تعيش الكرة البحرينية حالياً أفضل مراحلها بعد التطور اللافت الذي طرأ على منتخبها الذي قفز قفزة نوعية في التصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا وبات من المنتخبات المنافسة على مراكز متقدمة اقليما وقاريا. وستشكل النسخة الثالثة عشرة لكأس الامم الآسيوية في الصين اختبارا مهما للمنتخب البحريني لتأكيد تطوره وهذه المرة في البطولة التي يتأهل اليها للمرة الثانية في تاريخه فقط بعد عام 1984. وبدأت طفرة للكرة البحرينية منذ ما يقارب أربع سنوات وتحديدا في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 التي قدم خلالها المنتخب البحريني افضل عروضه وأقواها، فحجز بطاقته الى الدور الثاني بفوزه على نظيره الكويتي في المباراة الحاسمة من الدور الاول في الكويت 1-صفر ليتصدر مجموعته، ثم اكد علو كعبه في الدور الثاني بتعادله مع السعودية على ارض الاخيرة وايران في طهران في مرحلة الذهاب، ثم تألق بشكل لافت في الدور الثاني بفوزه المدوي على نظيره الايراني بنجومه الدوليين والمحترفين بثلاثة اهداف مقابل واحد في تشرين الاول اكتوبر 2001 في المنامة ونتج عن ذلك اقصاء ايران وتقديم خدمة كبيرة للسعودية التي تأهلت حينها الى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. ونجحت سياسة الاتحاد البحريني لكرة القدم في بناء منتخب قوي في المنطقة الخليجية رغم تواضع الدوري المحلي مقارنة بالدوري في السعودية والاماراتوقطر مثلا، اذ كثف جهوده ووضع خطة لتطوير الكرة البحرينية، فاستعان قبل سنوات بالمدرب الالماني وولفغانغ سيدكا الذي قاد المنتخب خلال تصفيات كأس العالم 2002 وبطولة كأس العرب ونجح في ايجاد اسلوب واضح للمنتخب، وخلفه الكرواتي يوريسيتش ستريتشكو الذي قاد المنتخب بكامل نجومه خلال منافسات "خليجي 16" والجولات الثلاث الاولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال المانيا 2006. من جهته، قال ستريتشكو: "اعتقد ان مجموعتنا ليست سيئة ويمكننا تحقيق نتائج جيدة وفرصتنا قائمة بالتأهل الى ربع النهائي". واضاف "اتوقع مباريات صعبة لجميع المنتخبات التي تلعب من اجل التأهل وستكون مواجهتنا قوية مع منتخب الصين في المباراة الاولى لأنه مرشح للمنافسة ويلعب على ارضه وبين جمهوره". وكشف "نعرف منتخب قطر جيدا وسبق ان لعبنا ضده، لكن المباريات بين الجيران تكون قوية ولا تعرف نتائجها، اما بالنسبة الى اندونيسيا فلا املك كثيرا من المعلومات عنها لكني سأحاول الحصول على ذلك في الفترة المقبلة". وختم "على اي حال، نحن جاهزون للنهائيات والمنافسة ستكون قوية في جميع المجموعات". إندونيسيا شهدت الكرة الاندونيسية تطورا ملحوظا في السنوات الاخيرة بدليل تأهل منتخبها الى نهائيات كأس الامم الآسيوية للمرة الثالثة على التوالي، لكن يبقى طموحه تخطي الدور الاول بعد ان فشل في ذلك في الامارات 1996 ولبنان 2000. وتمثل البطولة الآسيوية ميدانا جيدا للاعبين الاندونيسيين لاكتساب مزيد من الخبرة لأنهم سيواجهون لاعبين يتفوقون عليهم من ناحية الخبرة والاحتكاك والنتائج اذ تضم المجموعة الاولى التي يلعبون فيها منتخبات الصين صاحب الارض والبحرين وقطر. ومنتخبات المجموعة ليست غريبة تماما على اندونيسيا، فهي اعتادت على الوقوع الى جانب الصين كما في المرتين السابقتين، وسبق ان واجهت الكرة الخليجية عندما التقت مع الكويت في نهائيات لبنان، ومع الامارات عندما استضافت النهائيات. نتائج متواضعة عرفت اندونيسيا كرة القدم منذ فترة بعيدة وكانت اول دولة آسيوية تشارك في نهائيات كأس العالم تحت اسم جزر الهند الهولندية وذلك في مونديال فرنسا عام 1938، لكنها لم تكرر فعلتها باسمها الحالي في المونديال حتى يومنا هذا. ففي المسابقات الثماني لكأس العالم التي تلت مشاركتها عام 1938، لم تجتز اندونيسيا الدور الاول للتصفيات الآسيوية المؤهلة الى النهائيات الا مرة واحدة. وتفخر اندونيسيا بأنها بلغت الدور نصف النهائي في المشاركات الثلاث لها في مسابقة الكرة في دورات الالعاب الآسيوية. كما ان اندونيسيا سجلت نتائج لافتة في بعض البطولات في منطقة شرق آسيا وخصوصا في بطولة "تايغر كاب" التي انطلقت عام 1996 حيث تأهل منتخبها الى نصف النهائي قبل ان يخسر امام نظيره الماليزي 1-3، وفي البطولة الثانية عام 98 خسرت اندونيسيا في نصف النهائي ايضا لكن امام سنغافورة هذه المرة. وفي دورة العاب جنوب شرق آسيا في جاكرتا عام 97، وصلت اندونيسيا الى المباراة النهائية قبل ان تخسر امام تايلاند بركلات الترجيح 2-4 بعد تعادلها معها 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي. ويعود التطور السريع للكرة الاندونيسية في الفترة الاخيرة ودخولها الى الساحة الدولية بدرجة كبيرة الى برنامج "الكرة الذهبية" الذي بدأ العمل به عام 96 والذي يهدف الى جعل اندونيسيا ضمن المنتخبات الخمسين الاولى في العالم قبل عام 2002، لكن النتائج لم تتحقق بهذه السرعة لأن منتخب اندونيسيا يحتل المركز 95 في العالم حاليا. وجاء تأهل اندونيسيا الى نهائيات كأس آسيا المقبلة للمرة الثالثة على التوالي بعد حلولها في المركز الثاني للمجموعة الثالثة برصيد 10 نقاط خلف السعودية التي حصدت العلامة كاملة 18 نقطة. وفازت اندونيسيا على بوتان مرتين بنتيجة واحدة 2-صفر، ثم على اليمن 3-صفر وتعادلت معها 2-2، وخسرت امام السعودية مرتين صفر-5 وصفر-6.