شنت قوات الاحتلال الاميركية هجوما كبيرا أمس، لطرد ميليشيا "جيش المهدي" بزعامة مقتدى الصدر من النجف للقضاء على انتفاضة بدأت منذ اسبوع ومستعرة في الجنوب. ووصلت قوات الاحتلال الى وسط المدينة ووصفت هجومها بأنه "الاخير" في محاولة لاحداث حركة نزوح كبيرة. وقالت مي عبدالكريم مسؤولة الاعلام في وزارة الصحة أمس، ان "165 عراقيا قتلوا واصيب 594 في المصادمات العسكرية التي حصلت خلال الساعات ال24 الماضية في بغداد وبقية مدن الجنوب". وسيطر الجنود الاميركيون على وسط مدينة النجف بعد هجوم رئيسي أمس. وانتشر مئاتهم في دبابات وسيارات مدرعة في نقاط تفتيش في المنطقة بينما انسحب رجال ميليشيا "جيش المهدي" الى مسجد الامام علي ومنطقة مدافن قريبة. وتم نشر نحو 2000 جندي اميركي و1800 رجل امن عراقي حول مدينة النجف التي يبلغ عدد سكانها 600 الف نسمة. وقال شهود ان الاف المدنيين فروا من المنطقة المحيطة بمرقد الامام علي بوسط المدينة. وتعهد "جيش المهدي" أمس، بالدفاع عن مواقعه في النجف في مواجهة الهجوم الاميركي، وقال أحمد الشيباني المتحدث باسم الصدر في المدينة: "نحن نقاتل القوات الاميركية منذ ثمانية أيام وسنواصل قتالها لثمانية أيام أخرى. نحن مستعدون تماما لصد أي هجوم على مواقعنا". وقال شهود ان طائرات حربية أميركية قصفت أهدافا قرب منزل مقتدى الصدر في مدينة النجف بينما اشتبكت قوات مشاة البحرية الاميركية مع الميليشيا الموالية للصدر في المنطقة. وقال الشهود ان أعمدة الدخان تصاعدت مع تبادل اطلاق النيران المكثف. وأفادت قناة "الجزيرة" أن القوات الاميركية استخدمت مقاتلات "إف-16" في قصف محيط منزل الصدر، وعرضت صورا تظهر سحب الدخان وقد غطت سماء المنطقة فيما سمع دوي إطلاق النار. وأغلق أنصار الصدر أمس، جميع الابواب الخارجية في السور الضخم الذي يحيط بضريح الامام علي وحصنوها بأكياس التراب كما زرعوا مئات الالغام حوله. واتخذت أعداد كبيرة من ميليشيا "جيش المهدي" في الجهة العليا للسور كما انتشر المئات في محيط المنطقة وفوق اسطح المنازل والفنادق القريبة مدججين بالسلاح. ويتحصن الزعيم الشيعي داخل الضريح ومعه عدد كبير من أنصاره. وأبلغ احد عناصر "جيش المهدي" مراسل وكالة الانباء الالمانيةد.ب.أ أن "جرافات أميركية أزالت عددا من الابنية لتسهيل عملية دخول الاليات المدرعة الى داخل المدينة". واقتربت القوات الاميركية في وقت سابق اليوم أمس، الى مسافة250 مترا تقريبا من ضريح الامام علي. وشاهد مراسل الوكالة في النجف جثث ستة قتلى من "ميليشيا" جيش المهدي و27 من المصابين في المعارك الطاحنة مع القوات الاميركية أمس. وأحكمت القوات الامريكية سيطرتها في المدينة القديمة واحاطت المكان باسلاك شائكة وحواجز أسمنتية وأقامت نقاط تفتيش ومنعت المواطنين من دخول المنطقة. واستمر القصف في محيط النجف وأسفر عن تدمير فندق قريب من ضريح الامام علي. وقال مقربون من الصدر إن الزعيم الشيعي "يدير المعركة" من داخل الضريح . وأطلقت مكبرات الصوت من داخل ضريح الامام علي ومن المساجد الاخرى في النجف التكبيرات داعية السكان إلى الجهاد. وكان الجيش الاميركي أعلن مساء الاربعاء أنه يستعد لهجوم أخير ضد جيش المهدي بمساعدة القوات العراقية. وحلقت مروحيات أميركية في سماء النجف وألقت منشورات تحض ميليشيا الصدر على مغادرة المدينة وحذرت السكان من حمايتهم. وأنهى الصدر انتفاضة قادها في وقت سابق من العام الجاري بهدنة، لكنه يتجه هذه المرة فيما يبدو الى مواجهة أخيرة. واغلقت القوات الاميركية وقوات الامن العراقية أمس، كل الطرق المؤدية الى مقام الامام علي في البلدة القديمة في النجف. وقامت ثلاث سيارات على الاقل باغلاق المدخل الجنوبي المؤدي الى الضريح. وكان من المستحيل الاقتراب من المداخل بسبب حدة المعارك. وحلقت مروحيتان اميركيتان فوق مقبرة وادي السلام احد المواقع الرئيسية التي يتحصن فيها عناصر جيش المهدي. معارك بغداد ووقع انفجار قوي اعقبه اطلاق نار دوى أمس في الضفة الغربية من نهر دجلة في بغداد في حين حلقت مقاتلات ومروحيات فوق المنطقة. وعمدت دبابات اميركية الى سد منافذ شارع حيفا في حين سمع دوي قذائف الهاون ومدافع اخرى في المنطقة حيث ارتفع عمود اسود من الدخان. وحلقت مقاتلات وثلاث مروحيات اميركية فوق المنطقة في حين سمع دوي قذائف الهاون ومدافع اخرى في المنطقة لمدة عشرين دقيقة وطوق الجيش الاميركي الحي. واشتعلت النيران في سيارتين على الاقل وفر عشرات المواطنين من المنطقة. وقال بعضهم ان "معارك تدور بين جيش المهدي والجنود الاميركيين". ورفض الجيش الاميركي في اتصال اجرته معه وكالة "فرانس برس" الادلاء بأي تعليق. وهاجم مقاتلون شيعة مركزا للشرطة بوسط بغداد أمس، ما أثار مخاوف من تصاعد العنف في العاصمة العراقية. وقال شهود ان مقاتلين من ميليشيا "جيش المهدي" أطلقوا أعيرة نارية وقذائف صاروخية على مركز الشرطة في شارع حيفا بوسط بغداد. وردت الشرطة باطلاق النار. ولم ترد أي معلومات عن سقوط قتلى أو جرحى. اعتقالات في بيجي وقال مصدر في الشرطة العراقية ان القوات الاميركية وقوات عراقية شنت أمس، حملة واسعة في بيجي للبحث عن الاسلحة والمقاتلين العراقيين. وقال النقيب محمد جاسم قائد الحرس الوطني في بيجي الواقعة على بعد 180 كيلومترا شمالي بغداد انه تم القاء القبض خلال الحملة التي شملت عددا من المناطق في المدينة على "ثلاثة اشخاص يشتبه بأن لهم علاقة بعمليات مقاومة وتجميع السلاح للمقاومين". مقتل جنديين اميركيين وبريطاني واحد وقتل جندي بريطاني واصيب اخر بجروح أمس عندما انفجرت عبوة خلال مرور دوريتهما في مدينة البصرة. واوضح المتحدث باسم الجيش البريطاني ايان كلوني ان عبوة مفخخة موضوعة على حافة الطريق "انفجرت خلال مرور الدورية، فقتل جندي واصيب اخر بجروح خطرة". واعلن الجيش الاميركي أمس مقتل اثنين من جنود مشاة البحرية الاميركية المارينز عند تحطم المروحية التي كانت تقلهم مساء الاربعاء في محافظة الانبار غرب بغداد. معارك الكوت وفي الكوت، اعلن مصدر طبي مقتل 75 شخصا وجرح اكثر من 148 آخرين ليل الاربعاء - الخميس في قصف للطائرات الاميركية لحي الشرقيةجنوبالمدينة، دمر خلاله عدد من المنازل ومكتب الصدر. وقال قادر فاضل عرار مدير مستشفى الكوت ان "طائرات اميركية قصفت حي الشرقيةجنوب الكوت 175 كلم جنوببغداد ما ادى الى مقتل 56 شخصا واصابة اكثر من 110 آخرين بجروح". واكد عرار ان "العديد من الجرحى في حالة خطيرة وتجرى لهم عمليات جراحية". وقال المصدر ذاته ان "بين القتلى عائلات كاملة تتكون من رجال ونساء واطفال قضت في القصف الذي دمر نحو 18 منزلا في الشرقية" احد اقدم احياء المدينة. وشاهد مراسل "فرانس برس" العديد من الجرحى بثياب ممزقة تغطيها بقع الدم في ممرات المستشفى. وقال مدير المستشفى ان "بين الجرحى 15 شخصا اجريت لهم عمليات بتر احد الاطراف واخرين يعانون من كسور في الجمجمة وجروح مختلفة وكسور في انحاء مختلفة من الجسم". واوضح ان هذا المركز الطبي "لم يستقبل منذ تأسيسه هذه الاعداد من القتلى والجرحى". وأكد الشيخ محمد يحيى ممثل مقتدى الصدر في المدينة ان مكتب الصدر دمر ايضا في القصف. وقال لوكالة فرانس برس ان "القصف الاميركي على حي الشرقيةجنوبالمدينة ادى الى تدمير مكتب السيد الشهيد الصدر تدميرا كاملا". وقتل سبعة اشخاص واصيب 52 اخرون بجروح في مدينة الديوانية 160 كلم جنوببغداد. وفي الموصل، ذكرت مصادر طبية والشرطة أمس ان اربعة عراقيين هم اثنان من عناصر الشرطة وامرأة وطفل قتلوا مساء الاربعاء في هجوم استهدف دورية للشرطة في المدينة الواقعة على بعد 400 كلم شمال بغداد.