تحرك مسلحون ألبان في مقدونيا، وشوهدت جماعات منهم في المنقطة المتاخمة للحدود مع كوسوفو، فيما ناشدت الحكومة المقدونية حلف شمال الأطلسي التدخل وتزامن ذلك مع اعتقال مسؤول كبير في تنظيم المسلحين الألبان جنوب صربيا، فيما اعتبر قياديون في كوسوفو ان يوغوسلافيا "دولة مجاورة" للاقليم، في اشارة الى التمسك باستقلاله. وأذاعت وسائل الاعلام المقدونية أمس، ان حوالى 250 مسلحاً ألبانياً، شوهدوا في الأيام الثلاثة الأخيرة يتحركون في المنطقة الحدودية بين مقدونيا وكوسوفو. وأشارت صحيفة "فيست" الصادرة في سكوبيا الى ان مصادرها الخاصة أكدت ان "البلاد أصبحت على شفير حرب أهلية". واتهمت الصحيفة الحكومة بالفشل في وقف التحركات المسلحة الألبانية، وطالبتها بالاستقالة واجراء انتخابات مبكرة "كي يختار الشعب من يستطيع حمايته". وبعث وزير الدفاع المقدوني ليوبين باونوفسكي رسالة الى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون، أوضح له "خطورة الوضع في مقدونيا". وتضمنت الرسالة شكوى من أن المنطقة الحدودية من جهة كوسوفو "سائبة وليست فيها أي مراقبة دولية أو دوريات لجنود حفظ السلام". وناشد الوزير المقدوني الحلف الأطلسي معالجة الوضع قبل تفاقمه "من خلال وضع خطة حازمة لوقف انتقال المسلحين بين كوسوفو ومقدونيا". ومعلوم ان الحكومة المقدونية كانت وضعت قواتها في المنطقة الحدودية الشمالية مع كوسوفو وجنوب صربيا في حال تأهب قصوى، بعدما وقعت اشتباكات بين حراس الحدود المقدونيين والمسلحين الألبان، اضافة الى تعرض مراكز للشرطة والمؤسسات الحكومية داخل مقدونيا الى هجمات عدة، حُمّلت مسؤوليتها الى تنظيم مسلح ألباني أطلق على نفسه "جيش التحرير الشعبي" في مقدونيا. الى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الصربية اعتقال جعفر فويفودا، وهو من قادة المسلمين الألبان في بلدية بويانوفاتس "وذلك إثر عملية عسكرية على مواقع الارهابيين". واعتبرت الوزارة ان فويفودا "يمتلك معلومات كبيرة عن خطط الارهابيين، وقدم قسماً منها للسلطات". ووصف مراسل صحيفة "داناس" الصادرة في بلغراد أمس، الوضع في جنوب صربيا بأنه "يتصاعد في شكل خطير، إذ فقد السكان الشعور بالاطمئنان بعدما أصبحوا وسط اشتباكات عنيفة من دون أن يعرفوا لمصلحة من تدور المعارك؟". وإثر تزايد زيارات المسؤولين الصرب ولقاءاتهم مع قادة القوات الدولية وزعماء صرب الاقليم، نقلت وسائل الاعلام في بريشتينا تصريحات للزعماء الألبان: ابراهيم روغوفا وهاشم ثاتشي وراموش خير الدين، اعتبروا فيها ان "التحركات المريبة لقياديين في الدولة المجاورة يوغوسلافيا، تؤدي الى استفزاز الألبان وزيادة التوتر في كوسوفو". ومن جهة أخرى، طلب اسماعيل بويدا، الذي يرأس "تجمع الأقلية الغورانية" في كوسوفو، من قوات حفظ السلام الدولية، توفير الحماية لهذه الأقلية "بعدما أعلن جيش تحرير كوسوفو، انه سيتم اعدام كل غوراني بين 18 - 45 سنة، يرفض الالتحاق بالتعبئة العسكرية العامة". وكان جيش تحرير كوسوفو دعى سكان الاقليم الى تسجيل اسمائهم لدى مقراته.