بدأت القوات الاميركية مساء أمس سحب آليات عسكرية من المدينة القديمة وسط مدينة النجف. وشهدت النجف ومدن أخرى عراقية مواجهات عنيفة مع القوات الاميركية وسقط أربعة قتلى في الفلوجة وسبعة في الكوت. وأفاد مراسل وكالة الانباء الالمانية أن دبابات وآليات أميركية شوهدت تنسحب من مواقع في وسط النجف، لكن القوات الأميركية واصلت أمس منع الدخول والخروج من المدينة التي شهدت قتالاً ضارياً خلّف عشرات من القتلى والجرحى، إضافة إلى انقطاع الماء والكهرباء على مدى الأيام الثمانية الماضية. ويمثل ذلك مؤشراً إلى نتائج اتصال جرى بين مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والحكومة العراقية، تناول شروطاً، أهمها إخلاء المدينة القديمة من مظاهر التسلح لكل الأطراف وانسحاب القوات الاميركية وقوات الحرس الوطني العراقي والشرطة العراقية في مقابل انسحاب "جيش المهدي" ومشاركة "التيار الصدري" في العملية السياسية. وبدأت سيارات الاسعاف والطواقم الصحية عملها ودخلت المدينة بعدما كانت ممنوعة، لنقل جثث القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال المواجهات في النجف. ووفقاً لاحصائية مبدئية قال مدير الصحة في المدينة فلاح المهنا لوكالة الانباء الالمانية إن 235 قتيلاً سقطوا خلال تلك المواجهات التي أسفرت ايضاً عن إصابة 485 شخصاً. وتابع أن 14 مدنياً قتلوا كما أصيب 28 بسبب المعارك، وأوضح ان "هذا العدد من القتلى والجرحى مسجل لدى مستشفيات المدينة منذ الخميس حتى فجر الجمعة". وأضاف :"الوضع الصحي في النجف بعد أكثر من أسبوع من المعارك أصبح سيئاً جداً نتيجة انتشار الجثث في الشوارع وعدم توفر الأدوية المناسبة وانقطاع التيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب". وواصلت القوات الأميركية، تساندها المقاتلات والمروحية والدبابات، في قصف المدينة القديمة. وقال مصدر من "مكتب الشهيد الصدر" في المدينة للوكالة إن "المنطقة المحيطة بضريح الإمام علي بن ابي طالب شهدت فجر الجمعة قصفاً أميركياً عنيفاً، وبعض القذائف سقط داخل الصحن الشريف للروضة الحيدرية". وأضاف: "تدور اشتباكات متفرقة في ضواحي المدينة بين جيش المهدي وقوات الاحتلال الاميركية". وقال إن "الآلاف من انصار التيار الصدري في الحلة وكربلاء والديوانية تجمعوا منذ الفجر لدخول المدينة مطالبين قوات الاحتلال بمغادرة النجف وفك الحصار عن ضريح الإمام علي. حاملين لافتات كتبت عليها شعارات تطالب باستقالة وزيري الداخلية والدفاع" العراقيين. وسيطر الجنود الاميركيون، الذين تعززهم الطائرات والدبابات، على قلب مدينة النجف في هجوم كبير لسحق "جيش المهدي" التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وقصفت طائرات حربية وطائرات هليكوبتر مواقع المقاتلين في المقبرة القديمة القريبة من مسجد الإمام علي بن ابي طالب، ومنعت الدخول إلى الصحن الحيدري، وطلبت من سكان النجف مغادرتها. وبدأ ألوف السكان مغادرة المدينة. وقال آدام إيرلي نائب الناطق باسم الخارجية الأميركية إن القوات الأميركية لا تخطط لدخول الصحن الحيدري في المدينة، مضيفاً أن ما تقوم به هذه القوات يتم بالتشاور مع الحكومة العراقية "وليس قراراً عسكرياً أميركياً منفرداً". واقتحمت القوات الأميركية منزل الصدر الخميس اثناء هجوم واسع على مواقع "جيش المهدي" في النجف. قصف و4 قتلى في الفلوجة إلى ذلك، أكد شهود ومسؤولو مستشفيات ان الطائرات الاميركية قصفت أهدافاً في مدينة الفلوجة أمس، لليوم الثاني على التوالي وقتلت أربعة عراقيين بينهم طفلان. وقال مدير مستشفى الفلوجة رافح اياد ان أربعة آخرين بينهم طفل اصيبوا بجروح. وأوضح الجيش الاميركي أن ليست لديه معلومات عن الهجمات على المدينة الواقعة غرب بغداد في منطقة تعد مركزاً لمقاومة الأميركيين. وسقط قتلى وجرحى في غارات اميركية على المدينة الخميس. وأعرب سكان الفلوجة عن تضامنهم مع ميليشيا "جيش المهدي" التي تخوض قتالاً ضد الاميركيين. 7 قتلى في الكوت في الكوت، أفاد مصدر طبي أن سبعة عراقيين قتلوا وجرح 34 عندما قصفت القوات الاميركية مواقع يشتبه في ايوائها عناصر من "جيش المهدي" ومقراً للحرس الوطني العراقي بطريق الخطأ في المدينة. وقال الطبيب عبدالقادر عرار مدير مستشفى الكوت ان "ستة عراقيين قتلوا بينهم امرأة وجرح عشرون عندما هاجمت قوات اميركية حي عزت علي المطل على ضفاف نهر دجلة". وتابع ان "احد عناصر الحرس الوطني قتل وجرح أربعة عشر آخرون عندما قصفت القوات الاميركية عند الساعة الثانية فجراً عن طريق الخطأ أحد مقرات الحرس الوطني في حي الحيدرية". وأكدت القوات الأميركية في بيان ان الوضع في الكوت "لا يزال خطيراً والمعارك يمكن ان تندلع في أي لحظة"، موضحة انها "يمكن ان تتدخل إذا اندلعت المعارك مرة ثانية في المدينة". وقتل 84 شخصاً وجرح 176 آخرون قبيل فجر الخميس، في قصف أميركي جوي عنيف على مدينة الكوت. إحراق مكاتب إلى ذلك، أفاد شهود ان عناصر من "جيش المهدي" أحرقوا أمس مكاتب حزب رئيس الوزراء اياد علاوي في العمارة جنوبالعراق. وقال الشاهد مهدي الهاشمي ان عناصر من "جيش المهدي" قصفوا مكتب "حركة الوفاق الوطني العراقي" التي يتزعمها علاوي في حي عواشة وسط العمارة 366 كلم جنوببغداد بقذائف مضادة للدبابات آر بي جي، ما أدى الى تدمير أجزاء من المكتب واضرام النار فيه. وزار علاوي، برفقة عدد من الوزراء، النجف الأحد الماضي، وطلب من عناصر الميليشيا ان يلقوا أسلحتهم ويغادروا المدينة. قتيل في الرمادي وفي الرمادي، أكد مصدر طبي أمس، مقتل عراقي في مواجهات بين قوات أميركية ومسلحين في المدينة الواقعة في غرب العراق. وقال الطبيب حمدي الراوي من مستشفى الرمادي الحكومي إن "عراقياً قتل خلال مواجهات بين مسلحين وقوات اميركية". واضاف ان "القتيل البالغ من العمر 45 سنة، اصيب برصاص في الرأس". وأكد الضابط بلال الدليمي من شرطة المدينة ان "الاشتباك وقع عندما تعرض رتل عسكري اميركي من أربع سيارات جيب لهجوم". السماوة وفي السماوة، أكد مصدر في الشرطة أن عناصر من "جيش المهدي" هاجمت ليل الخميس مقرين للشرطة وسط المدينة، ما أدى الى سقوط قتيل وثلاثة جرحى. وقال المصدر إن عناصر الميليشيا هاجموا مبنى مديرية شرطة السماوة ومركز شرطة الجمهوري وسط المدينة، وان "الهجوم استمر نحو اربع ساعات، وحصلت خلاله اشتباكات". وزاد ان "احد عناصر جيش المهدي قتل وجرح آخران"، موضحاً أن "أربعة من عناصر الجيش يحملون أسلحة ومتفجرات اعتقلوا".