يعزو المتعاملون في سوق النفط اسباب الارتفاع الجديد في الاسعار الى الوضع المتوتر في العراق اثر اقتحام مدينة النجف وتزايد الطلب العالمي على النفط وتراجع المخزون الامريكي اضافة الى المشاكل المالية التي تواجهها اكبر شركة روسية لانتاج النفط ، بالاضافة الى المخاوف التي تسيطر على سوق النفط جراء عملية الاستفتاء في فنزويلا على حكم الرئيس هيوغو شافيز. وبسبب هذه العوامل فان تأكيدات اوبك المتكررة بضخ مزيد من النفط الى الاسواق لم تترك الاثر المطلوب باتجاه خفض الاسعار الامر الذي يعزز موقفها بانها لا تستطيع وحدها كبح جماح الاسعار المرتفعة باعتبارها تتأثر بعوامل سياسية ليست لهاعلاقة بموازنة العرض و الطلب في السوق. وفي هذا الاطار قال مندوب ايران في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك ان المنظمة لا يسعها عمل شيء لتهدئة اسعار النفط لان أسواق النفط العالمية تشهد فائضا في المعروض يزيد على 2.8 مليون ب-ي من الخام. مشيرا بقوله يوجد الآن أكثر من 2.8 مليون ب-ي من الخام زيادة على الطلب. مضيفا "لا داعي ان يزيد أعضاء أوبك الانتاج. ليس بوسع المنظمة ان تفعل شيئا في الوقت الراهن". وارتفعت اسعار عقود النفط الآجلة لمستويات قياسية نهاية الاسبوع الماضي وساعد على صعودها حريق في مصفاة امريكية لتعزز الاتجاه الصعودي السائد منذ فترة طويلة نتيجة الطلب القوي في الصين ومخاوف من توقف الامدادات وبصفة خاصة من العراق. وبلغ سعر الخام الامريكي في العقود الآجلة 46.65 دولار للبرميل وهو أحدث مستوى قياسي وسجل النفط اسعارا قياسية في جميع جلسات التداول الاحدى عشرة الاخيرة ماعدا جلسة واحدة. وقال كاظمبور "يبدو أن الاسعار ستواصل الصعود دون ان تأخذ في الاعتبار العناصر الاساسية للسوق وهي العرض والطلب. مشيرا الى ان الاتجاه الحالي للاسعار ينبع من تطورات سياسية وعسكرية." مبديا تأكيداته من جديد ان الاسعار يمكن ان تنهار اذا تراجعت المخاوف الامنية. وتابع "اذا شهد السوق هدوءا في الاوضاع السياسية والعسكرية فان الكميات المضافة الى احتياطيات الخام ستضغط على الاسعار". وتعقد أوبك اجتماعها المقبل في الخامس عشر من سبتمبر ايلول وهي تضخ بالفعل عند أعلى مستوى لها في 25 عاما بمقدار 30 مليون برميل يوميا متجاهلة قيود حصص الانتاج الرسمية. ومن جانب آخر، أعلنت وزارة البترول والطاقة النرويجية ارتفاع أسعار النفط الخام لبحر الشمال ليتخطى حاجز ال 42 دولارا أمريكيا للبرميل الواحد. وقال بيان وزعته الوزارة ان "السبب الرئيسي لارتفاع الاسعار الى هذا الحد الذي لم تصل اليه من قبل هو بفعل التهديدات الارهابية التي يشهدها العالم وانخفاض صادرات العراق من البترول نتيجة للوضع المتردي هناك". من ناحية اخرى نقلت صحيفة (نورواي بوست) النرويجية عن الخبير الاقتصادي المتخصص في شؤون البترول والطاقة هارالد بوي قوله ان الوضع في سوق النفط "يقارب الكارثة". مشيرا الى ان تفجر الأوضاع في مدينة النجف العراقية كان "بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في مجال الاسعار" محذرا من ان الأسعار ستشهد "ارتفاعا جنونيا" في الايام القليلة المقبلة. وطالب الخبير الاقتصادي روسيا بالسيطرة على الوضع في شركة (يوكوس) كما طالب منظمة البلدن المصدرة للبترول (اوبك) بضمان "توزيع عادل للبترول على الجميع". مبينا ان ارتفاع اسعار البترول "ليس في مصلحة أي من الاقتصادات الدولية" مشيرا الى ان ارتفاع اسعار بترول بحر الشمال الذي تصدره النرويج لا يأتي في مصلحة الاقتصاد النرويجي. وحذر الخبير بوي من ان ارتفاع الاسعار بهذا الشكل "قد يتسبب في ارتفاع قيمة الكرونة النرويجية (العملة) بشكل كبير وهو ما يؤدي الى عدم قدرة النرويج على المنافسة في الاسواق الدولية وامكانية تفشى البطالة". ومن جانبها اعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط ان سعر سلة خاماتها السبعة واصل الارتفاع حيث بلغ نهاية الاسبوع الماضي 76ر40 دولار للبرميل الواحد. وقالت نشرة وكالة انباء اوبك ان سعر خام غربي تكساس الامريكي ارتفع هو الآخر خلال نفس الفترة بمقدار 70 سنتا مسجلا رقما قياسيا جديدا حيث وصل الى 50ر45 دولار للبرميل. وتنتج المملكة نحو 9.5 مليون برميل يوميا مقارنة بحصتها الرسمية البالغة 8.45 مليون برميل يوميا ومن المتوقع ان تصل قرب عشرة ملايين برميل يوميا في سبتمبر. فيما تحاول ايران جاهدة انتاج نحو اربعة ملايين برميل يوميا مقارنة بحصتها التي تبلغ نحو 3.8 مليون برميل.