قال الرئيس جورج بوش إن بلاده "تتفهم حساسية الشعب المغربي" ازاء تطورات قضية الصحراء. وكرر، في رسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، ان واشنطن "لا تسعى إلى فرض حل لهذا النزاع"، في اشارة إلى التزامها الابقاء على الملف في إطار نبذ النزاعات السياسية داخل مجلس الأمن. وسجل بوش "انشغالات الملك بخصوص التطورات الأخيرة للمسلسل الدولي المتعلق بقضية الصحراء"، وان الولاياتالمتحدة والمغرب "يتقاسمان الهدف نفسه، وهو ارساء سلام دائم وايجابي للشعب المغربي وشعوب شمال افريقيا". ونوه بالجهود التي يبذلها المغرب لتحسين العلاقات مع الجزائر و"العمل بطريقة تطبعها روح الابتكار مع الأممالمتحدة ومبعوثها إلى الصحراء جيمس بيكر والبلدان المجاورة للمغرب، من أجل ايجاد حل دائم لنزاع الصحراء". ودعا الرئيس الأميركي في رسالته كلاً من الجزائر والمغرب إلى "التحلي بروح الابتكار والمرونة من أجل التوصل إلى سلام دائم بين البلدين"، معرباً عن الأمل في أن يتمكنا من التعاون لوضع تدابير متينة لمعاودة الثقة "الكفيلة بإعطاء الأمل لشعبي البلدين والمساهمة في الجهود الهادفة إلى القضاء على الإرهاب في الصحراء ومنطقة الساحل". وجاءت رسالة الرئيس الأميركي رداً على رسالة كان بعث بها العاهل المغربي عبر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا ويليام بيرنز خلال زيارته المغرب ضمن جولة شملت الجزائر وتونس. وقال بوش إن بلاده "بصدد اتخاذ عدد من الاجراءات المهمة لتعزيز العلاقات مع المملكة، خصوصاً تلك الهادفة إلى تطوير التعاون الاقتصادي والعسكري، وفي مجال مكافحة الإرهاب والاعتراف بوضع المغرب بلداً حليفاً منذ أمد بعيد". إلى ذلك، عبر وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى عن أمله بأن تكون هناك متابعة دولية للمسؤولين عن تعذيب الأسرى المغاربة في "بوليساريو" في تندوف جنوب غربي الجزائر. وقال أمام مجلس النواب أول من أمس إن المسؤولية عن هذه الأعمال تقع على الجزائر "كون الأسرى معتقلين فوق الأراضي الجزائرية". وطالب بالاطلاق الفوري لمن تبقى من الأسرى الذين يبلغ عددهم نحو 600 معتقل. وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أعرب في رسالة تهنئة للملك محمد السادس لمناسبة عيد استقلال المغرب، انه "لن يدخر أي جهد لدعم المسيرة المغاربية وانجاز البناء المغاربي الذي يشكل بالنسبة الينا جميعاً الإطار الأمثل للتعاون والتكامل بين جميع شعوب المغرب العربي الكبير، ويعزز الأمن والاستقرار في منطقتنا، في ظل أوضاع دولية صعبة ومعقدة". وأضاف: "اننا واثقون من أن ما يحدونا من قناعة راسخة وارادة سياسية ثابتة، سيكون خير حافز لتجاوز الاشكاليات الظرفية لبلوغ أهدافنا المشتركة وتجسيد طموحات شعبينا في التضامن والتكامل والرقي".