سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مكمن في الأنبار يودي بحياة جنديين أميركيين وأنصار الصدر يقتحمون مكاتب حزب علاوي في الديوانية . مقتل حوالي مئة عراقي في مواجهات في سامراء والحلة والرمادي
بعدما توقف القتال في النجف اثر "هدنة" بين القوات المتعددة الجنسية بقيادة الولاياتالمتحدة وميليشيا "جيش المهدي" التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، شهدت مدن الحلة وسامراء مواجهات دموية تضاربت الأنباء عن حصيلة القتلى والجرحى خلالها. ففيما أعلن الجيش الاميركي ان 50 مسلحاً في سامراء شمال بغداد قتلوا في قصف مواقع المتمردين، أفادت مصادر طبية ان 13 شخصاً قتلوا. وأوضح الكابتن بيل كوبرنول من الفرقة الاولى لمشاة البحرية الاميركية مارينز ان هذه الغارات نفذت في إطار عملية "مصلاة كاغون 3" التي تهدف الى "ضمان حرية تنقل المواطنين العراقيين". وكان المستشفى العام في سامراء أعلن ان 13 عراقياً على الاقل قتلوا وأصيب 84 في اشتباكات بين مسلحين وعناصر الشرطة العراقية المدعومين من القوات الاميركية. وقال الطبيب عبدالحميد السامرائي من المستشفى العام في المدينة: "تسلمنا جثث 13 شخصاً بينهم ثلاث نساء وطفلان، إضافة الى 84 جريحاً". وجاءت الاشتباكات بعد يوم من الهدوء شهدته النجف حيث شنت قوات "المارينز" تدعمها الدبابات والمقاتلات هجوماً للقضاء على انتفاضة أنصار الصدر. وأتاح وقف النار لليوم الثاني على التوالي، للسكان فرصة الخروج وتفقد حجم الدمار الذي لحق بالمدينة جراء المعارك الضارية. وحافظ مسلحون على مواقعهم في بعض الشوارع المحيطة بمرقد الإمام علي وقرب مقبرة ضخمة، فيما نظمت القوات الاميركية دوريات في مناطق أخرى من المدينة. معارك الحلة في الحلة، أعلنت وزارة الداخلية ان قتالاً عنيفاً اندلع مساء أول من أمس بين مسلحين من "جيش المهدي" وقوات أميركية تساندها الشرطة العراقية، ما أدى الى سقوط 40 قتيلاً من رجال الميليشيا وثلاثة من الشرطة. وأوضح مسؤول في الوزارة ان القتال اندلع في ساعة متأخرة أول من أمس في المدينة. لكن مصادر طبية أفادت ان 13 عراقياً قتلوا وجرح 37 آخرون، فيما تمكن عناصر من أنصار الصدر من الاستيلاء على مركزين للشرطة. وقال قائد الشرطة المحلية اللواء قيس حمزة عبود ان المعارك بدأت عندما هاجم عناصر ميليشيا الصدر بالهاون والسلاح الرشاش مركزاً للشرطة ومباني حكومية بعد تظاهرة، مضيفاً ان قائد مركز شرطة الجبل قتل في المعارك. كما أعلنت الشرطة ان مقرها عند مدخل المدينة أصيب بأضرار جراء المعارك وان ثلاثة من عناصرها قتلوا، مشيرة الى أن نحو 40 منزلاً من بينها مبان للبلدية ومكاتب الحزب السياسي لوزير الداخلية فلاح النقيب، دمرت اثناء المعارك كما أحرق عدد من السيارات المدنية. في هذا الاطار، أعلن ناطق باسم الجيش البولندي لوكالة الانباء البولندية انه تم اجلاء 20 جندياً بولندياً، بعدما حاصرهم المئات من أنصار "جيش المهدي" في الحلة، الى قاعدتهم الرئيسة في بابل من دون وقوع اشتباكات بين الطرفين. وأوضح الكولونيل ارتور دومانسكي ان "وحدة الجنود البولنديين عادت الى قاعدتها بحماية قوات التدخل السريع"، مضيفاً ان الوضع في الحلة هادىء والمدينة تحت سيطرة القوات العراقية. في غضون ذلك، أعلن الجيش الاميركي مقتل جنديين أميركيين اثر هجومين منفصلين في محافظة الأنبار غرب. وأوضح الجيش في بيان أن "جندياً من المارينز قُتل في المعركة وتوفي آخر من الفرقة الأولى لمشاة البحرية متأثراً بجروح أصيب بها اثناء عمليات لإرساء الأمن والاستقرار". من جهة أخرى، تظاهر الآلاف من انصار الصدر في وسط بغداد وأمام المنطقة الخضراء التي تضم مكاتب الحكومة العراقية ومقر السفارة الاميركية. وشارك الكثير من رجال الشرطة في التظاهرة ورفعوا صوراً للصدر. وفي الديوانية جنوب، اقتحم متظاهرون غاضبون المكاتب المحلية لحركة "الوفاق الوطني العراقي" التي يتزعمها علاوي وحطموا اللافتات والقوا حجارة، فيما تظاهر الآلاف في مدينتي السماوة والكوفة. في الرمادي غرب، أعلنت مصادر طبية ان ثلاثة عراقيين قتلوا وجرح ثلاثة في معارك بين قوات أميركية ومسلحين، في وقت أصيب متعهد عراقي وابنه بجروح خطيرة، بعدما أطلق مجهولون النار عليهما فيما كانا متوجهين الى مقر عملهما في قاعدة عسكرية أميركية. وأفاد أحد الأطباء في مستشفى المدينة ان "شخصين قتلا في تبادل النار في شارع المعلمين، كما قتل مدني آخر في غارة أميركية على شرق الرمادي"، في حين ذكر طبيب آخر ان ثلاثة عراقيين بينهم رجل دين أصيبوا في مواجهات مع القوات الأميركية. وأوضح الطبيب حمد خلف ان محمد حمد غضبان 55 عاماً وابنه دريد محمد 25 عاماً جرحا، عندما تعرضت سيارتهما لاطلاق نار. وجاء ذلك في وقت أصدرت وزارة الصحة العراقية حصيلة جديدة للمواجهات في ال48 ساعة الماضية. وأفاد مصدر فيها أن 21 شخصاً قتلوا وأصيب 240 آخرون في مواجهات في بغداد والكوت والانبار. واشار الى ان المواجهات في بغداد "أسفرت عن استشهاد 10 أشخاص واصابة 151". وأضاف المصدر ان الصدامات العسكرية في الحلة "أسفرت ليلة امس وصباح اليوم عن استشهاد 10 اشخاص وجرح 73"، مضيفاً ان معظم هؤلاء "الشهداء والجرحى من المدنيين"، إذ يخشى مقاتلو "جيش المهدي" من نقل جرحاهم الى المستشفى خشية ملاحقتهم قانونياً. من جهة ثانية، أعلن ناطق باسم شركة نفط الجنوب توقف أنبوب النفط الرئيسي في جنوبالعراق عن العمل ل"أسباب امنية".