أفاد تقرير أميركي أمس، أن البيت الابيض أعد لائحة بأسماء القادة الإرهابيين الذين أعطيت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي تصريحًا بقتلهم، ويتصدر اللائحة اسما زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري. وجاء ذلك غداة إعلان مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي أف بي آي أنه نفذ نحو مئة عملية ناجحة في اطار الحرب على الإرهاب، منذ 11 أيلول سبتمبر 2001. نيويورك، واشنطن - رويترز، أ ف ب - نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس، أن البيت الابيض أجاز لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي بقتل أشخاص وصفوا بأنهم "قادة الارهابيين" ووضع لائحة بأسمائهم. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في القوات المسلحة والاستخبارات أن القتل أجيز "في حال كان الاعتقال غير عملي، ويمكن الحد من عدد الضحايا المدنيين". وقال المسؤولون للصحيفة إن الرئيس جورج بوش لم يلغ الأمر التنفيذي الذي يحظر الاغتيالات. ووصف الأمر الرئاسي لقتل الإرهابيين، الأشخاص الواردة أسماؤهم في اللائحة بأنهم "أعضاء في القاعدة ومقاتلون أعداء، لذا فهم أهداف مشروعة للقتل. وأوضحت الصحيفة أن "اللائحة السابقة غير المعلنة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تضم زعماء القاعدة الرئيسيين مثل أسامة بن لادن وكبير نوابه أيمن الظواهري، إضافة إلى شخصيات رئيسية أخرى من القاعدة وجماعات إرهابية أخرى متصلة بها ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول وصفه لنحو 25 شخصًا مدرجين على اللائحة بأنهم "أسوأ الأسوأ". وقالت إن "الرئيس بوش أعطى "سي آي أي" خطيًا، سلطة قانونية لتعقب الإرهابيين وقتلهم، من دون ضرورة الحصول على موافقة أخرى في كل مرة تكون فيها الوكالة على وشك أن تقوم بعملية". وقال بعض المسؤولين إن اللائحة عرفت بأنها "لائحة الأهداف الثمينة". ورفض ناطقون باسم البيت الابيض و"سي آي أي" التعليق على ذلك. واعتبرت الصحيفة أن "وضع تلك اللائحة السرية جزء من الجهود الموسعة لوكالة الاستخبارات المركزية لتعقب وقتل أو أسر أعضاء القاعدة بعيدًا من ساحات القتال التقليدية في دول مثل اليمن". وأضافت "نيويورك تايمز" أن بوش غير ملزم قانونًا بالموافقة على الأسماء التي تضاف إلى اللائحة، كما أن "سي آي أي" غير ملزمة بالحصول على موافقة رئاسية لشن هجمات معينة. ويذكر أن "سي آي أي" قتلت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، أحد زعماء القاعدة في منطقة نائية في اليمن حيث أطلقت طائرة بلا طيار من طراز "بريداتور" تديرها الوكالة، صاروخًا على سيارة يركبها سالم سنان الحارثي المكنى ب"أبو علي". وقتل الحارثي وخمسة آخرون من بينهم شخص يشتبه بأنه عضو في "القاعدة" يحمل الجنسية الأميركية. ويفضل مسؤلو مكافحة الارهاب اعتقال كبار زعماء "القاعدة" لاستجوابهم في حال كان ذلك ممكنًا. وقال المسؤولون للصحيفة إنهم يعتبرون القتل الخيارالأخير في حالات يكون فيها مكان عضو "القاعدة" معروفًا، ولكن اعتقاله سيكون محفوفًا بمخاطر كبيرة أو يستحيل الوصول إليه. مئة عملية ناجحة من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم "أف بي آي" بيل كارتر أول من أمس، أن نحو مئة عملية تكللت بالنجاح في الحرب على الإرهاب، معظمها خارج الولاياتالمتحدة، وذلك منذ هجمات 11 أيلول 2001. ويأتي هذا التأكيد بعد كشف مدير "سي آي أي" جورج تينيت عن أن ثلث قادة تنظيم "القاعدة" الذين عرفوا قبل 11 أيلول، قتلوا أو أسروا. كما يأتي بعد نشر تقرير للجنة برلمانية، أشار إلى أن أوساط الاستخبارات تلقت منذ 1994 تحذيرات من احتمال إقدام ارهابيين على خطف طائرات لاستخدامها في اعتداءات في الولاياتالمتحدة. وشدد الناطق باسم "أف بي آي" على أن الشرطة الفيديرالية الأميركية لم تكن وحدها في وقف هذا الخطر، وقال إن ذلك "جهد منسق بين الشرطة الأميركية وأجهزة الاستخبارات وشركائها" في العالم. وأشار الناطق إلى أن من بين العمليات الناجحة، اعتقال عصابة يشتبه في انتمائها إلى تنظيم "القاعدة" في أيار مايو الماضي في شيكاغو شمال والقبض في ولاية نيويورك في أيلول الماضي، على خلية تلقّى أفرادها تدريبًا في أحد معسكرات أسامة بن لادن في أفغانستان. لكن الأميركيين الستة من أصل يمني الذين اعتقلوا في إطار هذه القضية الأخيرة واتهموا بدعم عملية إرهابية، دفعوا ببراءتهم. وأفاد بيل كارتر أن "أف بي آي" ليس على علم حاليًا بوجود تهديد حقيقي لهدف في الولاياتالمتحدة. وكان تينيت أكد الأربعاء الماضي خلال كلمة ألقاها أمام مركز نيكسون في واشنطن، إن اكثر من ثلاثة آلاف من عناصر "القاعدة" أو شركائهم اعتقلوا في أكثر من مئة بلد وأخلي سبيل عدد منهم بعد ذلك. وشدد تينيت على أن "نصف نجاحاتنا سجل خلال الأشهر الأخيرة. وأن المطاردة العالمية للقاعدة أدت بلا شك إلى الاضطراب في عملياتها". ومن بين النجاحات، ذكر أيضًا القبض على مسؤول عمليات "القاعدة" في الخليج ومنسق هجمات 11 أيلول، و"العديد من مساعدي المسؤولين عن عمليات وشركائهم" وضبط "كنوز من المعلومات". وخلص تينيت إلى القول إن 166 بلدًا ضبطت أكثر من 12 مليون دولار من الأرصدة المالية التي يشتبه في أنها ملك للشبكات الإرهابية، وأشاد بشركاء الولاياتالمتحدة في الحرب على الإرهاب.