ازدادت المخاوف في أسواق النفط العالمية من حدوث"صدمة نفطية"في نهاية التعامل الاسبوع الماضي بعدما ارتفعت أسعار النفط الخام الى مستويات قياسية جديدة نتيجة استمرار المعارك في العراق واغلاق خط الانابيب الرئيسي في جنوب البلاد، واحتمال وقوع اضطرابات في فنزويلا، حيث يواجه الرئيس هوغو شافيز اليوم استفتاء على حكمه، وأزمة شركة النفط الروسية"يوكوس"، وتراجع مخزون الخام في الولاياتالمتحدة وانفجار في مصفاة اميركية، وارتفاع الطلب في الصين. وواصل خام القياس الاميركي الخفيف غرب تكساس ارتفاعه الاسبوع الماضي متجهاً نحو 50 دولاراً للبرميل واقترب خام"برنت"من 45 دولاراً للبرميل. وتزيد اسعار النفط الخام اكثر من عشرة دولارات عما كانت عليه في بداية السنة الجارية. قال مسؤول من"شركة نفط الجنوب"ان السلطات في جنوبالعراق اغلقت خط الانابيب الرئيسي الذي ينقل النفط للتصدير بعدما افادت معلومات للاستخبارات أن القوات الموالية لمقتدى الصدر قد تضرب البنية الاساسية لصناعة النفط. وبهذا تنخفض مستويات عمليات التحميل في مرافىء النفط الجنوبية الى أقل من نصف مستوياتها الطبيعية، ما يقوض جهود الحكومة لزيادة الدخل، فيما بلغت أسعار النفط مستويات قياسية في ارتفاع يرجع في جانب منه الى عدم الاستقرار في العراق. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه:"الوضع في البصرة سيىء. وأمرت الادارة باغلاق خط الانابيب في وقت متأخر أمس الجمعة". وتوعد جيش الصدر بمهاجة منشآت نفطية رداً على الهجوم الاميركي على مدينة النجف. وعرقل عدم الاستقرار في العراق والخسائر التي الحقتها عمليات تخريب بخط الانابيب الرئيسي لتصدير النفط من البلاد خلال الأسبوع الماضي. وجرى أمس تحميل ناقلة واحدة هي"انطونيوس"من الرصيف الثاني في مرفأ البصرة الذي كان يعرف من قبل باسم ميناء البكر. وتسير شحنات النفط العراقي الى الموانىء البحرية في خط انابيب اصغر بمعدل مليون برميل يومياً. وتبلغ طاقة خط الانابيب الاكبر 1.5 مليون برميل يومياً. وأعلن مسؤول في"شركة نفط الشمال"أن العراق استأنف أمس تصدير النفط من شمال البلاد الى مرفأ سيهان التركي بمستويات لم تسجل في العام الماضي، بعد توقف الصادرات بسبب عمليات تخريب متكررة. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الضخ استؤنف في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي من حقول كركوك الى سيهان بوتيرة 600 الى 800 الف برميل يومياً. ويتم نقل النفط عبر الانبوب القديم الذي يصل الى مصفاة بيجي غرباً وانبوب النفط الجديد الذي يمر عبر مدينة الفتحة على بعد 120 كيلومتراً غرب كركوك. فنزويلا قالت الحكومة اليسارية الفنزويلية بزعامة الرئيس هوغو شافيز ان الشعب الفنزويلي بمن في ذلك عمال النفط لن يقبلوا هزيمة شافيز في الاستفتاء الذي يجري على حكمه اليوم. واثار هذا التحذير الذي جاء على لسان وزير الطاقة الفنزويلي رافائيل راميريز مخاوف من احتمال ان يبدي انصار شافيز المتعصبون ومن بينهم موظفو شركة النفط الحكومية وقادة القوات المسلحة مقاومة اذا فازت المعارضة في هذا الاستفتاء. وقال راميريز للصحافيين:"ما من سبيل لان يهزم شافيز. ما من سبيل لان يقبل الشعب ذلك بمن في ذلك عمال نفطنا". وتعهد شافيز والقوات المسلحة باحترام نتيجة الاستفتاء ايا كانت عند اعلانها من قبل السلطات الانتخابية ربما في ساعة متأخرة من اليوم. لكن الرئيس حذر ايضاً يوم الخميس الماضي من حدوث رد فعل شعبي عنيف اذا قامت المعارضة بتنحيته عن الرئاسة ووصلت هي الى السلطة في الانتخابات التي تلي ذلك. وجددت تلك التحذيرات مخاوف من ان يسفر الاستفتاء عن نتيجة تكون محل خلاف، ما يؤدي الى تجدد الاضطرابات مثل تلك التي وقعت في عامي 2002 و2003 والتي نجمت عن انقلاب فاشل ضد شافيز واضراب في قطاع النفط. الى ذلك قالت وزارة الطاقة والمناجم في فنزويلا ان متوسط سعر سلة النفط الخام ومنتجات تكريره في فنزويلا ارتفع 0.85 دولار خلال الاسبوع المنتهي في 13 من آب أغسطس الجاري الى 37.95 دولار للبرميل. وأضافت الوزارة ان متوسط سعر السلة في الاسبوع السابق المنتهي في السادس من آب بلغ 37.10 دولار للبرميل مرتفعاً 1.39 دولار عما كان عليه قبل اسبوع. وقال التقرير ان متوسط سعر السلة حتى الان في آب بلغ 37.53 دولار للبرميل مرتفعاً 3.89 دولار عن متوسط الشهر السابق ومقارنة بمتوسط حزيران يونيو الماضي الذي بلغ 31.51 دولار ومتوسط أيار مايو الماضي ومقداره 33.95 دولار. واضاف التقرير ان متوسط سعر السلة حتى الان هذه السنة بلغ 31.29 دولار للبرميل مرتفعاً 5.53 دولار عن متوسط عام 2003 ومقارنة ب21.95 دولار عام 2002 و20.21 دولار متوسط عام 2001. وأشارت الوزارة في تقريرها الى ان بعض هذه الارقام مبدئية وعرضة للتغيير. انفجار مصفاة قالت شركة"بي بي"ان انفجاراً في مصفاة طاقتها 420 الف برميل يومياً هي ثالث اكبر مصفاة في الولاياتالمتحدة تسبب في اغلاق وحدة لمعالجة المنتجات النفطية. ويبلغ معدل نمو الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة 3.5 في المئة حتى الان هذه السنة وكانت الاختناقات في المصافي الاميركية عاملاً رئيسياً في ارتفاع اسعار النفط هذه السنة. ولا يزال هناك قلق في شأن صادرات النفط من شركة"يوكوس"الروسية العملاقة التي ما زالت تكافح الافلاس لكنها نجحت حتى الان في تفادي اي ايقاف لانتاجها البالغ 1.7 مليون برميل يومياً. وأظهرت أحدث بيانات شهرية أن الواردات الصينية من النفط الخام نمت بنسبة 40 في المئة حتى الان هذه السنة وليس هناك أي دلائل تشير الى احتمال تباطؤها على رغم أسعار النفط المرتفعة والجهود التي تبذلها الحكومة لتهدئة النمو الاقتصادي. ايران وجاءت انباء وقف العراق صادراته من خط الانابيب الجنوبي فيما اعلنت ايران أن اسواق النفط العالمية تشهد فائضاً في المعروض يزيد على 2.8 مليون برميل يومياً من الخام، مؤكدة أنه ليس هناك ما يدعو"أوبك"الى زيادة انتاجها لتهدئة الاسعار الملتهبة. قال مندوب ايران في"أوبك"حسين كاظمبور اردبيلي أمس على موقع وزارة النفط الايرانية على شبكة الانترنت:"يوجد الان أكثر من 2.8 مليون برميل يومياً من الخام زيادة على الطلب"، لافتاً الى أنه"لا داعي ان يزيد اعضاء اوبك الانتاج. ليس بوسع المنظمة ان تفعل شيئاً في الوقت الراهن". وتابع:"يبدو أن الاسعار ستواصل الصعود من دون ان تأخذ في الاعتبار العناصر الاساسية للسوق وهي العرض والطلب. الاتجاه الحالي للاسعار ينبع من تطورات سياسية وعسكرية". غير ان كاظمبور أشار من جديد الى ان الاسعار يمكن ان تنهار اذا استعادت السوق الاحساس بالامان، لافتاً الى انه اذا"شهدت السوق هدوءاً في الاوضاع السياسية والعسكرية فان الكميات المضافة الى احتياطات الخام ستضغط على الاسعار". وايران ثاني أكبر منتج للنفط في"أوبك"وتبلغ طاقتها نحو 4.2 مليون برميل يومياً. ويقول محللون ان ايران تضخ عند مستوى قريب من أقصى طاقة لها وغير قادرة على زيادة الانتاج لتهدئة الاسعار كما هو الحال في السعودية. الأسعار وارتفع سعر خام"برنت"القياسي للعقود الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن تسليم أيلول سبتمبر في نهاية التعامل الأسبوع الماضي الى مستوى اغلاق قياسي جديد عند 43.85 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 1.59 دولار على سعر الاقفال السابق، علماً أنه سجل 43.92 دولار خلال احدى جولات التعامل، وهو اعلى سعر لخام"برنت"في تاريخ البورصة. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف تسليم الشهر نفسه الى مستوى قياسي جديد أيضاً عند 46.58 دولار للبرميل، بزياد مقدارها 1.08 دولار على سعر الاقفال السابق، علماً أنه سجل خلال احدى جولات التعامل 46.65 دولار للبرميل وهو اعلى سعر للعقد في 21 عاماً هي عمر التداول في العقود الآجلة للخام في بورصة نيويورك التجارية نايمكس. وعند احتساب اسعار النفط الفعلية، التي تأخذ التضخم في الحسبان، فان الاسعار لا تزال أقل كثيراً من الذروة التي سجلتها عام 1980 وهي 80 دولاراً للبرميل في اعقاب الثورة الايرانية. غير ان الاسعار تجاوزت تلك التي بلغتها عام 1974 عندما وقعت"الصدمة النفطية الاولى"وبلغ سعر النفط الخام، مع الاخذ في الحسبان معدل التضخم، 43 دولاراً للبرميل.