على رغم تطوّر أجهزة الرقابة الأمنية في مختلف المطارات، إلا أن وسائل الطيران لم تسلم من التفجيرات الناجمة عن أخطاء تقنية أو أعمال إرهابية على مر العقود، وأقربها وقعاً حادثة تحطّم طائرة شحن روسية من طراز «أنتونوف»، بعد إقلاعها من مطار جوبا، عاصمة جنوب السودان، في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. ورجحت السلطات في جوبا أن يكون عطل فني طارئ وراء الحادث، مؤكدة أن الضحايا من الركاب هم 12 شخصاً، معظمهم من جنوب السودان، إضافة إلى أفراد الطاقم الستة، في حين أن بقية الضحايا كانوا على الأرض. وسبق هذه الحادثة نهاية الشهر الماضي، تحطّم طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ما تسبّب بمقتل جميع ركابها ال224، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار منتجع شرم الشيخ. ورجّح مسؤولون بريطانيون وأميركيون أن يكون سبب تحطّم الطائرة الروسية زرع عبوة ناسفة على متنها، في وقت تبنّت جماعة «ولاية سيناء» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) عملية التفجير. وشهدت خطوط طيران عدة حوادث مشابهة على مر الأعوام. ففي عام 1933، تحطمت طائرة أميركية فوق مدينة تشيستيرون بولاية إنديانا، أثناء رحلتها من نيوجيرسي إلى شيكاغو. وكان الترجيح الأوّلي يشير إلى أن الطائرة سقطت بسبب عاصفة رعدية، لكن سرعان ما برزت أدلة تشير إلى وجود قنبلة في مؤخرة الطائرة، ولم يتم العثور على أي مشتبه فيهم حتى بعد انقضاء أكثر من 80 عاماً على تحطّم الطائرة. وعام 1962، انفجرت طائرة «كونتيننتال إيرلاينز» الأميركية في ولاية إيوا أثناء رحلتها من شيكاغو إلى لوس أنجليس، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 45. وتوصّل التحقيق إلى أن سبب الحادث هو تفجير بالديناميت، وكشف أن انتحارياً قام بوضع مبلغ كبير للتأمين على حياته قبل وقت قصير من الحادث، وأن العبوة الناسفة وُضعت في سلة المهملات المستخدمة في المرحاض الخلفي للطائرة. ومن أخطر حوادث الطيران التي شهدها العالم، تحطّم طائرة تابعة للخطوط الهندية فوق إرلندا مباشرة عام 1985، أثناء رحلتها من تورونتو في كندا إلى مومباي الهندية، نتيجة انفجار قنبلة زرعها إرهابيون. واتُّهم أنجرجيت سينغ ريات، وهو من السيخ، بالتسبّب بالحادث الذي أدى إلى مقتل 329 شخصاً. وعام 1988، تحطّمت طائرة أميركية تابعة لشركة «بان أميركان» فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية، بعد 38 دقيقة من إقلاعها من لندن متوجّهة إلى الولاياتالمتحدة. وذكر موقع وكالة «سي أن أن» الأميركية، أن الحادث الذي وقع نتيجة انفجار قنبلة على متن الطائرة، أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 259 شخصاً، و11 شخصاً آخرين من سكان القرية قضوا نتيجة سقوط الطائرة. وألقت الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة المسؤولية على كلّ من مدير أمن «الخطوط العربية الليبية» عبدالباسط المقرحي، والأمين خليفة فحيمة، وبعد محاكمتهما عام 1999، حكم على المقرحي بالسجن 27 عاماً، فيما تمت تبرئة فحيمة. وعام 2004، تم تدمير طائرتين روسيتين بقنابل جوية، ما أدى إلى مقتل 44 شخصاً في الطائرة الأولى و46 آخرين على متن الطائرة الثانية. ودرست جهات التحقيق فرضيات عدة، من بينها العمل الإرهابي أو وقوع عطل فني مفاجئ في الطائرتين، إضافة الى احتمال أن يكون سبب الكارثة خطأً بشرياً من جانب طاقميهما أو من جانب طاقم الخدمة الأرضية الذي جهز الطائرتين قبل إقلاعهما من مطار دوموديدوفا، جنوب العاصمة الروسية. لكن خبيراً في نقابة الطيارين المدنيين اعتبر الحديث عن وقوع خطأ بشري أو عطل فني في الطائرتين معاً في وقت واحد «مستحيلاً». وأعلنت مجموعة متطرفة تطلق على نفسها اسم «كتائب الإسلامبولي» مسؤوليتها عن الحادث، دعماً للانفصاليين الشيشان، لكن لم يتم التثبّت من صحة ذلك.