أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز امس ان الهجوم الاسرائيلي على بيت حانون في قطاع غزة سيتواصل "طالما اقتضت الضرورة ذلك" وحتى تنجح قوات الجيش في وضع حد لإطلاق صواريخ "القسام" على البلدات الاسرائيلية المتاخمة. وقال في جلسة الحكومة الاسبوعية امس ان قيادة الجيش تجري يومياً تقويمات للأوضاع وتبحث عن شتى الوسائل لمنع اطلاق الصواريخ، مضيفاً ان الجيش الاسرائيلي أحبط الشهر الماضي 23 محاولة فلسطينية لتنفيذ "عمليات فدائية". من جهته حذر رئيس جهاز الأمن العام شاباك آفي ديختر من استفحال التطرف في أوساط اليمين الاسرائيلي المتشدد والمستوطنين على خلفية خطة "فك الارتباط". وكشف عن تعرض ضابط كبير الى الضرب المبرح من مستوطنين لمشاركته في هدم كنيس في احدى المستوطنات أقيم من دون استئذان سلطات الاحتلال. وقال وزير العدل يوسف لبيد ان قادة المستوطنين يسمحون لأنفسهم بقول ما يشاؤون وهم يرون ان الشرطة تغض الطرف عنهم. وتقوف تحديداً عند مدير مكتب رئيس الحكومة السابق اوري اليتسور الذي دعا المستوطنين الى مقاومة اجلائهم بالقوة حتى وان أدت الى اصابة الجنود بجروح. وقال لبيد ان عدم محاسبة اليتسور على دعوته، فضلاً عن دعوات حاخامات الى قتل رئيس الحكومة لا تلقى رداً من الشرطة والمستشار القضائي للحكومة يعطي الضوء الأخضر لأقطاب اليمين المتطرف لمواصلة التحريض والتصرف على هواهم. الى ذلك، كتبت صحيفة "معاريف" عن خلاف في الرأي في أوساط قادة الجيش من مسألة الانسحاب من الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف ب"محور فيلادلفي"، وقالت ان من غير المستبعد ان يتقرر في نهاية المطاف اخلاؤه، خصوصاً اذا تبين ان بالإمكان ضمان الأمن فيه عبر التعاون بين الفلسطينيين والمصريين. وتابعت الصحيفة انه مقابل رفض جهاز الأمن العام شاباك فكرة اخلاء الممر الحدودي الذي يرى قادة الجهاز ان الفلسطينيين سيستغلونه لمواصلة تهريب الاسلحة من مصر الى قطاع غزة، فإن ثمة من "يدعو في قيادة الجيش الى الانسحاب التام من القطاع في حال "أقنع" المصريون بأنهم جديون في نياتهم بسط نفوذهم في الممر ومنع التهريب. وزادت ان رئيس الحكومة ارييل شارون يؤيد مبدئياً الانسحاب من "فيلادلفي" لكنه قرر "في المرحلة الحالية" قبول رأي الاجهزة الأمنية بالبقاء فيه. وتنقل "معاريف" عن مصدر سياسي كبير قوله ان الانسحاب من الممر ايضاً سيمكن اسرائيل من الاعلان عن انهاء الاحتلال لقطاع غزة وتعفي نفسها من المسؤولية عن مصير سكانه فتحقق بذلك نقاطاً كثيرة في الرأي العام العالمي "بينما البقاء فيه قد يكلف الجيش خسائر في الأرواح سيعقبها ضغط شعبي للانسحاب، وعليه فالأجدر بنا ان يتم الانسحاب دفعة واحدة". من جهته، قال زعيم حزب العمل المعارض شمعون بيريز ان تحقيق السلام مع الفلسطينيين أمر ممكن وان هذا متعلق باسرائيل "والكرة اليوم في الملعب الاسرائيلي اكثر مما هي في الجانب الفلسطيني"، مشيراً الى ان "هناك شركاء فلسطينيين يمكن التوصل معهم الى حلول ترضي الطرفين، مثل أبو مازن وأبو علاء". وتوقع مستشار الأمن الفلسطيني العميد جبريل الرجوب وصول مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان الى المنطقة "في كل وقت" لمواصلة الحوار من اجل الاتفاق على رؤية مشتركة لما بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة ومنطقة جنين. وأضاف في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية الناطقة بالعربية ان السلطة الفلسطينية تلقت تطمينات من مصر وجهات اقليمية ودولية الى ان اقامة الدولة الفلسطينية، هي مصلحة لتحقيق الاستقرار في المنطقة ومدخل لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. وتابع ان السلطة الفلسطينية تواصل الحوار مع الأطياف الفلسطينية المختلفة لبلورة رؤية مشتركة لليوم التالي للانسحاب، داعياً الى وجوب التنسيق الاسرائيلي - الفلسطيني في شأن هذا الانسحاب "لتمكين السلطة من الايفاء بالاستحقاقات المطلوبة منها". وزاد ان قدرة السلطة على الفعل مشلولة الآن بفعل الاجتياحات والاغتيالات التي تنفذها سلطات الاحتلال، مؤكداً استحالة استقرار الأمن مع بقاء الاحتلال. دحلان يلتقي اسرائيليين في سياق متصل كشفت صحيفة "معاريف" عن لقاءات تمت أخيراً في اسبانيا وبريطانيا بين شخصيات اسرائيلية وفلسطينية بمشاركة جهات دولية رسمية لبحث "ترتيبات اليوم التالي للانسحاب". وذكرت انه ضمن الشخصيات الاسرائيلية وزير الخارجية السابق شلومو بن عامي العمل والنائبان العماليان ماتان فلنائي وأومير بينيس ومسؤولون أمنيون سابقون. واضافت ان الوزير الفلسطيني السابق محمد دحلان ترأس الوفد الفلسطيني الى هذه المحادثات. وطبقاً للصحيفة فإن ثلاثة لقاءات تمت حتى اليوم في مدينة توليدو الاسبانية ولندن بحضور ممثلين عن حكومتي كنداواسبانيا وان النقاش دار اساساً حول اقامة ادارة فلسطينية جديدة في القطاع "أشبه بحكومة" تضع خطة واضحة، للفترة التي ستلي الانسحاب الاسرائيلي.