وقت واحد تقريباً، ما اسفر عن مقتل ركابهما ال90. وذكرت جهات التحقيق انها تدرس فرضيات عدة من بينها العمل الارهابي او وقوع عطل فني مفاجئ في الطائرتين اضافة الى احتمال ان يكون سبب الكارثة خطأ بشري من جانب طاقميهما او من جانب طاقم الخدمة الارضية الذي جهز الطائرتين قبل اقلاعهما من مطار دوموديدوفا جنوب العاصمة الروسية. لكن خبيراً في نقابة الطيارين المدنيين اعتبر الحديث عن وقوع خطأ بشري او عطل فني في الطائرتين معاً في وقت واحد "مستحيلاً". ولفت الى ان حوادث انفجار الطائرات المفاجئة في الجو لا تعدى نسبتها "واحد على مليون". ونفت سلطات المطار في شكل قاطع احتمال وقوع خطأ اثناء تجهيز الرحلتين. وقال ناطق باسمها ان الطاقم المناوب ليل الثلثاء - الاربعاء اشرف على تجهيز عشرات الطائرات التي اقلعت من المطار نفسه. كما نفى صحة تقارير عن احتمال ان يكون الوقود الذي زودت به الطائرتين حوى مواد خطرة، مشيراً الى قيام شركة واحدة بتزويد عشرات الطائرات. وكانت مناقشة الفرضيات المختلفة اظهرت انقساماً واسعاً في اوساط الخبراء والمحللين الروس، خصوصاً بعدما تعززت نظرية تمكن ارهابيين من زرع عبوات ناسفة في الطائرتين، ما حدا بالرئيس فلاديمير بوتين الى تكليف وزارة الداخلية بتولي كل التدابير الامنية في المطارات الروسية بعدما كانت شركات حماية خاصة تقوم بمعظمها. محاولة التستر على التحقيقات واتهمت شركة "سيبير" صاحبة احدى الطائرتين المنكوبتين السلطات بتعمد عدم الاعلان عن عمل ارهابي. وقالت صحيفة "كوميرسانت" الواسعة الانتشار ان الكرملين لا يرغب في الاعتراف على ابواب انتخابات الرئاسة الشيشانية بان الانفصاليين الشيشان هم الجهة الوحيدة القادرة على تنفيذ هجمات من هذا النوع في الاراضي الروسية. ومما يفسر هذا الميل لدى السلطات اعلان شركات التأمين الروسية انها لن تدفع تعويضات لاهالي الضحايا في حال ثبت ان عملاً ارهابياً استهدف الطائرتين.