أحكمت القوات الاميركية والعراقية الطوق على مسجد الإمام علي بن أبي طالب امس وأصبحت على بعد مئة متر منه، فيما بدأ عناصر جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر الاختفاء وسط الناس راجع ص 2 و3 و4. واللافت ان رد أنصار الصدر، الذين اكدوا ان زعيمهم ما زال في النجف، على تهديدات وزير الدفاع حازم الشعلان كانت المطالبة بالحوار لحل الأزمة. ولم يصدر عن المرجعية الشيعية أي تعليق. وكان الشعلان هدد الصدر ب"القتل أو السجن" اذا لم يستسلم، كما هدد "جيش المهدي" باطلاق "رصاصة الرحمة" عليه. وفيما خرج أنصار الصدر في البصرة بسلاحهم الى الشوارع، احتجاجاً على الهجوم الوشيك على الصحن الحيدري، وهاجموا منزل محافظ مدينة العمارة، حيث خاضوا اشتباكات مع القوات البريطانية اسفرت عن مقتل 12 عراقياً وجرح 54، هاجمت مقاتلات اميركية الفلوجة، وأعلنت انها استهدفت مواقع ل"المتمردين". في غضون ذلك، هدت جماعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة العراقية" زعيم تنظيم "القاعدة" في العراق أبو مصعب الزرقاوي ب"لجمه" إذا لم يلتزم قيمها والقيم الاسلامية. وكان الزرقاوي أعلن مسؤوليته عن محاولة اغتيال فاشلة استهدفت وزيرة البيئة. وبعد ساعات من تحذير الحكومة العراقية لعناصر "جيش المهدي" المتحصنين في الصحن الحيدري والبلدة القديمة في النجف من أنهم سيقتلون اذا لم يستسلموا خلال ساعات، أعلن الشيخ علي سميسم، الناطق باسم الصدر، ان ميليشيا "جيش المهدي" مستعدة للتفاوض لانهاء الازمة. كما رحب الشيخ احمد الشيباني، باسم الصدر، بأي "مبادرات سلمية وأي اقتراح لا يؤثر على كرامة الشعب العراقي وتيار الصدر"، معلناً رفضه "أي حل آخر مهين". وكان وزير الدفاع حازم الشعلان دعا أنصار الصدر الى "الاستسلام خلال ساعات وإلا تعرضوا للقتل". واكد انه ليس امام مقتدى الصدر سوى "الموت او السجن" اذا قرر مقاومة القوات العراقية التي تستعد لاقتحام الصحن الحيدري حيث تتحصن ميليشيا "جيش المهدي". وقال الشعلان، في مؤتمر صحافي رداً على سؤال عن مكان وجود مقتدى: "نحن نتحرى عن وجوده. اذا سلّم نفسه للدولة فهذا رائع له ولمستقبل الناس الذين يعملون معه، وسيكون بأمان، اما اذا قاوم فسيكون أمامه إما الموت او السجن". وأوضح ان القوات العراقية التي ستقتحم الصحن "ستوجه الى ميليشيا جيش المهدي نداءات الرحمة بالاستسلام. وهناك ساعات امامهم". وحذّر كل من العميد غالب الجزائري قائد شرطة النجف ومحافظها عدنان الزرفي من ان قوات الشرطة والحرس الوطني تدعمهما القوات الأميركية على وشك الهجوم على الصحن الحيدري "لتطهير المرقد والمدينة من الميليشيا ان لم ترحل بسرعة بملء ارادتها". وفيما تدخل الحرس الوطني العراقي للمرة الاولى أمس في المعارك الى جانب القوات الاميركية كثفت هذه القوات هجماتها على مواقع "الجيش" داخل البلدة القديمة، وتمركزت الدبابات في شارعي الصادق والرسول، واصبحت على بعد مئة متر من جدار الصحن. ورفض وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري محاولات تدويل أزمة النجف التي اعتبرها مسألة داخلية تعالج في اطار سيادة العراق، وقال ان بلاده لن تشارك في اي اجتماع لدول الجوار يخصص لهذه القضية. واكد ان "العراق يجري اتصالات مستمرة مع دول الجوار مثل ايران وسورية والاردن حول عمليات التسلل الى العراق من منطلق ان هذا الهدف هو من مصلحة كافة دول الجوار وليس العراق فحسب". وفي العمارة قتل 12 عراقياً، بينهم 3 أطفال، وجرح 54 في اشتباكات جرت أمس بين أنصار الصدر والقوات البريطانية في المدينة. وكان أنصار الصدر هاجموا منزل محافظ العمارة بقذائف صاروخية. وفي البصرة اشتبك العشرات من أنصار الصدر مع القوات البريطانية والشرطة العراقية، وسيطر المسلحون على الطرق الرئيسية في المدينة. وأعلن الجيش الأميركي ان طائراته الحربية شنت فجر أمس "ضربات جراحية" على مواقع "متمردين" قرب الفلوجة ، من دون ان يوضح ما اذا كانت أسفرت عن سقوط ضحايا، مشيراً الى ان القصف استهدف "موقعاً يستخدمه ارهابيون اجانب ومخبأ للأسلحة". الى ذلك نجا وزير التربية سامي المظفر ووزيرة البيئة مشكاة مؤمن من اعتداءين اسفرا عن سقوط خمسة قتلى وانتحاري وستة جرحى. واعلنت "جماعة التوحيد والجهاد" بزعامة الاردني ابي مصعب الزرقاوي مسؤوليتها عن محاولة قتل الوزيرة بهجوم انتحاري.