قتل ثلاثة من جنود "التحالف" أمس وأصيب ثالث بجروح في العراق. وأصيب مترجم عراقي للقوات الاميركية في الكوت. وتوعد أحد مساعدي مقتدى الصدر "برد عنيف" على القوات الاميركية اذا دخلت النجف، ونفى "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" وجود أي خلافات مع تيار مقتدى الصدر. أعلن مساعد قائد العمليات العسكرية في العراق الجنرال مارك كيميت في مؤتمر صحافي في بغداد أمس ان "جنديين من "التحالف" قتلا وأصيب ثالث بجروح اثر هجوم بقذيفة "آر بي جي" على دوريتهم في الصويرة" جنوببغداد. واضاف ان "جندياً ثالثاً توفي في شمال العراق متأثراً باصابته في وقت سابق". ولم يحدد كيميت جنسيات الجنود. وكانت وزارة الدفاع الاوكرانية أعلنت في بيان ان جندياً أوكرانياً قتل واصيب اثنان آخران بجروح أمس لدى تعرض دوريتهم قرب الكوت 180 كلم جنوب شرقي بغداد لمكمن نصبه المقاتلون العراقيون. واوضحت ان الهجوم استهدف ثلاث مدرعات اوكرانية على طريق قرب مدينة الزبيدية على مسافة حولى 60 كلم غرب الكوت. وأضافت ان مروحيتين اميركيتين تدخلتا للسماح للعسكريين الاوكرانيين باخلاء المنطقة، في حين قامت مروحية ثالثة بنقل الجريحين الى بغداد. وأعلن الرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما عدم سحب الجنود الاوكرانيين من العراق. وقال في مؤتمر صحافي "قواتنا نحو 1600 جندي لا تحتل العراق ولا تشارك في عمل عسكري ضد العراق. موقفنا لم يتغير". وأضاف ان مجلس الامن والدفاع الاوكراني سيجتمع يوم الجمعة لمناقشة الوضع. وقال: "عارضنا منذ البداية حل مشكلة صدام حسين عسكرياً. نحن ضد الحرب". واضاف "من المهم وقف اراقة الدماء حتى يعيش العراقيون في سلام ونقل السلطة لهم في اقرب وقت ممكن". وهذا ثاني عسكري اوكراني يقتل في المعارك منذ انتشار القوات الاوكرانية في محافظة واسط 150 كلم جنوب شرقي بغداد. وفي وقت سابق من هذا الشهر انسحبت القوات الاوكرانية من الكوت اثر مقتل احد جنودها في انفجار واصابة خمسة في مصادمات مع انصار مقتدى الصدر. إلى ذلك، اعلنت مصادر طبية ان مترجماً عراقياً يدعى علاء صاحب كرم اصيب أمس بجروح بالغة بعد ان اطلق عليه مجهولون النار في الكوت. وقال مصدر في الشرطة العراقية طلب عدم كشف هويته ان هذا هو اول اعتداء يستهدف مترجما عراقيا يعمل مع قوات الاحتلال في الكوت. واوضح ان "منازل العاملين مع القوات الاميركية تعرضت في الاسابيع الاخيرة لقنابل صوتية وهي المرة الاولى التي يطلق فيها الرصاص على احدهم" الصدر يتوعد ب"رد عنيف" في غضون ذلك، توعد أحد مساعدي مقتدى الصدر ب"رد عنيف" على الاميركيين في حال دخول جنودهم الى مدينة النجف الاشرف. وقال حسام الموسوي للصحافيين: "ردنا سيكون عنيفاً. لا أحد يمكن التنبؤ به" واتهم المقاتلين الاكراد البشمركة بمساعدة القوات الاميركية. واعتبر ان اقامة حاجز بين مدينتي الكوفة والنجف "خطوة استفزازية تهدف الى عزل الكوفة عن النجف". واضاف ان "أي دورية اميركية في النجف ستكون عرضة للهجمات لأننا نعتبر ذلك تجاوزاً على المدينة المقدسة. لنا الحق في الدفاع عن انفسنا وعن مرجعياتنا ومدننا". وأكد الموسوي وجود ادلة "قاطعة" على اشتراك "البشمركة" مع القوات الاميركية التي حشدت قواتها قرب النجف، مشيراً الى وجود هؤلاء العناصر شمال المدينة، وتحديداً في حي العسكري. وأشار الى استمرار مساعي الوساطات التي يقوم بها جناحا حزب الدعوة لوضع حد للتوتر بين مقتدى الصدر وقوات التحالف، من دون مزيد من التفاصيل. وكان الجيش الاميركي أقام حاجزاً بين الكوفة والنجف بعد انسحاب القوات الاسبانية من المدينة الاخيرة. وقطعت مصفحتان اميركيتان واربع ناقلات جند من طراز هامفي وعدد من الجنود الطريق بين المدينتين، وبدأت تفتيش السيارات المتوجهة من الكوفة الى النجف. وأقيم الحاجز الاميركي في المكان الذي كان الجنود الاسبان يقيمون فيه نقطة تفتيش قبل انسحابهم من المنطقة. إلى ذلك، استبعد الأمين العام ل"الائتلاف الوطني الديموقراطي" توفيق الياسري دخول القوات الأميركية الى النجف على رغم تصاعد الأزمة بينها وبين أنصار الصدر. وقال الياسري ل"الحياة": "الخسائر المتوقعة في صفوف المدنيين في النجف ستولد أزمة دولية، وستضع المرجعية الدينية في موقف حرج. ولن يسمح الشعب لمرجعيته بالبقاء على الحياد وسيطالبها بتوضيح موقفها فيما اذا كانت تساند الصدر أو تقف ضده". وأضاف ان "القوات الأميركية ستواجه صعوبات عدة في النجف، في ظل تركز النخبة من جيش المهدي في المدينة لحماية زعيمهم الشاب، الى جانب توجه مجموعات من الميليشيات من بغداد وبقية مدن العراق إليها في حال اجتياحها". على صعيد آخر، قال مصدر مطلع في مكتب أبو أكبر الساعدي، المشرف على "منظمة بدر" الجناح العسكري المنحل للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، ل"الحياة" إن دور "بدر" الآن يكمن في "تأمين سلامة المراجع العظام في النجف وكربلاء في حال اقتحم الاميركيون المدينتين". في حين لفت عباس الربيعي، رئيس تحرير جريدة "الحوزة الناطقة" باسم "مكتب الصدر" التي أغلقتها سلطة "التحالف" في وقت سابق، الى أن "تيار الصدر يواجه حملة ضده من داخل الساحة السياسية والعلمانية الشيعية"، من دون ان يسمي الجهات التي تستهدف مقتدى الصدر. واستبعد همام باقر حمودي، المستشار السياسي لرئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" وجود أي خلافات بين المجلس وتيار الصدر، مؤكداً أن "الأولوية في الوقت الحاضر هي المحافظة على وحدة البيت الاسلامي الشيعي".