فرضت أجهزة الأمن المقدونية اجراءات طوارئ خاصة في أنحاء البلاد، في أعقاب تقرير تحدث عن خطة أعدها تنظيم "القاعدة" لاستخدام مقدونيا معبراً لضرب أهداف في اليونان خلال فترة الألعاب الأولمبية التي افتتحت أمس وتستمر الى 29 الشهر الجاري. وفي الوقت نفسه، لوحظ قيام حلف شمال الأطلسي الذي يقود القوات الدولية كفور في كوسوفو، بفرض خطة أمنية جديدة في الاقليم، ترافقت مع المعلومات على اكتشاف شبكة واسعة لتنظيم القاعدة في منطقة البلقان. وعلمت "الحياة" من مصدر في الشرطة المقدونية أمس، ان "السلطات اتخذت المعلومات عن الخطة بجدية وأوعزت بتطبيق خطة طوارئ أمنية شاملة في أنحاء البلاد، لكشف عناصر شبكة القاعدة وافشال مخططات داخل مقدونيا وخارجها". وأوضح المصدر ان مقدونيا "لا تملك التفاصيل الكاملة عن شبكة القاعدة في أراضيها، لذا سارعت الى اجراء اتصالات مكثفة مع جهات استخبارية دولية في شأن المعلومات التي تناولتها وسائل الإعلام، اضافة الى تطبيق الخطة الأمنية البلقانية الخاصة بسلامة أولمبياد أثينا والتي تشترك في تنفيذها: مقدونيا وصربيا والجبل الأسود والبانيا والبوسنة والإدارة الدولية في كوسوفو". ونقلت صحيفة "دنيفنيك" المستقلة الصادرة في سكوبيا عن مصادر أميركية ومحلية امس، ان "أعضاء سوريين في تنظيم القاعدة، لهم دعم من جهات ايرانية، اشتروا كمية كبيرة من المواد المتفجرة والقنابل اليدوية والألغام وغيرها، من طريق وسطاء بوسنيين. وتم نقلها الى مناطق مقدونية محاذية للحدود مع اليونان، من خلال شبكتين، احداهما تسمى غاميريا يقودها الألباني من كوسوفو أكرم لوكا، والأخرى خاصة بتنظيم القاعدة في منطقة البلقان تسمى أبو بكر الصديق بزعامة السوري عبدالرحمن ومساعده الألباني عبدي". وذكرت الصحيفة ان "تجهيزات الخطة أصبحت كاملة، ويتوقف زمن التنفيذ ومكانه في اليونان، على صدور الأوامر من جهات عليا في تنظيم القاعدة". وأشارت الصحيفة الى علاقات لهاتين الشبكتين "مع مجموعات للمافيا والجريمة المنظمة في: مقدونيا يانوفسكي واليانيا علي حاسكاري وعيسى بالاي وصربيا والجبل الأسود وتركيا وبلغاريا واليونان وايطاليا والمانيا، تتولى تهريب السجائر والنفط والسيارات والمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض، اضافة الى دعم مالي من جزائري اسمه جميل يتحرك تحت غطاء منظمات الاغاثة الإسلامية". وأضافت الصحيفة، ان أكرم لوكا المولود في مدينة بيتش غرب كوسوفو معروف لدى الولاياتالمتحدة نتيجة علاقاته السابقة، أثناء الغارات الجوية التي شنها الحلف الأطلسي على يوغوسلافيا، مع زعماء جيش تحرير كوسوفو هاشم تاتشي وراموش خير الدين واغيم تشيكو والزعيم المتشدد لألبان مقدونيا اربن جعفيري. ويذكر انه بدأت في منطقة البلقان مطلع الشهر الجاري، عملية أمنية شاملة متعلقة بدورة الألعاب الأولمبية يشترك الاتحاد الأوروبي في تنفيذها مع دول المنطقة وبالتعاون مع الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي، خصص لها الاتحاد الأوروبي مبلغ 117 مليون يورو 144 مليون دولار. ومن جهة أخرى، أعلنت القوات الدولية كفور التي يقودها الحلف الأطلسي في كوسوفو، انها تطبق حالياً خطة أمنية جديدة لها أغراض متعددة من بينها الحفاظ على الأمن العرقي في كوسوفو. وذكر تلفزيون بلغراد أمس، ان جهات استخبارية تابعة للدول الرئيسية التي لها قوات في كوسوفو، تشترك في تنفيذ هذه الخطة، من خلال المعلومات التي لديها من داخل الاقليم والدول المجاورة له.