في الأسبوع الفائت أعلنت حكومة الولاياتالمتحدة، وعلى لسان الرئيس بوش حالة الانذار القصوى في مدن رئيسة كنيويورك وواشنطن ونيوجرسي... وذلك خشية وقوع اعتداءات من القاعدة الاسلامية على البيت الأبيض والبنك الدولي ومجلس النقد والجسور والأنفاق الكبيرة. وأمر الرئيس الأميركي ادارات الأمن والاستخبارات بالاستنفار والاستعداد وقاموا فوراً بالحراسات المسلحة بالرشاشات والتحقيق في هويات الداخلين الى الأنفاق وتفتيشهم. وبلغت حالة الرعب حداً أقصى عندما أعلنت دول صديقة لأميركا كاستراليا عن منع رعاياها من السفر الى الولاياتالمتحدة خوفاً على حياتهم! نتساءل لماذا كل هذا الرعب، هل لأن الذاكرة الأميركية الجماعية لا تزال تذكر اعتداءات 11 ايلول سبتمبر التي ذهب ضحيتها اكثر من ثلاثة آلاف أميركي؟! إن الذي أعلم الأميركيين وأنذرهم هو حليفهم الرئيس الباكستاني الذي قضى على النظام الديموقراطي في باكستان وقد أعلمهم بأسماء المسلمين اللذين قاما بالتخطيط للاعتداءات وهما أحمد خلفان غيلان ونعيم محمد نعيم نور خان. ونتساءل هل للمشاهد التلفزيونية المروعة لخاطفي الرهائن من المجرمين أو من الجماعات التي ترفع الرايات السود او التي تلبس العمائم السود أو البيض والتي تهدد بقطع الرؤوس وبإعدام الرهائن والمخطوفين، هل لها تأثير في العالم الخارجي؟ مع العلم ان هؤلاء الرهائن من - جنسيات مختلفة - عرب وعجم وأتراك وأميركيين... نعم إن لهذه التهديدات تأثيراً كبيراً في معنويات المتلقين والمشاهدين من الأمم الاجنبية الأخرى. نحن في الأردن، ملكاً وحكومة وشعباً، نقف بين جرحين نازفين، الجرح العراقي شرقاً والجرح الفلسطيني غرباً ونعمل جهدنا لمداواتهما وشفائهما. لكن الجرح الذي يسببه السكين الاسرائيلي غائر، وآلات التدمير الاسرائيلية تهدم صباح مساء القرى والمساكن والمزارع وتقتل الأبرياء. الاحتلال الاسرائيلي الرهيب هو السبب الرئيس لسوء العلاقات بين المسلمين والعالم الخارجي الذي يؤيد الاحتلال الاسرائيلي بتحفظ أحياناً ومن دون تحفظ احياناً أخرى. إننا نأمل من العالم الخارجي ان يقف الى جانبنا ويقدر موقفنا. فنحن ضد الارهاب ودعاة سلام. عمان - هاني السعودي