استجوب مسؤولون امنيون باكستانيون واميركيون أمس المغربي ياسر الجزيري، الذي يشتبه في انه احد قادة "القاعدة"، والذي اعتبرت عملية اعتقاله في مدينة لاهور شرق باكستان ليل أول من أمس، ضربة جديدة للتنظيم. وذكرت مصادر في الاستخبارات ان المشتبه فيه الذي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة نقل الى العاصمة إسلام آباد لاستجوابه. وأعلن وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد ان "عملية الاستجواب قد تستغرق يومين او ثلاثة" مضيفاً ان القرار في شأن تسليمه الى الولاياتالمتحدة سيتخذ لاحقاً. ويعتقد ان الجزيري متورط في عمليات الاتصال والايواء والتمويل والامداد ل"القاعدة"، إضافة الى انشطة الاعمال الخاصة بالتنظيم، ولكن ليس كمخطط عمليات او هجمات. وجاء اعتقاله بعد اسبوعين من القبض على خالد شيخ محمد في مدينة روالبندي الشمالية والذي يوصف بأنه الرجل الثالث في التنظيم ويشتبه في انه من بين العقول المدبرة لهجمات أيلول. كما جاء الاعتقال بعد يوم واحد من الغاء واشنطن العقوبات المفروضة على باكستان منذ انقلاب الجنرال برويز مشرف عام 1999 وهو ما يمهد الطريق لحصول إسلام آباد على ما يزيد على 250 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية. وأوضح رشيد ان عملية الاعتقال جاءت عقب معلومات تم جمعها من خالد الشيخ محمد. وقال مسؤول اميركي في واشنطن "ان اعتقاله مهم. انه قائد بارز في القاعدة". وأفاد مصدر في الاستخبارات ان الجزيري أبلغ للضباط الذين اعتقلوه انه تحدث الى زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن منذ خمسة شهور ونصف شهر من بلدة سبين بولداك الافغانية قرب الحدود الباكستانية مستخدماً معدات اتصال لا يتجاوز مداها 300 كيلومتر. واعتقل الجزيري مع افغاني شهرته جعفر من دون ابداء مقاومة في غارة على شقة من غرفة واحدة في احدى ضواحي لاهور. وذكرت مصادر استخباراتية ان خبراء محليين ما زالوا يحاولون فك شفرة الدخول الى جهازي كمبيوتر محمولين وبعض الاقراص المدمجة التي عثر عليها في منزله. وأفادت ان رجلاً ثالثاً وهو باكستاني قاتل في صفوف "القاعدة" في افغانستان اعتقل في غارة ثانية في المنطقة نفسها في وقت لاحق من ليل السبت. ولم تستبعد المصادر ان يكون مزيد من مسؤولي "القاعدة" البارزين مختبئين في مدن باكستانية. وبرز اسم الجزيري للمرة الاولى في باكستان عندما اعتقل المسؤولون الامنيون الطبيب الباكستاني احمد جواد خواجة وشقيقه في منزلهما في لاهور في 18 كانون الاول ديسمبر الماضي. وبعد نحو شهر على العملية، والتي قال شهود عيان انها أجريت بمساعدة رجال مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي أف بي آي، قال وزير الداخلية الباكستاني ان اسرة خواجة قدمت المأوى وساعدت أربعة مطلوبين من "القاعدة". ومن بين الاربعة، شخص تردد ان اسمه الجزايري ويقول المسؤولون انه الجزيري نفسه الذي اعتقل أول من امس. والاشخاص الآخرون على القائمة هم اسد الله وشيخ سعيد المصري، وقيل انهما مصريان، وابو فرج، وهو من شمال افريقيا وصف بأنه نائب لشيخ محمد. ووصفت وزارة الداخلية في كانون الثاني يناير الماضي الجزيري بأنه "مسؤول عن اعمال القاعدة"، وان المصري هو "المسؤول المالي"، وأن فرج هو المسؤول عن الشبكة الشمال افريقية ل"القاعدة". وليس على لائحة مكتب التحقيقات الفيديرالي التي تضم 22 من "الارهابيين اكثر المطلوبين"، اي من اسماء الاربعة. واعتقلت باكستان، التي تعد حليفاً محورياً للولايات المتحدة في الحملة لمكافحة الارهاب التي بدأت قبل 18 شهراً، نحو 450 شخصاً يشتبه في انتمائهم الى "القاعدة" سلمتهم الى السلطات الاميركية. ونقل معظم المعتقلين إلى معسكر غوانتانامو الاميركي في كوبا، حيث يخضعون لعمليات استجواب مكثفة.