يجري العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم جولة محادثات مع الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض في واشنطن في نطاق زيارة عمل بدأها أمس الى الولاياتالمتحدة. ويرافقه وفد يضم وزير الخارجية محمد بن عيسى والوزير المنتدب في الخارجية الطيب الفاسي الفهري والمستشار محمد معتصم وعضو الديوان الملكي رشدي الشرايبي. وقالت المصادر ان العاهل المغربي يحمل خطة لحل نزاع الصحراء تستند الى دعم "الحل السياسي" سيعرضها على الرئيس جورج بوش في سياق الامكانات المتاحة أمام قيام تفاهم بين المغرب والجزائر. وهي مستوحاة من مضمون الرد المغربي على اقتراحات الوسيط الدولي السابق في نزاع الصحراء جيمس بيكر. وتركز على اعتبار الحكم الذاتي حلاً نهائياً. وقال مسؤول مغربي ان ادارة الرئيس بوش أصبحت في "الصورة الحقيقية" لنزاع الصحراء بعد جولات الى المنطقة المغاربية قام بها مسؤولون أميركيون على رأسهم ويليام بيرينز مساعد وزير الخراجية. ويعول المغاربة على تفهم اميركي للطبعة الأولى في "الاتفاق الاطار" الذي كان وضعه جيمس بيكر واسند رعاية الحل السياسي الى كل من واشنطن وباريس، بينما دخل عنصر جديد في المعادلة يكمن في الدعم الاسباني لحوار الأطراف المعنية. ورأى مراقبون ان منح المغرب صفة حليف للولايات المتحدة من خارج دول الحلف الأطلسي لا ينسحب فقط على الافادة من العقود العسكرية والامتيازات الخاصة في زيادة حجم المساعدات العسكرية، وانما يهتم اساساً بضمان استقرار منطقة شمال افريقيا في مواجهة أي توتر أو انفلات، ما يعني من وجهة نظر المغاربة ان حل نزاع الصحراء يفسح في المجال أمام تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن شأنه تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر. الى ذلك اعلن الوزير بن عيسى ان بلاده تبذل جهوداً مضاعفة لاطلاق ما يزيد على 400 أسير مغربي ما زالوا محتجزين في تندوف جنوب غربي الجزائر. واستنكر امام مجلس النواب المغربي طريقة الاستخدام السياسي للاسرى المغاربة مؤكداً ان وضعهم يرتدي طابعاً انسانياً بالدرجة الاولى، وان "التسويق السياسي لقضايا انسانية عمل غير مقبول في المحافل الدولية والاقليمية". ودعا الى "تفادي الخلط بين الجوانب الانسانية والسياسية في قضية الصحراء". ورأى وزير الدولة عباس الفاسي ان ضم المغرب المحافظات الصحراوية "لا رجعة فيه". وقال في اجتماع حزبي مع قياديين في الحزب الجمهوري الديموقراطي في نواكشوط التي زارها على رأس وفد من "الاستقلال": "الحل النهائي للنزاع يكمن في نظام الجهوية الذي يمنح سكان المنطقة اختصاصات واسعة". على صعيد آخر رأى مراقبون في اعلان المغرب استعداده لتدريب عناصر في الامن والجيش العراقيين قبل يوم واحد من زيارة العاهل المغربي الى واشنطن استباقاً لاي طلب اميركي لارسال قوات مغربية الى العراق، وان كان كذلك لا يعني رفضاً مطلقاً وانما يستند الى اجراءات دعم الشرعية واستكمال السيادة.