استأنفت القوات الحكومية اليمنية عملياتها العسكرية في عدد من القرى التابعة لمحافظة صعدة شمال البلاد ضد تمرد حسين بدرالدين الحوثي، وأسفرت المواجهات الضارية بين الجانبين عن مقتل ضابط برتبة عقيد هو عبدالعليم الهتار رئيس عمليات أحد ألوية الجيش في المنطقة وشقيق القاضي حمود الهتار رئيس لجنة العلماء المكلفة من جانب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالحوار مع الجماعات الإسلامية المتطرفة، فيما قتل عبدالله علي مصلح سند وهو أحد أبرز مساعدي الحوثي، وكان يشغل منصب القائد العسكري حركة التمرد، وقتل اثنان آخران أحدهما يدعى عبدالله ناصر السهر والثاني ضيف الله. وقالت مصادر متطابقة في صعدة ل"الحياة" أن القيادة العسكرية للقوات الحكومية عقدت اجتماعاً أمس في منزل الحوثي بعد استيلائها عليه في منطقة الجميمة لوضع الترتيبات العسكرية والأمنية لاقتحام آخر مواقع المتمردين ومخابئهم في المنطقة. وأضافت ان القوات الحكومية لم تتمكن من التعرف على هوية جميع "الحوثيين" الذين قتلوا ووجدت جثثهم بالعشرات في الجميمة. وأضافت ان مشايخ ووجهاء القبائل اتخذوا اجراءات وصفت بأنها فاعلة في التصدي ل"الحوثيين" ومنعهم من اللجوء إليها، وأنذرت هذه القبائل في مختلف انحاء محافظة صعدة ابناءها من "الحوثيين" بضرورة ترك السلاح والعودة إلى أهاليهم فوراً وإلا فإنها لن تتمكن من مساعدتهم بعد تعهدها التعاون المطلق مع القوات الحكومية والسلطات المحلية. وكانت القوات الحكومية عثرت في بداية عملياتها التي استأنفتها ليل السبت - الأحد على عشرات الجثث وتمكنت من اقتحام قرية الجميمة مسقط رأس الحوثي ودخلت منزله الذي كان يختبئ فيه مع أهم مساعديه خلال الأيام الماضية بعد تصفية القرية تماماًَ من "الحوثيين" واعتقال شقيقه عبدالكريم بدرالدين الحوثي، فيما لا يزال شقيقه الآخر عبدالملك الذي يقود عناصر "القناصة" لا يزال محاصراً في أحد مواقع شِعب سليمان الذي تعتقد القوات الحكومية بأن "الحوثي" لجأ إليه هرباً من ملاحقة هذه القوات. وكان اللواء الركن علي محمد القاسمي، رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، أكد في تصريحات بثها موقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع، أن وحدات من القوات المسلحة حققت، بالتعاون مع المواطنين، نجاحات وصفها بأنها كبيرة ومهمة خلال ل24 الساعة الماضية في مطاردة من تبقى من اتباع الحوثي وتمشيط الأماكن التي كانوا يحتمون فيها. وقال إن القوات تحركت من اتجاهات متعددة في المنطقة التقت جميعها أمس في منطقة الجميمة، فاكتسحت مواقع تحصّن فيها "الحوثيون" منذ استيلاء القوات الحكومية لجبال مران قبل نحو أسبوعين، وتمكنت من السيطرة على منزل الحوثي ومركز قيادته، إضافة إلى تطهير قرى وجبل الجميمة وقرى لجني والأريال وآل الكعيت والحزب وآل فاتر. وأكد القاسمي أن الجثث التي وجدت كانت لاتباع الحوثي. وأضاف ان القوات الحكومية التي قامت بتوزيع المواد الغذائية ومواد الاغاثة على المواطنين في هذه المناطق، شرعت أمس في تمشيط آخر 3 مواقع هي قرية وشِعب سليمان وقزان والتي لا يزال الحوثي يتخفى فيها. وأشارت مصادر إلى أن "الحوثي" لا يزال يقود مجموعات من أتباعه الذين منعوه من مغادرة المنطقة وهددوه بتسليم أنفسهم فور مغادرته، حسب تأكيدات أدلى بها عشرات من "الحوثيين" الذين اعتقلتهم القوات الحكومية أو سلموا أنفسهم طوعاً.