لن يكون مقبولاً على بلد المليار نسمة أن يفوّت فرصة استضافته نهائيات كأس الأمم الآسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم من دون أن يترك منتخبه بصمة له بإحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه. وتطور مستوى منتخب الصين كثيراً في السنوات الأخيرة، وبات في عداد المنتخبات الكبيرة في القارة مع كوريا الجنوبية واليابان والسعودية وإيران، وحقق هدفا انتظره طويلا بتأهله إلى نهائيات كأس العالم في نسختها الماضية في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 لكن خبرته المتواضعة فيها لم تسمح له بالابتعاد كثيرا فخرج من الدور الأول. ويلعب منتخب الصين في النهائيات ضمن المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات البحرينوقطر وإندونيسيا، وسيكون أبرز المرشحين للتأهل إلى ربع النهائي والمنافسة على اللقب لاحقاً. ولعبت الصين في نهائيات كأس آسيا لأول مرة عام 1976 في إيران ضمن المجموعة الأولى وحلت فيها ثانية خلف الكويت بعد خسارتها أمامها وتعادلها مع ماليزيا 1-1. لكن بدايتها المتواضعة لم تسعفها في تخطي الدور نصف النهائي لأنها خرجت منه أمام أصحاب الأرض بخسارتها صفر-2، إلا أنها حلت ثالثة بفوزها على العراق 1-صفر. وفي المشاركة الثانية في الكويت عام 1980، خرجت الصين من الدور الأول بعد خسارتها أمام كوريا الشمالية 1-2، وسورية صفر-1، وفوزها على بنغلاديش 6-صفر، وتعادلها مع إيران 2-2. وبلغت الصين الذروة في نهائيات 1984 في سنغافورة حين حلت وصيفة" فتصدرت المجموعة الثانية في الدور الأول بفوزها على سنغافورة 2-صفر، والهند 3-صفر، والإمارات 5-صفر، وخسرت أمام إيران صفر-2. وفي نصف النهائي تفوقت على الكويت 1-صفر، ثم خسرت في النهائي أمام السعودية صفر-2. وفي الدورة التاسعة في قطر عام 1988، حلت الصين ثانية في المجموعة الثانية ضمن الدور الأول بعد فوزها على سورية 3-صفر، والبحرين 1-صفر، وتعادلها مع الكويت 2-2، وخسارتها أمام السعودية صفر-1. وفي نصف النهائي، خسرت أمام كوريا الجنوبية 1-2 في الوقت الإضافي بعد تعادلهما في الوقت الأصلي 1-1. ثم تعادلت مع إيران سلبا على المركز الثالث فحلت رابعة بعد إجراء القرعة. ولم تتمكن الصين في بطولة عام 96 في الإمارات من تخطي الدور ربع النهائي لأنها خرجت أمام منتخب السعودية حامل اللقب 3-4. وكانت الصين قد حلت ثانية في المجموعة الرابعة ضمن الدور الأول خلف اليابان بعد خسارتها أمام أوزبكستان صفر-2، واليابان صفر-1، وفوزها على سورية 3-صفر. وفي النهائيات في لبنان، كان أداء منتخب الصين جيدا في الدور الأول إذ تعادل مع كوريا الجنوبية 2-2 ثم فاز على إندونيسيا 4-صفر قبل أن يتعادل مع الكويت صفر-صفر لكنه ضمن مركزه في ربع النهائي حيث تخطى قطر بسهولة 3-1، وكان ندا عنيدا لنظيره الياباني في نصف النهائي وخسر أمامه بصعوبة 2-3 قبل أن يعود الأخير ويحرز اللقب، ثم خسر المارد الصيني أمام كوريا الجنوبية صفر-1 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. قطر يبحث المنتخب القطري لكرة القدم عن إنجاز آسيوي أول بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه لكنه لم يحقق نقلة نوعية في أدائه تمكنه من دخول دائرة الترشيحات بقوة للمنافسة على لقب بطل كأس الأمم الآسيوية الثالثة عشرة في الصين من 17 تموز يوليو الجاري حتى 7 آب أغسطس المقبل. ورفع المسؤولون شعارا منذ مدة بتأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006 وإحراز كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، لكن "العنابي" لم يحقق البداية المتوقعة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال، كما أنه عانى الأمرّين لحجز بطاقته إلى النهائيات الآسيوية في الصين. وكانت المرحلة الماضية غير مشجعة كثيراً بالنسبة إلى المنتخب القطري إثر خروجه من ربع نهائي كأس آسيا الأخيرة في لبنان عام 2000 بقيادة البوسني جمال حاجي، والاكتفاء بالدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، تلاها حلول المنتخب في المركز الثاني لكأس الخليج الخامسة عشرة في الرياض مطلع 2002 خلف السعودية. ويشارك المنتخب القطري في نهائيات كأس الأمم الآسيوية للمرة السادسة، ووقع في المجموعة الأولى. وواجهت المنتخب القطري مشكلة العقوبات التي فرضتها لجنة الانضباط بإيقاف دوليي السد الخمسة بعد الشغب الذي حصل في المباراة ضد القادسية الكويتي في دوري أبطال آسيا، لكن لجنة الاستئناف في الاتحاد القاري قررت السماح لهم بالمشاركة في كأس آسيا، إلا أن تروسييه لم يضعهم في حساباته في مرحلة الإعداد، خصوصا خلال معسكر ألمانيا الذي سبق انتقال المنتخب إلى الصين. وأوضح تروسييه أنه لا يخشى منتخب الصين صاحب الأرض والجمهور معتبرا أن الأخير سيلعب تحت الضغط، مشيرا إلى أن المباراة الأولى لمنتخب قطر مع إندونيسيا ستكون المحك الأساسي لمشواره في النهائيات إذ إن الفوز بها سيمنحه دفعة معنوية كبيرة للمواصلة. وتأهلت قطر إلى نهائيات الصين بعد حلولها في المركز الثاني للمجموعة الثانية خلف الكويت لكنها لم تضمن بطاقتها إلا في المرحلة قبل الأخيرة التي فازت فيها على سنغافورة. وانحصرت المنافسة على البطاقة الثانية إلى النهائيات بين قطروسنغافورة" لأن الكويت كانت حسمت المركز الأول في المجموعة، فانتفض "العنابي" في مباراتيه الأخيرتين وتغلب على سنغافورة بنتيجة واحدة 2-صفر ذهابا وإيابا ليرفع رصيده إلى 11 نقطة ويلحق بركب الكبار. لا تمتلك قطر رصيدا كبيرا في البطولة الآسيوية، فكانت مشاركتها الأولى في النسخة السادسة عام 1976، أي بعد 20 عاما على انطلاقها، لكنها لم تتأهل إلى النهائيات. وفي دورة 1980 التي أقيمت في الكويت، تأهلت قطر وخاضت 4 مباريات في النهائيات ففازت على الإمارات 2-1، وخسرت أمام كوريا الجنوبية صفر-2، وتعادلت مع ماليزيا 1-1، ثم خسرت أمام منتخب الدولة المنظمة صفر-4 وخرجت من الدور الأول. وتأهلت قطر للمرة الثانية على التوالي إلى النهائيات في الدورة الثامنة في سنغافورة عام 1984 ولعبت ضمن المجموعة الأولى، فتعادلت مع سورية 1-1، وخسرت أمام الكويت صفر-1، وتعادلت مع السعودية 1-1، وثأرت من كوريا الجنوبية بفوزها عليها 1-صفر، وخرجت أيضا من الدور الأول. واستضافت قطر الدورة التاسعة عام 1988، ولعبت ضمن المجموعة الأولى فخسرت أمام إيران صفر-2، وفازت على الإمارات 2-1، وخسرت أمام كوريا الجنوبية 2-3، ثم فازت على اليابان 3-صفر لتحتل المركز الثالث خلف كوريا وإيران اللتين تأهلتا إلى نصف النهائي. وتأهلت قطر للمرة الرابعة على التوالي إلى نهائيات البطولة العاشرة التي استضافتها اليابان عام 1992، ووقعت في المجموعة الثانية فتعادلت مع تايلاند 1-1، ومع السعودية 1-1، وخسرت أمام الصين 1-2، وحلت ثالثة خلف السعودية والصين اللتين تأهلتا إلى نصف النهائي. وفشل "العنابي" في التأهل إلى نهائيات الدورة الحادية عشرة التي استضافتها الإمارات عام 1996، تاركا بطاقة المجموعة لسورية، ثم عوض إخفاقه بتأهله إلى النسخة الثانية عشرة في لبنان عام 2000. وفي لبنان، وقع المنتخب القطري في مجموعة صعبة ضمت السعودية حاملة اللقب حينها واليابان المرشحة القوية للظفر به وأوزبكستان، وفي مباراته الأسهل سقط في فخ التعادل مع أوزبكستان 1-1، وخرج بنقطة أيضا بتعادل سلبي مع السعودية، ثم خطف تعادلا آخر من اليابان 1-1 وتأهل كأحد أفضل منتخبين احتلا المركز الثاني إلى الدور ربع النهائي لكنه سقط فيه أمام الصين 1-3 وودّع المنافسة.