يجد الشباب في العاصمة المقدسة أنفسهم أمام عبارة «للعائلات فقط»، والتي تسطع أمام مداخل المنتزهات، الأمر الذي يجعلهم يبحثون عن متنفس لهم، بعيدا عن أجواء المقاهي المكتومة برائحة دخان المعسل والشيشة، والتي لا تروق للكثيرين منهم، وإزاء ذلك، فإن هناك أعدادا كبيرة من شباب مكةالمكرمة يضطرون للسفر إلى جدة أو إلى شاطئ بحر الشعيبة أو «الخبوت» بعيدا عن المجمعات السكنية. وأجمع عدد من الشباب في العاصمة المقدسة على أن جميع المنتزهات مخصصة للعوائل، وأنهم لا يجدون أمكنة لقضاء أوقات فراغهم؛ لذا فإن بعضهم يجلس على الأرصفة بجوار منازلهم أو الذهاب إلى المقهى، وهو لا يناسب غير المدخنين؛ لأن التدخين السلبي الذي يعد أخطر من التدخين المباشر. «عكاظ» التقت عددا من الشباب في العاصمة المقدسة، فأوضحوا أن عدم وجود منتزهات وأماكن ترفيهية خاصة بهم يجعل البعض منهم يرتادون المقاهي، رغم أن بيئة هذه المواقع لا تناسبهم، ولكنهم يضطرون كما يقولون إلى الجلوس على المقهى. يقول عبدالله الزبيدي أن الشباب في مكةالمكرمة أمام خيارين، إما ارتياد المقاهي التي تعج بدخان الشيشة والمعسل أو الجلوس على الرصيف، فلا توجد حدائق أو أماكن تجمعهم. وأضاف أن الشباب لا يفضلون الجلوس لا في المقهى ولا على الرصيف، وإنما يبحثون عن أماكن ترفيهية يجدون فيها ما يلائمهم من عناصر ترفيهية مثل الألعاب الرياضية والوسائل التقنية الحديثة، موضحا أن المقاهي لا تلقى إقبالا إلا من المدخنين، ولكن غير المدخنين يرتادونها نظرا لغياب الأماكن الترفيهية الخاصة بالشباب. من جهته، قال صقر قريش الغامدي أن هناك طاقة شبابية تضيع على الأرصفة ولا تستقبلها غير المقاهي، ولذلك لعدم وجود أماكن ترفيهية للشباب في العاصمة المقدسة، وإزاء غياب الأماكن الترفيهية، فإن هناك شبابا كثيرين من مكةالمكرمة يضطرون للسفر إلى جدة أو شد الرحال إلى الشعيبة للترفيه عن أنفسهم أو الذهاب إلى الهدا، وهي الأماكن التي تكون في أولى قائمة مقصد شباب مكةالمكرمة، في حين أن الطلعات البرية «الخبت» هي خيار نادر ويستهوي البعض منهم، ولكن الرحلات البرية بحاجة إلى سيارات دفع رباعي وخيام وغيرها من المستلزمات التي ربما لا تتوفر لدى بعض الشباب، وإزاء عدم وجود أماكن ترفيهية، فإن الشباب يضرون إلى السهر على الأرصفة، وخاصة في الإجازات وعطل نهاية الأسبوع. وأوضح كل من ثامر محمد علي وعمار المجنوني أن في مكة أحياء كثيرة بدون أماكن ترفيهية أو متنزهات شبابية، وأن الشباب في حاجة إلى أماكن تجمعهم. واستطردا قائلين إن عدم وجود أماكن ترفيهية للشباب جعل الكثير منهم يرتادون المقاهي أو الدوران في الشوارع إما بالسيارة أو بالدراجة النارية، وهذا حاليا ما يحدث لدى الكثير من الشباب في العاصمة المقدسة.