حرص الرئيس الاميركي جورج بوش على ان يعلن امس السبت، اثناء اجتماع انتخابي في فلوريدا، انه وقع قانوناً جديداً يلزم وزارة الخارجية الاميركية باحصاء الاعمال المعادية للسامية حول العالم وتقويم مواقف الدول من هذه المسألة. وقال بوش "ان هذه الامة ستكون متيقظة وسنعمل بطريقة لا تتمكن معها الافكار القديمة المعادية للسامية من ايجاد وطن لها في العالم المعاصر". وتمثل الجالية اليهودية في جنوبفلوريدا ثالث اكبر جالية يهودية في العالم بعد اسرائيل ومنطقة نيويورك. وكان مجلس العلاقات الاميركي - الاسلامي احتج لدى الادارة الاميركية على الاستعداد لاصدار مثل هذا القانون لأن في تمييزاً لمصلحة اليهود ضد الاخرين من سائر الاديان، ومنهم المسلمون الذين يتعرضون بدورهم لممارسات ظالمة خصوصاً في اسرائيل. الى ذلك، أكد احد ابرز مراكز الاستطلاعات امس تقدم بوش على منافسه الديموقراطي جون كيري بفارق اربع نقاط لليوم الثالث على التوالي، فيما أكد 55 في المئة من الذين استطلعت آراؤهم ان الامن القومي يتصدر اهتماماتهم في الحملة الانتخابية الرئاسية. وعاد المرشح المستقل رالف نادر ليشكل تهديداً لفرص كيري في سباق يتوقع ان تكون نتائجه متقاربة جداً، ما اثار هلعاً في اوساط الديموقراطيين الذين صعدوا حملتهم لإقناع نادر، وهو من اصل لبناني، بالإنسحاب من السباق. إذ تمكن نادر من ان يفرض نفسه على لائحة المرشحين في تسع ولايات حاسمة تتقارب فيها فرص كل من بوش وكيري. وتبرز اهمية الاستطلاع الذي اجراه "مركز زغبي" لمصلحة وكالة انباء "رويترز" في انه يرصد التحول اليومي في توجهات الناخبين وصولاً الى يوم الاقتراع، فضلاً عن أنه يملك صدقية كبيرة نظراً الى سجله في انتخابات العام 2000. وتقدم بوش على كيري في 42 من اصل 65 استطلاعاً جرت خلال اليومين الماضيين، في مقابل تقدم كيري في 15 منها، فيما اظهرت ثمانية استطلاعات تساوي المرشحين. وحسم مركز "بيو" للأبحاث ومعه مجلة "تايم" الاسبوعية السباق مبكراً، بتوقعهما فوز بوش بعد اقل من ثلاثة اسابيع ما لم تحدث مفاجأة كبيرة. واظهر استطلاع "زغبي-رويترز" ان 48 في المئة من الناخبين يؤيدون بوش، في مقابل 44 في المئة لكيري في السباق نحو البيت الابيض. وساعد تقدم بوش حقيقة ان 92 في المئة من قاعدته الانتخابية تدعمه بقوة، فيما يدعم كيري بقوة 81 في المئة من الديموقراطيين. وقال جون زغبي، مدير المركز، ان "قوة بوش هي في انه عزز قاعدته الانتخابية، فيما لم يتمكن كيري حتى الآن من عمل الشيء نفسه. وفي هذا الوقت، لا تزال نسبة الذين لم يقرروا بعد تراوح مكانها عند 6 في المئة. واعتبر ان نتائج الاستطلاع "تبدو يوماً بعد يوم شبيهة بإنتخابات العام 2000 بين بوش والمرشح آل غور. وتوقع تداول المرشحين على الصدارة حتى يوم الانتخابات من دون ان يتمكن اي منهما من حسم السباق مبكراً. ويركز كل من بوش وكيري حملته في الولايات المتأرجحة التي ستقرر نتائج الانتخابات. وفيما اعتمد بوش استراتيجية التركيز على تعزيز قاعدته الانتخابية المحافظة وتجاهل اصوات المترددين، ركز كيري على خطب ود الذين لم يحسموا أمرهم، رغم خطورة ذلك لجهة احتمال خسارته جزءا من قاعدته الديموقراطية. شبح نادر وفي ضوء تقارب النتائج في شكل متزايد في الولايات المتأرجحة، عاد شبح نادر، الذي يؤيده حوالي 1.5 بالمئة من الناخبين في اميركا، ليمثل كابوساً يهدد كيري وحملته. إذ ان بإمكان اي من المرشحين كسب اصوات الولاية الانتخابية كلها بفارق صوت واحد. ويشكل نادر تهديداً لكيري في تسع ولايات بسبب استقطابه الناخبين الليبراليين الذين يميلون عادة الى التصويت لمصلحة الحزب الديموقراطي. وبحسب الاستطلاعات، من المتوقع ان يحصل نادر على 4 في المئة من اصوات ولاية ايوا، فيما يتوقع ان يحصل بوش على 46.6 في المئة من الاصوات وكيري 47.5 بالمئة. وفي ولاية مينيسوتا، اعطت الاستطلاعات كلا من بوش وكيري 45.5 في المئة من الاصوات، فيما حصل نادر على 2.7 في المئة. وفي اوهايو، يتوقع ان يحصل نادر على 1 في المئة من الاصوات فيما يتبادل بوش مع منافسه الصدارة بين استطلاع وآخر.