أكد مصدر قريب من مايكل شوير، مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي ومؤلف كتاب "غطرسة امبريالية"، انه يتوقع اقالة شوير من منصبه في اي لحظة بسبب خرقه اتفاقاً مبرماً مع الوكالة يقضي بعدم الادلاء بتصريحات صحافية ما لم يحصل على موافقة مسبقة من الوكالة. وقال المصدر ل"الحياة" إن المسؤولين في "سي آي اي" سيعقدون احتماعاً اليوم امس "لتقرير مصير شوير" وسط توقعات بفصله من عمله بسبب خرقه الاتفاق بإعطائه مقابلات صحافية مع صحف اميركية انتقد فيها تقصير الادارة الاميركية وكبار المسؤولين في الوكالة في فهم طبيعة التهديد الذي يمثله تنظيم "القاعدة" وكيفية التعاطي معه. وقال المصدر: "سيجتمعون اليوم لبحث الموضوع، وعلى الاغلب، سيقررون فصله". وكان شوير، الذي نشرت "الحياة" الصيف الماضي اجزاء من كتابه الموقع بإسم "مجهول"، قال في تصريحات الى صحيفة "نيويورك تايمز" ان الادارة الاميركية "لم تعترف حتى الآن بأن تنظيم "القاعدة" اصبح ظاهرة اسلامية عالمية ولم يعد مجرد منظمة ارهابية تقليدية"، وان خطر التنظيم "بات اكبر مما كان يعتقد في السابق". واضاف مسؤول "سي آي اي" الذي ترأس وحدة خاصة في الوكالة كلفت ملاحقة تنظيم "القاعدة" وتصفيته ما بين عامي 1999 و 2001، ان معالجة الادارة للحرب على الارهاب "أظهرت اساءة تقدير للتهديد"، مشيراً الى "الاعتقاد الخاطىء ان بالإمكان القضاء على القاعدة بإعتقال او قتل كوادرها واحداً تلو الآخر". وذكر بأن التنظيم عين قياديين جدداً مكان القياديين الذين تم اعتقالهم او تصفيتهم، معتبراً أن ذلك "يعني بأن الكلام عن تصفية ثلثي قيادات القاعدة ليس صحيحاً اطلاقاً، ولا ينطبق إلا على التنظيم الذي كان قائماً في ايلول 2001". ويقول شوير في كتابه الذي وصل الى المرتبة الثالثة للكتب الاكثر مبيعاً في اميركا منذ اطلاقه، ان اميركا ستخسر الحرب على الارهاب ما لم تعمل على معالجة جذوره السياسية.