أمهل وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان عناصر "جيش المهدي" في النجف مهلة "ساعات للاستسلام والقاء السلاح" وإلا "ستهزم في هجوم حاسم ونهائي على مدينة النجف الاشرف". وأكد رئيس الوزراء اياد علاوي ان الحكومة مصممة على اعادة النظام الى النجف في اسرع وقت ممكن، في حين أكد الشيخ احمد الشيباني، الناطق باسم مقتدى الصدر، ان الزعيم الشيعي وافق على الاقتراحات التي حملها وفد المؤتمر الوطني برئاسة السيد حسين الصدر. وفي غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة أمس بين القوات الاميركية وقوات الصدر في النجف خصوصاً حول الصحن الحيدري، فيما استبعد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد حصول هجوم اميركي على العتبات المقدسة في المدينة. أمهل وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان عناصر "جيش المهدي" في النجف مهلة "ساعات للاستسلام و القاء السلاح" وإلا "ستهزم في هجوم حاسم ونهائي على مدينة النجف الاشرف". وقال الشعلان في مؤتمر صحافي عقده في النجف مع محافظ المدينة عدنان الذرفي أمس: "اننا بصدد الاستعدادات العسكرية الاخيرة والساعات المقبلة ستكون حاسمة. سنلقنهم درساً لن ينسوه". واضاف: "عليهم ان يستسلموا خلال الساعات المقبلة". وقال ان "جيش المهدي يجب ان يحل، ومقتدى الصدر يجب ان يؤتى به الى رئيس الوزراء اياد علاوي وهو الذي سيقرر مصيره". وكان الشعلان اعلن لقناة "العربية" في وقت سابق "ان النجف ستشهد معركة حاسمة للقضاء على جيش المهدي واخراج مقاتلي الصدر من المدينة" مضيفاً "ان القوات العراقية هي التي ستتولى الموضوع". وكان وزير الدفاع العراقي، الموجود في النجف منذ اربعة ايام، التقى بشيوخ العشائر ووجهاء المدينة وأبلغهم بأن "اليوم سيشهد معركة حاسمة ونهائية لتطهير مدينة النجف وخروج الميليشيات من مسجد الإمام علي". واضاف الشعلان ان "أفواج الحرس الوطني والشرطة العراقية هي وحدها التي ستدخل الى مسجد الامام علي من اجل اخراج الميليشيات المسلحة هناك. وسنكون في مقدمة الذين يقومون بعملية السيطرة على الصحن إن شاء الله"، قائلاً: "لا تدخل اميركي في هذا الجانب". وقال ان "التدخل الاميركي فقط حماية من الجو وحماية بعض الطرق التي تؤدي الى الصحن الحيدري، اما بالنسبة الى دخول الصحن فسيكون عراقياً مئة في المئة". من جهته، ككد رئيس الوزراء اياد علاوي في بغداد ان الحكومة مصممة على اعادة النظام الى النجف في اسرع وقت ممكن. وقال علاوي في بيان "ان الحكومة لن تبقى مكتوفة الايدي امام هذا التمرد بل انها مصممة على اعادة الامن والاستقرار في النجف الاشرف في اسرع وقت ممكن". واتهم علاوي "جيش المهدي" ب"السيطرة بأسلحته على الصحن الشريف وزرع الالغام حول المكان المقدس". ورحب الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية كوركيس هرمز ساده، ب "بمبادرات السلام التي يمكن أن تنهي الازمة بالطرق السلمية". لكن الشيخ احمد الشيباني، الناطق باسم مقتدى الصدر، قال في حديث لقناة "الجزيرة" أمس ان الزعيم الشيعي وافق على الاقتراحات التي حملها وفد المؤتمر الوطني برئاسة السيد حسين الصدر، مستغرباً التهديدات التي اطلقها وزير الدفاع حازم الشعلان. وقال الشيباني "نستغرب تصريح وزير الدفاع وتهديده ... استغرابنا يأتي لاننا وافقنا على المبادرة جملة وتفصيلاً وعلى ما جاء به هذا الوفد". وفي بغداد، أعلن السيد حسين الصدر ان المجلس الوطني العراقي، الهيئة التي تضم مئة شخص وكان من المقرر انتخابها أمس من المؤتمر الوطني، سيقرر ما اذا كان الوفد المفاوض الذي حاول من دون جدوى لقاء الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أول من أمس، سيقوم بمهمة جديدة في النجف. وقال حسين الصدر، الذي ترأس الوفد المؤلف من ثمانية اشخاص ان "المجلس الوطني سيقرر مواصلة مهمة الوفد أو وقفها، وهل سيبقى على تشكيلته كما هي". واضاف: "شخصياً، اعتقد ان المهمة يجب ان تتواصل". وقال من جهة اخرى انه لم يسلم القرار الى معاوني مقتدى الصدر. وأضاف: "شعرنا ان الاستقبال الذي لقيناه في مكتب مقتدى الصدر كان ايجابياً. لقد اكدوا لنا انه الصدر لا يرفض ما يأتي من المؤتمر الوطني. على كل حال، لقد وصلت الرسالة اليه ونأمل بأن تكون هناك ظروف اكثر ملاءمة للقائه". وتضاربت المعلومات عن أسباب عدم لقاء وفد المؤتمر الوطني مقتدى الصدر في النجف بعدما انتظر الوفد في ضريح الامام علي ثلاث ساعات. واعلن احد مساعدي الزعيم الشيعي ان "الصدر لم يتمكن من المجيء الى الصحن العلوي للقاء الوفد لأن الطريق الى الضريح خطرة بسبب استمرار العدوان الاميركي". واجتمع الوفد مع كبار مساعدي الصدر وانتظروا الزعيم الشاب ثلاث ساعات في مرقد الامام علي حيث يتحصن كثيرون من رجال ميليشيا الصدر. وحاول الشيخ على سميسم، كبير معاوني الصدر، التخفيف من أثر عدم لقاء الوفد، وقال: "ما سمعناه من الوفد يحتوي على مؤشرات ايجابية ونحن على استعداد لمناقشتها". وابلغ الوفد ان الصدر في "مكان سري" وسيأتي اذا خففت القوات الاميركية حصارها الصحن الحيدري. وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد استبعد حصول أي هجوم اميركي على العتبات المقدسة في النجف لطرد افراد ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وقال في حديث لمحطة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" ليل أول من أمس: "من غير المرجح ان تكون القوات الاميركية هي التي تهتم بالعتبات المقدسة". واضاف: "انه امر لا يمكننا القيام به". وزاد: "اعتقد ان القوات العراقية هي التي يجب ان تكلف هذه المهمة لأنها ترتدي أهمية كبرى للدين" الاسلامي. اشتباكات عنيفة في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة أمس بين القوات الاميركية وميليشيا "جيش المهدي" في النجف خصوصاً حول الصحن الحيدري. وبعد ليلة هادئة سمعت قذائف الهاون واطلاق النار من اسلحة آلية في البلدة القديمة حول ضريح الامام علي والمقبرة وساحة ثورة 1920 وأزقة الحي القديم المهجورة حيث يختبىء القناصة على اسطح المنازل. وأطلقت مروحيتان قذائف على المقبرة في حين تمركز قناصة اميركيون وعناصر في "جيش المهدي" في كل الازقة المؤدية الى المدينة القديمة، فيما انتشرت الدبابات على بعد 600 متر تقريباً من الضريح. وشوهد الجنود الاميركيون يتقدمون ويطلقون النار ثم يتراجعون، فيما خلت الشوارع التي تكدست فيها الطلقات الفارغة والقذائف وتدلت فيها الخيوط الكهربائية. وطوقت القوات الاميركية المدينة القديمة، حيث تحصن الصدر وانصاره، بينما اصاب رصاص قناصتها الثلثاء مدخل المقام للمرة الاولى. وقال فلاح المهنا، مدير المستشفى الرئيسي في النجف، ان المستشفى استقبل 29 شخصاً بين قتيل وجريح، مشيراً الى عدم وجود بيانات دقيقة.