} شددت الولاياتالمتحدة الاميركية اجراءاتها الامنية في اماكن وجود جنودها ومواطنيها في منطقة البلقان، ووصل التوتر ذروته بعدما عثر على عبوات ناسفة في قاعدة لحلف شمال الاطلسي في العاصمة البوسنية ساراييفو، واكتشاف كمية كبيرة من المواد السريعة الانفجار في شمال مقدونيا. احدث اكتشاف متفجرات في قاعدة اطلسية وفي شمال مقدونيا حالاً من الذعر والقلق ادت الى تصعيد درجة الاستنفار في صفوف العسكريين الاميركيين، غداة طلب وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين منهم الالتزام بالحذر وعدم التجول خارج قواعد بلادهم في البلقان في اطار اجراءات مشددة شملت المنشآت العسكرية الأميركية في انحاء العالم. وجاءت تلك الاجراءات التي ابلغت واشنطن عسكرييها بها قبل ايام، تحسباً لاستهدافهم في اعمال تخريبية بمناسبة حلول الألفية. ومعلوم ان العداء تصاعد ضد الاميركيين وحلف شمال الاطلسي لدى العديد من السكان المحليين في البلقان الذين تعاطفوا مع الصرب اثناء الغارات الجوية الغربية على يوغوسلافيا. وظهرت تهديدات صربية ضد الجنود الاطلسيين في البوسنة بعد الاعتقالات الاخيرة التي طالت عدداً من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين لصرب البوسنة بعد ورود اسمائهم في لوائح سرية للمتهمين بارتكاب جرائم حرب، ويضاف ذلك الى المخاوف الاميركية الشاملة من "تهديدات اسامة بن لادن". وافاد الناطق باسم حلف شمال الاطلسي في ساراييفو بول هوبارد ان الدوافع الرئيسية لوضع الجنود الاطلسيين في البوسنة ضمن المجالات التحذيرية القصوى "استوجبها كشف عبوات متفجرة مزروعة في قاعدة لقوات الاستقرار التي يقودها الحلف الاطلسي في منطقة بوتمير حيث يقع مطار ساراييفو الدولي". واكد ان الحلف الاطلسي رفع من اجراءاته الامنية في قواعده كافة في البوسنة - الهرسك "لانه يرى ان التهديدات الارهابية الموجهة الى جنوده تتسم بالجدية". وحسب المعلومات المتوفرة فان الجنود الاميركيين الذين يتمركزون في منطقة توزلا شمال شرقي البوسنة، منعوا من مغادرة قواعدهم الا في حال الدوريات الالزامية، على ان تقوم طائرات مروحية بالتحليق في اجواء المنطقة التي تتحرك عرباتهم فيها. وكان وزير الدفاع الاميركي كوهين اعطى اوامر مشددة للجنود الاميركيين في كوسوفو اثناء زيارته لقاعدتهم المحصّنة "بوند ستيل" بالقرب من اوروشيفاتس ليلة عيد الميلاد، بان "تكون احتفالاتهم في داخل القاعدة التي تحييها فنانات اميركيات، ووجود توخي الحذر الشديد في تحركاتهم الضرورية خارج القاعدة على ان تتم بمجموعات وعربات مصفحة". وشملت تحذيرات كوهين الجنود والعاملين في السفارات والمنشآت الأميركية في كل من البانياومقدونياوبلغاريا حيث تم وضع ترتيبات أمنية خاصة للاحتفالات التي تقام بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة. وتم تكثيف الدوريات الأمنية الأميركية والألبانية حول مجمع السفارة الاميركية في تيرانا الذي يخضع لحراسة مشددة منذ اكثر من سنتين اثر قتل واعتقال عدد من "المتشددين المسلمين بتهمة شن هجمات عليه"، كما احيطت القواعد الأميركية في شمال البانيا بمنطقة عازلة ومُنع الاقتراب منها. وفي مقدونيا، صدرت الأوامر الى كافة الجنود الأطلسيين بالتزام قواعدهم وعدم مغادرتها الا عند الضرورة على ان يكون ذلك بمجموعة لا تقل عن خمسة اشخاص مع "اسلحتهم الدفاعية"، كما يخضع مبنى السفارة الأميركية الذي كان احرقه المحتجون المقدونيون أثناء العمليات الجوية ضد يوغوسلافيا، اضافة الى العديد من الممثليات الديبلوماسية لدول حلف شمال الأطلسي في سكوبيا، الى حراسة مشددة. وأعلن امس في سكوبيا عن العثور على كمية كبيرة من المتفجرات قرب الحدود الشماليةلمقدونيا مع صربيا، وان الجهات الأمنية المقدونية اعتقلت ما لا يقل عن 15 شخصاً، مقدونيين وصرب، لهم علاقة بهذه المتفجرات التي يقدر وزنها بحوالى 13 طناً. ولم تقدم وزارة الداخلية المقدونية المعلومات عن الهدف من نقل هذه المتفجرات من بلغاريا الى المنطقة الشمالية المقدونية حيث توجد غالبية القواعد الأطلسية، الا انها ذكرت في بيان نشرته صحيفة "نوفا مقدونيا" شبه الرسمية الصادرة في سكوبيا، انها "من أكبر اشكال الجريمة المنظمة في مقدونيا التي قامت بها عصابات المافيا". وفي بلغاريا، حيث يقتصر الوجود الأميركي على الخبراء العسكريين وأفراد السفارة، فإنه طُلب منهم تنظيم سهرات خاصة بهم في اماكن آمنة ليلة رأس السنة، وعدم ارتياد الأماكن العامة او حفلات النوادي والفنادق البلغارية، التي تقام بمناسبة احتفالات حلول العام 2000، وذلك خشية التعرض الى اعتداءات.