ارتال من السيارات تحمل مجموعات من الشباب الذين لا هم لهم الا تقطيع الليل وتبديد الوقت والتنقل من مكان الى آخر. بعضهم في اوائل العقد الثاني من عمره وبعضهم الآخر تجاوز العقد الثالث. يتوزعون على الاماكن العامة والمقاهي. وفي الهزيع الاخير من الليل يتجهون الى المقاهي البعيدة من الاحياء السكنية لقضاء الوقت الاخير من السهرة. لسان حالهم يقول اين نذهب ومعظم الاماكن تقتصر على العائلات؟ لذلك فإن الشباب في الاجازة الصيفية يوزعون اوقاتهم على بعض الاماكن والدوران في الشوارع الرئيسية والتجمع في المقاهي. ويعلل اكثرهم ذلك بأنه هرب من الروتين القاتل ولملء اوقات الفراغ. وبحسب نايف القرني فان لقاءه مع احد اصدقائه في المقهى يبدأ في التاسعة ليلاً ويمتد غالباً حتى الثالثة بعد منتصف الليل. ويساعد "المعسل" على تقطيع الوقت وكذلك مشاهدة القنوات الفضائية. ويعترف نايف بأن السهر عادة مضر الا انه مضطر لذلك مجاراة لأصحابه. وليس لدى محمد العمر شكوى من الفراغ لا بل يعتبر انه "من الجميل ان نجد نحن الشباب اماكن نرتادها في مثل هذا المستوى الجيد والمنظم". ويوافقه طارق الحمد الرأي ويؤكد ان المجيء الى "الكافي شوب" اصبح موضة بين الشباب ومدعاة تفاخر بينهم". ويتذمر عماد عسيري ويقول ان "الرياض منطقة صحراوية فأين نذهب؟! لا كورنيش نذهب اليه فنضطر الى الدوران وارتياد الاماكن العامة للترفيه عن النفس والالتقاء بالاصدقاء وبعد منتصف الليل نذهب لممارسة عادتنا المفضلة في شرب الشيشة في المقاهي". ويضيف محمد المحيا أنه اعتاد لقاء أصدقائه في المقاهي منذ بداية الاجازة الصيفية للترفيه عن النفس وقضاء بعض الوقت خارج المنزل وشرب الشيشة والمعسل حتى ساعة متأخرة من الليل. ويطالب خالد الفاتح 18 سنة بأماكن مخصصة للشباب، "فالمطاعم والاسواق مخصصة للعائلات فقط ولا يوجد منفذ سوى الدوران والذهاب للكافي شوب او مقاهي الشيشة". وبحسب الاخصائي الاجتماعي نايف المبارك، فان "الشباب في مرحلة المراهقة يحاول تفريغ طاقاته في سلوكيات وتصرفات عدة لذلك يجب على الاسرة والمدرسة والمجتمع تفهم ظروف هذه المرحلة العمرية وغرس وتعزيز القيم الروحية والاخلاقية في نفوس الشباب". ويعزو المبارك ارتياد الشباب في هذا العمر للمقاهي والتسكع في الشوارع، الى "خلل في العلاقات داخل المنزل او وجود وضع غير مريح ومتأزم او مفعم بالمشكلات مما يجعل فئة من الشباب تخرج الى هذه الاماكن هرباً من واقع تعيشه".