نبه وزير الشؤون الإسلامية السعودي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الائمة والخطباء من استغلال خطبة الجمعة في الحديث عن الأمور السياسية والاقتصادية والطبية والصحافية والإيغال فيها، مشيراً إلى انها ليست من لوازمها وتفقدها الكثير من شرعيتها. ولفت آل الشيخ إلى أنه سمع في بعض المساجد خطباء يجتهدون في غير محل الاجتهاد فيدخلون في أمور طبية وتقارير صحافية لم يتفق عليها المختصون، مشدداً على أن خطبة الجمعة "ليست مكاناً لهذا حتى يأتي الخطيب بمواضيع اقتصادية أو شؤون سياسية كأنه خبير في السياسة التي هي من اصعب الأمور وأكثرها غموضا حتى لمن يشتغلون بها"، متسائلاً: "كيف يستغل الخطيب أمر الشرع للناس بالإنصات ويأتي بشيء من الاجتهادات الشخصية؟". واعتبر الوزير ان الخطيب "قد يحتاج في بعض الأحيان الى التعرض لبعض الامور المعاصرة لكن عليه أن لا يدخل في أمور تفصيلية أو يقلب الخطبة إلى نشرة أخبار أو تعليق على الانباء"، مؤكداً إن هذا الفعل "فيه ازدراء لمقام الخطبة ليصبح الناس كأنهم يستمعون الى إحدى القنوات الفضائية". وكان وزير الشؤون الإسلامية التقى خطباء وأئمة المساجد في جدة ليل أول من أمس، وحضهم على التخفيف بتقصير الخطب وإطالة الصلاة "إطالة نسبية" على سنة النبي محمد ص، وطالبهم بتدوين الخطبة والاستعداد لها بالتحضير على أن تكون قصيرة. وأوضح أن "من أهداف خطبة الجمعة اجتماع المسلمين لكن ان يخرج الناس من الخطبة وبعضهم في خلاف مع الآخر، فقد خالف الخطيب أصلاً شرعياً وهو قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، مشيراً إلى أنه "ربما يكون مقصده سليماً من حيث التنبيه الى امور غير جيدة او امور منكرة او ممارسات غير صحيحة لكنه يقع في مخالفة للسنة لأن الاصل الشرعي هو أن المسجد لجمع الناس لا لتفريقهم". وأفاد أن بعض الائمة والخطباء يقول: "انا لي اجتهاد في هذا الأمر.. ويقول أنا أرى أن الصواب كذا لا مانع أن ترى الصواب هذا مع نفسك، لكن حين تدخل المسجد ليس لك ان تجتهد بما يخالف اجتهاد مرجعك". وأضاف: "ان الناس يجمعون بالدين لتحصيل المنافع ودفع المفاسد، فإذا كان للإمام أو الخطيب اجتهاد يعمل به في نفسه وبيته لكن إذا كان إماماً او خطيباً في المسجد ليس له أن يعمل باجتهادات خاصة". وطالب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الخطباء والأئمة بمواجهة الانحراف وفتنة التكفير والتفجير، داعياً إلى المواجهة القوية والحاسمة والعمل سوياً يداً واحدة لمواجهة الأفكار الشاذة والفكر المتطرف. واجاب على سؤال لأحد الأئمة عمن يؤيدون "الفئة الضالة" فقال "ان بعضهم يؤيد أفكارهم، لكنه لا يعمل عملهم ولا يمكن أن يدخل في هذا. وبعض الائمة تكون خطبه عن الجهاد نارية منذ الحرب على أفغانستان حتى اليوم، وهو أصلاً لم يغادر البلاد ولم يذهب للجهاد، بل يغري الشباب بالذهاب، وهذا لا يصح ويجب أن لا نضحك على انفسنا في هذا الموضوع". وأضاف: "وبعض آخر يخطب في مواضيع لا يستوعبها أغلب المستمعين متحدثاً عن الجهاد والبطولات، وبينهم شباب صغار السن يتحمسون فيأخذهم آخرون لإدخالهم في مجموعات اخرى".