زوّدت إسلام آباد السلطات الأميركية بما تعتبره معلومات محددة على درجة عالية من المصداقية، تشير إلى أن "القاعدة" تنظر في استخدام المروحيات السياحية لتنفيذ اعتداءات إرهابية على نيويورك، بحسب ما أكد مسؤولون أمنيون محليون. ونتيجة لذلك، ستشدد الإجراءات الأمنية المعتمدة مع المروحيات في المدينة ابتداء من هذا الأسبوع. ومن بين الإجراءات التي ينظر فيها، إخضاع مستخدمي هذه الوسيلة للإجراءات نفسها المتبعة مع المسافرين على متن الطائرات التجارية، من تصوير وأخذ بصمات، وفقاً لما أكد مصدر في وزارة الأمن الداخلي الأميركية. ولم يخطط بعد لتخصيص عمال يتولون إرشاد المروحيات ومتابعة هبوطها. غير أن الشركات التي تتولى تأجير المروحيات السياحية، أكدت أنها تتبع إجراءات تصوير ومراقبة خاصة، مؤكدة أنها لم تسمع من الحكومة الفيديرالية عن أي مخاوف تتعلق بالسلامة المدنية. أقراص مدمجة ومعلومات جديدة على صعيد آخر، قال مسؤول استخباراتي أميركي بارز إن السلطات البريطانية صادرت أكثر من ألف قرص كومبيوتر خلال اعتقالها الأسبوع الماضي 12 مشتبهاً في تعاونهم مع "القاعدة". وتخضع هذه المواد للتدقيق في محتواها من جانب الاستخبارات البريطانية والأميركية. وأضاف المصدر نفسه أنه يبدو أن الأقراص تلك تتضمن أدلة على مخططات إرهابية ضد الولاياتالمتحدة لم يعرف بأمرها من قبل. ونتيجة لذلك، تستعد الإدارة الأميركية لتمديد الإنذارات الإرهابية. ورفض المسؤول الذي اطلع على المعلومات تلك من السلطات الباكستانية والبريطانية، الكشف عن العمليات التي تضمنتها الأقراص المدمجة، باعتبار أن التدقيق في محتواها لم يكتمل بعد. ورفعت الإدارة الأميركية مستوى التحذير من اعتداءات إرهابية تستهدف البلاد، بعدما سلمتها باكستان معلومات عثرت عليها في جهاز كومبيوتر لمعتقل لديها، تبين من خلاله أن "القاعدة" كانت تخطط لاستهداف خمس مؤسسات مالية أميركية. وقال مسؤول استخباراتي أميركي ومستشارون أمنيون للرئيس جورج بوش إن التنظيم الإرهابي يخطط منذ ثلاث إلى أربع سنوات لتنفيذ اعتدائه خلال الانتخابات الأميركية المقررة هذا الخريف. ونشرت مجلة "تايم" مقالاً قالت فيه إن "القاعدة" قد تلجأ أيضاً إلى وضع متفجرات في سيارة ليموزين في نيوآرك باعتبار أن دخولها إلى موقف السيارات أكثر سهولة من دخول شاحنات أو سيارات نقل "فان". كما يتخوف من استخدام "القاعدة" السيارات والمروحيات والشاحنات، وصولاً إلى المتفجرات تحت الماء بواسطة خبراء في الغطس. شكري جمعة والهندي وتعتقد السلطات بأن أحد الرجال الذين درسوا مقر بورصة نيويورك هو عدنان شكري جمعة السعودي الأصل الذي لديه أقرباء في فلوريدا وأصدر مكتب التحقيقات الفيديرالي بحقه مذكرة جلب في 26 أيار مايو الماضي، في إطار البحث عن معلومات تتعلق بسبعة أشخاص يشتبه في علاقتهم بالإرهاب. ويرجح البعض أن شكري جمعة هو شريك "أبو عيسى الهندي" المعتقل في بريطانيا منذ أسبوع ويعتقد بأنه سافر إلى أميركا لمراقبة والمشاركة في مراقبة المؤسسات المالية الأميركية. ولم توجه الولاياتالمتحدة أي تهم لشكري جمعة، غير أن مسؤولين رسميين أكدوا بحث المحققين عنه بعد مدة قصيرة على وقوع اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، للاعتقاد بتلقيه دروساً في الطيران واتقانه اللغة الإنكليزية. وتقول "أف بي آي" إنه يحمل الجنسية الغويانية، ولكنه قد يحاول دخول أميركا بواسطة جواز سفر سعودي أو كندي أو ترينيدادي. وتحدث مسؤول في تطبيق القانون عن ترجيح زيارة شكري جمعة أخيراً للمكسيك وهندوراس، وإن لم تتأكد صحة هذه المعلومات. وفي لندن، ستركز السلطات البريطانية والأميركية في الأيام القليلة المقبلة على ما إذا كان يمكن في ظل القانون البريطاني تمديد اعتقال الرجال ال11 الذي اعتقلوا مع الهندي. مازن مختار كما جرى الحديث عن مازن مختار من برنسويك في نيو جيرسي والذي تجرى التحقيقات في أمره للاشتباه في تورطه مع بابار أحمد المتخصص في برمجة الكومبيوتر وأحد المعتقلين في لندن الأسبوع الماضي. وقال مكتب الادعاء الأميركي في كونيتيكت إن مختار أدار موقعاً على الإنترنت مماثلاً لموقع بابار أحمد ويهدف إلى جمع التبرعات للجماعات الإرهابية. غير أن مختار أكد من منزله الأحد: "لست مهتماً بالإدلاء بأي تصريح، على الأقل حتى أفهم ما يدور".