تملكت شركة "رينو" الفرنسية لصناعة السيارات رسمياً 38 في المئة من اسهم شركة "صوماكا" المغربية لتركيب السيارات في الدار البيضاء، وباتت تسيطر على 46 في المئة من مجموع رأس مال الشركة المغربية التي تملك فيها كل من "فيات" الايطالية و"بيجو سيتروين" مساهمات بنسبة 20 في المئة لكل منهما. واجتمع رئيس مجموعة "رينو" لويس شفايتسر مع مسؤولين حكوميين على رأسهم رئيس الوزراء ادريس جطو للبحث في اجراءات انتقال "صوماكا" الى الملكية الفرنسية في مطلع الشهر المقبل، بعد ان تدفع الشركة مبلغ 10 ملايين دولار للخزانة العامة يسدد القسط الاول منه في 26 الجاري، على ان تصبح "صوماكا" تحت السيطرة الفرنسية بالكامل في تشرين الثاني نوفمبر سنة 2005 وان تضخ نحو 23 مليون يورو 25.8 مليون دولار في الشركة لاعادة تحديث وحداتها الصناعية. وقال شفايتسر ان مجموعته ستجعل من المغرب قاعدة لانتاج سيارات اقتصادية قليلة الكلفة موجهة الى منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط والقارة الافريقية يبتدئ سعرها عند ستة آلاف يورو. وستنتج "رينو" في مصانع "صوماكا" في الدار البيضاء في المرحلة الاولى نحو 30 الف وحدة، منها 15 الف سيارة موجهة الى السوقين العربية والافريقية، وستصنع جزءاً كبيراً من قطع الغيار محلياً تصل قيمتها الى نحو 100 مليون يورو سنوياً. وينتظر ان يتم في الاسابيع القليلة المقبلة التوقيع النهائي على صفقة نقل "صوموكا" الى "رينو" في حضور ممثلين عن الحكومة المغربية والمساهمين الآخرين، "فيات" "وبيجو ستروين"، التي ستحتفظ بنسبة 40 في المئة من الشركة. وتنتج الشركتان الايطالية والفرنسية سيارات اقتصادية في "صوماكا" وخصوصاً طرازات "باليو" و"سيانا". ومددت الحكومة المغربية عقد الامتياز الموقع عام 1996 مع "فيات" للاستمرار في تصنيع وحداتها الاقتصادية التي تسوق بسعر عشرة آلاف يورو، وتستفيد من اعفاءات جمركية على واردات قطع الغيار وتخفيضات ضريبية على سياراتها المصنعة محلياً والتي تبلغ نحو 20 الف وحدة سنوياً. يشار الى ان مبيعات "فيات" تراجعت نحو الثلث. وكانت الازمة المالية للمجموعة التي يوجد مقرها في "تورينو" سبباً في تراجعها عن دخول المنافسة على السيطرة على "صوماكا"، بعد ان فضل الجانب المغربي العرض الفرنسي على العرض الماليزي. وتأسست "صوماكا" عام 1959 وواجهت صعوبات جمة في الأعوام الاخيرة بسبب المنافسة الدولية وخفض الرسوم الجمركية على واردات السيارات الاوروبية واليابانية في سوق حجمها نحو 50 الف سيارة جديدة سنوياً. وتصدر "صوماكا" ما قيمته 1,3 بليون درهم 135 مليون دولار من السيارات وقطع الغيار سنوياً وتوظف 12 الف عامل وتمثل اثنين في المئة من اجمالي الناتج المحلي في المغرب.