اكد وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على المسؤولية الشرعية والعظيمة المناطة بأئمة وخطباء المساجد والجوامع، والدعاة وطلبة العلم في مواجهة الافكار المنحرفة، وفتن التكفير والتفجير وازالة الشبهات، مشددا على وجوب ان يقتدي الامام والخطيب في الخطب والوعظ بالمنهج النبوي في توجيه الناس وتوعيتهم وارشادهم. واوضح ان المسلمين يحتاجون الى الارشاد في خطبة الجمعة او من امام المسجد او نحو ذلك فيما يجد من امور، اما امور عقدية او امور اجتماعية، او اخلاقية، لأن هذا من اغراض الخطبة الشرعية ان يؤتي بما ينفع الناس ويعالج قضاياهم وفق المنهج النبوي والأصول الشرعية. وشدد الوزير آل الشيخ في كلمة وجهها الى الائمة والخطباء، والدعاة وطلبة العلم بمنطقة حائل، خلال لقائه بهم في مقر مركز الامير سلطان الحضاري بحائل مؤخرا ان ازالة الشبهات مهمة جدا، ومن امثلتها ما حصل في السنة هذه من فتنة وزيغ الفئة الضالة المكفرة المفجرة، اهل التكفير والتفجير، وقال: قد يروج بعض الاشياء التي يقولونها يقولها بعضهم اما في مواقع الانترنت، قد تروج على بعض الجهلة لكن الواجب ان تزال هذه الشبة، وان يبين حكم الشرع وضوحا، منوها معاليه بما قام به الائمة والخطباء في هذه المنطقة بخصوصها وفي جميع مناطق المملكة بعمومها حيث قام الجميع بواجب كبير، واوضحوا كل على حسب ما اتاه الله جل وعلا لكن ايضا لا بد من مواصلة في هذه المسائل حتى لا تنبت نابتة جديدة. وحذر في ذات الوقت من ان يكون عندنا شبهات اخرى جديدة ونوابت جديدة تعتمد على الاهواء والشبهات، مكررا ان ازالة الشبهة والتحذير منها واجب عظيم جدا، والنبي صلى الله عليه وسلم بين ان الخوارج هم الذين تلاعبت بهم الاهواء، وان اهل الأهواء هم اهل الزيغ, والله جلا وعلا يقول: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة)، من يجد هذه الفتنة ويحذر منها هذا واجب الخطيب ولا يكفي مرة او مرتين لان الخطر من التأثر بوجودها اعظم، الشهوة عابرة تأتي وتزول، والانسان اذا ذكر بها استغفر واناب، والصلاة الى الصلاة مكفرة لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر لكن الشبهات تتأصل في النفوس وقد ينشأ عليها ناس ويعظم الخطب به. وشدد الشيخ صالح ال الشيخ على انه لابد من مواجهة الانحراف وفتنة التكفير والتفجير، وهذه الاهواء مواجهة قوية، وهذا دور الخطيب وامام المسجد وليس فقط المواجهة بالكلمة ايضا الامام عليه بالتعاون مع جماعة المسجد ان يضعوا ايديهم في ايد بعض بالتعاون على البر والتقوى في ان يلحظوا الناس، يلحظوا الجماعة هل منهم احد متأثر، هل منهم احد عنده شيء من الافكار، فلابد من الحماية وهذا اعظم نصيحة للمسلمين، خاصة في هذا الشأن العظيم الذي يترتب عليه انحراف في العقيدة والتكفير او ارتكاب موبقات عظيمة من القتل والافساد في الارض والمحاربة والحرابة. وقال: هذه مسائل تحتاج منا الى ان نكون معا، فامام المسجد يلحظ المسجد، وينظر ويعرف الجماعة، يعرف الشباب الذين فيه هل احد عنده تصرفات وينصح له ويبين له النصيحة التي تردعه، وينبه والده او قرابته، او نحو ذلك حتى يجتمع الجميع على كلمة سواء في صد هذه الفئات. وابرز ان المساجد عليها الدور الاعظم في المحافظة على السنة، المحافظة على العقيدة.. المحافظة على منهج السلف، منهج أهل السنة والجماعة في التحذير من فتن التكفير، والتفجير، والأهواء، والضلالات والغلو في الدين، واعلم ان الجميع يقومون بواجب كبير في هذا الصدد لكن لابد من المواصلة لان المرء لايدري ما الذي يأتي للناس خاصة بعض الفئات يذهبون للانترنت ويطالعون فيها شبهات ترسخ في أذهانهم فاذا كان هؤلاء لايحضرون دروسا لاهل العلم، ولايستشيرون اهل العلم فيما اشكل عليهم فكيف ستزول الشبهات عنهم؟، لن تزول الا بفضل الله جل وعلا اولا ثم بما يقوم به أئمة وخطباء المساجد والجوامع من الجهد في هذا الامر لانهم هم يصلون ويأتون للمساجد فلابد من الاهتمام بهذا الامر جدا وان يتعاون فيه الخطباء والائمة، وعلى طلبة العلم والدعاة والعلماء بعامة في كل مكان ان يراعوا الامانة، ومن الامانة التي على اهل العلم ان يبينوا والبيان في كل مقام بحسبه، بحسب المصلحة الشرعية فهنا لابد من المواصلة حتى لاتتكرر المشكلات، حتى لايتكرر البلاء الفئات الضالة، حتى لايتكرر المروق والخروج عن المنهج الحق. واكد على وجوب ان نكون يدا واحدة وقلبا واحدا في اداء واجبنا وامانتنا فالمسألة عظيمة والمساجد هذه بيوت الله والامام والخطيب له ولاية بالتفويض على هذه البيوت، بيوت الله فاذا لم يرعها بحسب ما جاءه ممن فوضه بذلك، وولاه عليها فان رعايته للامانة ينقص منها بمقدار نقصه في ذلك، المسألة تحتاج الى مراجعة للنفس شرعية والحذر من المخالفة لما امر الله جل وعلا به في ذلك. وتوقف عند بعض الاجتهادات الفردية، وقال: ان البعض يقول عندي اجتهادات انا ارى ان الصحيح كذا والصحيح كذا، نقول نعم. لا حجر على اجتهادك فيما يخصك، لكن الاجتهاد في المساجد، الاجتهاد في الخطب هذا ليس لك، تلقى على اولادك تلقى على اسرتك هذا اجتهد لان الولاية لك وانت محاسب امام الله جلا وعلا لكن ماهو متعلق بالمسجد فليس لك ان تجتهد بما يخالف ما عليه اهل العلم، يخالف ما عليه المرجع، او ما عليه الوزارة ما تبلغ به لانه حينئذ تكون انت قد جعلت لك ولاية تامة وهذا لا قائل به، اجتهاد المرء في نفسه فيما ينويه هذا لا يلاحق الناس باجتهاداتهم الا اذا تعدى ضررها، لكن فيما يتعلق بالمساجد لا ليس له ان يجتهد لابد ان يتقيد بما يأتيه من اوامر لان هذا هو الواجب عليه شرعا، والاجتهاد الخاص كما هو معلوم لايقضي على الاجتهاد العام لأن الاجتهاد العام هذا لاهله، والاجتهاد الخاص اقل رتبة منه. وكان الوزير الشيخ صالح ال الشيخ قد بدأ كلمته التوجيهية الى الائمة وخطباء المساجد الجوامع والدعاة وطلبة العلم قائلا: ان وظيفة المسجد ليست وظيفة سهلة، وعمل المسجد عمل في الشرع عظيم انما يقوم به من هو مستحق له شرعا، ولذلك نستحضر ان نبينا صلى الله عليه وسلم مع انشغاله بأمور الناس، وعظم شأن الوحي المنزل عليه فهو النبي الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الامام، الامام الاعظم، ولي الامر، وهو القاضي، وهو المفتي، وهو المعلم، والمرشد، وكذلك كان إماما للصلاة وخطيبا في مسجده عليه الصلاة والسلام والخلفاء من بعده تولوا هذه المسؤولية.. مسؤولية امامة المسجد وخطبة الجمعة، وذلك لعظم شأنها شرعا من جهة امتثال امر الله جل وعلا في ذلك، ومن جهة اثرها في التوجيه، توجيه الناس، وما ينبغي عليهم في ذلك، كما ظهر لكم ان النبي صلى الله عليه وسلم تولاها والخلفاء الراشدين تولوا ذلك. وخلص الى القول: ان ائمة وخطباء المساجد هم نواب في اداء هذه العبادة العظيمة، وممتثلون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العبادة العظيمة، فليس الشأن فيها أنها وظيفة تؤخذ عليها مكافأة او رسم من بيت المال، وانما الشأن في انها امانة عظيمة يجب ان تراعى فيها الامانة كونها امانة من عدة جهات، الجهة الاولى انها امانة لانها متعلقة باعظم اركان الاسلام العملية، واعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين الا وهي الصلاة، وهذا يجعل الامام والخطيب مؤتمنا على اعظم اركان الاسلام العملية.. فالشأن من هذه الجهة عظيم، اما الجهة الثانية في عظم شأن الامانة في الصلاة، ان الامام والخطيب يتذكر ان الذي قام بهذه المهمة هو نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن في زمنه عليه الصلاة والسلام ولا في زمن ابي بكر، ولا في زمن عمر، ولا في زمن عثمان، ولا في زمن علي في المدينة من يخطب الناس يوم الجمعة، ويؤمهم للجمعة الا النبي صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء من بعده، اما مساجد الصلوات والفروض فهذه كثيرة، فاذا المسألة امانة، لأنك (الامام) تعلم ان من ترث في هذه الوظيفة الشرعية، المسألة عظيمة عند من يعظم في قلوبهم توقير الله عز وجل والخوف منه، ومراقبة الرب جل جلاله في هذه الامانة. وواصل القول: والجهة الثالثة من كونها امانة، ان ولاية المسجد يليها الامام في مساجد الفروض، ويليها الخطيب في الجمعة نيابة عن من له الامر في ذلك، فهو، الامام الخطيب، يقوم في الحقيقة باداء امانة اوكلت اليه من ولي الامر او من الجهة المسؤولة، فاذا علم ذلك يقينا لن تبرأ ذمته الا بان يتصرف فيها تصرف النائب عمن انابه، او من ولاه هذه الولاية في المسجد، تصرف الامين الذي يراقب الله جل وعلا ثم يراقب الامانة ومن وكله تلك الامانة، وقال: ان هذا يجعل المسألة عظيمة في ان الامام والخطيب ليست مسألة اجتهادات فردية، يقول: (انا أرى كذا ويصلح كذا) وما يأتيه من تعليمات لايراها، لاتبرأ ذمته ولا يكون مؤديا للامانة بان يجعل اجتهاده الذي قد يكون معذورا فيه، لكن لايجعل اجتهاده مقدما على ما رآه ولي الامر، او الجهة التي اوكلت اليه هذه الجهة، لأنه ولايته بالتفويض، وولاية التفويض لابد ان يلتزم فيها المولى بما فوض فيه باجماع اهل العلم، وهذا يعني ان المسألة كبيرة. واكد الوزير ال الشيخ ان واجب الخطيب في المسجد ان يكون مقتديا بالسنة في خطبه، وطلاب العلم يراجعون ويبحثون في خطب النبي صلى الله عليه وسلم، وخطب الخلفاء، وهذه موجودة محفوظة في كتب الحديث في كتب السنة، في كتب اهل العلم، محفوظ شيء كثير منها، مشددا على ان الاساس في خطبة الجمعة - كما ذكر المحققون من اهل العلم الذين درسوا تلك الخطب, انها معتمدة على اربعة امور: الامر الاول تمجيد الله, والثناء عليه بما يستحقه سبحانه وتعالى من نعوت الجلال واسماء الجمال, وماله سبحانه من حق الربوبية والالوهية, وهذا هو توحيده - سبحانه وتعالى -. وقال: الخطبة لاعلان الثناء على الله - جل وعلا - ولاعلان توحيده, وتكرار ذلك, ولهذا كان من شروط صحة كل خطبة, أو من الاركان عند كثير من اهل العلم ان تكون مشتملة على الشهادتين, كما ثبت في المسند وفي غيره انه - عليه الصلاة والسلام - قال: كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجزماء - يعني مكروهة منبوذة - ينفر منها من له طبع سليم, فيعظم الخطيب في خطبته الرب - جل وعلا -.. ويلين القلوب بالمحبة لله - جل وعلا -.. وبالثناء عليه وتعظيمه, واذا كان هو يعيش ذلك فان الناس سيعيشون معه ذلك, لكنه اذا كان خاوي الوفاض من هذا الامر فان الاثر سيكون اقل. وبين ان الامر الثاني من أسس الخطبة في السنة ان الخطبة فيها الموعظة.. خطب النبي صلى الله عليه وسلم فيها الموعظة بالتذكير بما في الدار الاخرة, والتذكير بهوان الدنيا, والتذكير بالاقبال على الله, والموعظة, والترغيب, والترهيب, واكثر خطب النبي صلى الله عليه وسلم مشتملة على هذا الامر, ذلك لان الغرض من الخطبة ان يكون فيها تذكير الناس بالاخرة. وارى ان كثيرين اليوم تركوا الوعظ, فلذلك قست القلوب, لان كثيرين من الخطباء, الوعظ الذي يرقق القلوب, ويذكر بالآخرة قل او صار فيه ضعف, وبالتالي اثر الناس فيه ضعف, وقال: الكثير يخاطب العقول, يخاطب الحماسات, يخاطب الشعور, لكن لايخاطب القلوب والصدور بالمواعظ التي ترد, ننظرا إلى عدد, ونسمع عددا من الخطب الكثير ثم الكثير, نجد ان الوعظ قليل فيها, وخطب النبي صلى الله عليه وسلم مشتملة على الوعظ فلذلك ان تكون الخطب فيها كل مايعل للخطيب ويكون مقصرا في هذا الباب, فانه قد فاته نصيبه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. واوضح ان الاصل الثالث ان الخطب فيها دعوة الناس الى التوبة, والاستغفار, وتقوى الله - عز وجل - لذلك نجد ان خطب النبي صلى الله عليه وسلم مشتملة على الوصية بالتقوى, اما ان يقرأ, (يا أيها الناس اتقوا ربكم), (يا أيها الذين آمنوا اتقو الله وقولوا قولا سديدا), واما ان يوصي بالتقوى مباشرة (أيها الناس اتقوا الله), مؤكدا معاليه ان تعظيم التقوى, تعظيم الامر والنهي, وامر الناس بالتوبة والانابة الى الله هذا زبدة الرسالات.. الرسل اجمعت على امر الناس بالاستغفار والانابة, قال تعالى: (الر, كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشيرو ان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه), وقال: هذا اصل عظيم, طلب التوبة بين الناس, لان اصلاح الناس كيف يكون, بان تطلب منهم ان ينيبوا الى ربهم, ان يتقوه, كل واحد في مجاله, فما اعظم الوصية بالتقوى, والوصية بالتوبة والاستغفار.