بدأ العد العكسي لانتخابات الرئاسة الأميركية المنتظرة بعد 12 يوماً، في ظل انقسامات حادة في الرأي العام الاميركي والأقليات اليهودية بين المرشحين الديموقراطي جون كيري والرئيس الجمهوري جورج بوش وبروز مخاوف من تلاعب في الأصوات في ولايات حاسمة توافد اليها الناخبون أمس، بعدما فتحت صناديقها مبكراً مطلع الأسبوع الحالي. وعكست الاستطلاعات اليومية تقدماً طفيفاً لكنه غير مريح بالنسبة الى بوش. راجع ص10 وتواجه المرشحان أمس، في ولاية فلوريدا وسط شكاوى من الحزب الديموقراطي حول حسن سير عملية الاقتراع ومخاوف من تكرار سيناريو عام 2000 الذي حسم الولاية والسباق للرئيس بوش بفارق 537 صوتاً عن منافسه الديموقراطي آل غور بعد جدل دام اسابيع شمل اعادة فرز الأصوات واتهامات بالضغط على الأقليات ومنع بعضها من التصويت. وفي وقت أكد جون كيري 60 عاماً العمل على "فرز كل صوت انتخابي"، قدم النائب الديموقراطي روبرت وكسلر شكوى قضائية لمحكمة فوريدا أمس، تعترض على "استعمال النظام الالكتروني الذي يمنع اعادة قراءة الأصوات ومراجعتها، وينتهك القانون الفيديرالي للانتخابات". وسجلت مشاكل في عملية الاقتراع في بلدات الولاية، أبرزها أعطال في أجهزة الكومبيوتر، وطوابير انتظار طويلة للناخبين. وسعى المرشحان الى استقطاب أكبر عدد ممكن من الناخبين في وقت مبكر من السباق، لتفادي "مفاجآت" قد تغير في آراء الناخبين أو تمنعهم من التصويت لاحقاً، في حين اشارت استطلاعات الرأي الى احتدام السباق بين المرشحين وتعادلهما بنسبة 45 في المئة في استطلاع مركز زغبي الدولي، وتقدم بوش 58 عاماً بنسبة 47 في المئة في مقابل 45 في المئة لمنافسه، في استطلاع لصحيفة "نيويورك تايمز" ومحطة "سي بي أس" التلفزيونية. وتمتع بوش بحسب الاستطلاعات بأفضلية في السياسة الدفاعية والأمن القومي، فيما حظي كيري بثقة الأكثرية في ادارة الوضع الاقتصادي. لكن جمع نتائج الاحصاءات كلها يشير الى تقدم طفيف للرئيس الجمهوري، وان كان لا يتجاوز بكثير عتبة الخمسين في المئة المطلوب من اي رئيس عادة تأمينها لضمان اعادة انتخابه لولاية ثانية. الى ذلك وصل الانقسام الحزبي الى أبواب الأقليات اليهودية، التي حذر انصار الجمهوريين داخلها أمس، من دعم المرشح جون كيري بسبب تأييد الأقلية العربية له. وأكد رئيس الائتلاف اليهودي الجمهوري الأميركي مات بروكس أن "دعم الأقلية العربية لكيري ستمنعه من خدمة مصلحة اسرائيل بالمعايير ذاتها التي يتبعها بوش". وجاء كلام بروكس غداة مبايعة 150 ناشطاً من الجالية العربية الأميركية لكيري وافتراقهم عن الرئيس الجمهوري الذي دعموه بقوة عام 2000. وبرزت قضايا الحقوق المدنية والسياسية والحرب على العراق، عوامل اساسية وراء تفضيل الأقلية العربية لكيري، فيما يفضل اليهود الأميركيون سياسة كيري الاقتصادية وابتعاد اليمين المسيحي عن الحزب الديموقراطي. وأشارت استطلاعات الرأي الى تأييد 49 في المئة من العرب الأميركيين لكيري في مقابل 31 في المئة لبوش، والتزام الصوت اليهودي بخطه الديموقراطي ونسبة تأييد 75 في المئة لكيري.