أجّل القاضي محمد بن خنين محاكمة ثلاثة ناشطين سعوديين معتقلين ومتهمين بالإساءة إلى الدولة والتشكيك بنهجها والاعتراض على بعض ما ورد في النظام الأساسي للحكم، إلى اجل غير مسمى، من غير أن تعقد الجلسة، بسبب عدم انضباط الحضور. وكان مقرراً أن تعقد أمس عند الساعة التاسعة صباحاً الجلسة العلنية الثانية لمحاكمة الدكتور متروك الفالح والدكتور عبد الله الحامد والأديب علي الدميني، لكن تدفق عائلات المعتقلين الثلاثة وأقاربهم وأصدقائهم إلى مبنى المحكمة الكبرى في الرياض منذ الثامنة صباحاً وتجمعهم في الطبقة العاشرة من مبنى المحكمة جعل القاضي بن خنين يعدل عن عقدها. وكان الحاضرون الذي قدروا بنحو 180 رجلاً وامرأة بدأوا يتساءلون عندما قاربت الساعة الحادية عشرة عن سبب عدم انعقاد الجلسة ولجأوا إلى فريق الدفاع الذي وعد بالاستفسار عن الامر. بعد ذلك حضر من الطبقة 11 حيث مقر قاعة المحاكمة ضابط شرطة وتحدث على انفراد مع فريق الدفاع ورافقه ثلاثة من الفريق بينما بقي الآخرون مع الجمهور. حاولت السيدة فوزية العيوني زوجة الأديب علي الدميني وزوجات وأخوات بقية المعتقلين الصعود إلى الطبقة التالية لكن رجال شرطة منعوهن. وبعد التفاوض بين أعضاء المحكمة وفريق الدفاع سمح للحضور بالدخول حيث كان المعتقلون الثلاثة في بهو الطبقة11 من المبنى. وكان المعتقلون حرروا خطاباً وقعوه بأنفسهم يمتنعون فيه عن دخول قاعة المحكمة ما لم تكن علنية وبحضور ذويهم. وابلغ الدكتور عبد الله الحامد الجمهور الذي غصت به ردهات المحكمة انه رفض وزميليه دخول القاعة التي "كانت مليئة بأناس لا نعرفهم". بعد ذلك طُلب من الحضور التوجه إلى القاعة لبدء المحاكمة، وأصر الحامد وزملاؤه الذين كانوا يتحركون بحرية ومن دون قيود، على أن يدخلوا القاعة بعد دخول أقاربهم وأصدقائهم وفريق الدفاع. وحاول ضابط الشرطة إقناعهم لكنهم أصروا على موقفهم فسمح لهم بالدخول. وقالت عضو "الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان" ثريا عابد شيخ ل"الحياة" إن القاضي "أجّل الجلسة إلى إشعار غير مسمى بسبب عدم انضباط الحضور وعدم التزامهم آداب المحكمة". وحضر القاضي عبد اللطيف العبد اللطيف، وهو احد مساعدي بن خنين، وابلغ الحضور بأن لديه ما يقوله واقترح الانتقال إلى إحدى القاعات المجاورة حيث أوضح أن سبب قرار تأجيل الجلسة هو ان القاضي بن خنين سمع تصفيقاً وهتافات، وهو أمر لا يصحّ أن يحدث في محكمة. وأكد العبد اللطيف ان القضاء هدفه العدل وان ذلك لا يمكن أن يتحقق في ظل هذا الجمع الكبير لان القاضي يحتاج إلى صفاء الذهن والأخذ والرد مع المتهمين ليتفهم ظروف قضيتهم، وزاد: أن الأساس في القضاء السعودي العلانية وليس العكس مشددا على ان الجلسة المقبلة ستكون علنية. ثم تحدث رئيس فريق الدفاع المستشار ابراهيم المبارك فحاول وضع اللوم على رجال الشرطة "الذين لم يتفهموا ظروف أناس جاؤوا ليطمئنوا على أحبابهم قاطعين آلاف الكيلومترات". بعد ذلك تحدث محمد سعيد طيب، وهو ناشط سعودي سبق ان اعتقل، منوهاً بالخطوات التي اتخذتها المحكمة في جلستها الأولى، ومتمنياً أن لا يؤثر ما حصل اليوم في سير الجلسات المقبلة.