فيما تستمر المواقف الرافضة كما المؤيدة لتعديل الدستور يواصل المرشحون لرئاسة الجمهورية اللبنانية جولاتهم على القيادات الرسمية والدينية لوضعهم في صورة ترشحهم لهذا المنصب. وتمنى وزير الإعلام ميشال سماحة بعد لقائه متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة على الذين يبحثون في موضوع الاستحقاق "أن يسألوا أنفسهم: هل الاستحقاق هو فقط أن نعدل الدستور أو لا نعدله؟ ألا توجد مواضيع يفترض أن تأخذ بآراء الناس ويتم التواصل حولها مثل السياسة المالية والسياسية والاقتصادية؟ وما هي سياستنا الصحية والمالية والسياسية التي يجب ان نتحملها جميعاً ويكون الاستحقاق موعداً لإعادة فحص الضمير حولها؟". وقال وزير الصناعة الياس سكاف باسم "الكتلة الشعبية" التي يترأسها: "اذا كانت مصلحة الشعب والوطن هي في تعديل الدستور فنحن مع التعديل. أما اذا كانت ضد التعديل، فنحن مع مصلحة الشعب والوطن". وقال النائب مخايل الضاهر بعد لقائه رئيس الحكومة رفيق الحريري انه أبلغه بترشحه لرئاسة الجمهورية، "وطلبت تأييده اذا كان يجد ذلك مناسباً واني ألبي أفكاره وهناك انسجام بيني وبينه". ووصف الضاهر اعلان الترشيحات بكثافة ب"الظاهرة الديموقراطية"، مؤكداً انه لن يوافق على تعديل الدستور لغايات شخصية. وعن حظوظه بالفوز قال: "هناك دولة مؤثرة اقليمياً ستستشير القوى والفاعليات اللبنانية والنواب اللبنانيين، وسيأخذون برأيهم ويستخرجون رأيهم ويرون كيف يمكن لهذه الأفكار أن تتجمع حول المرشحين الأوفر حظاً، وهذا نتركه للأيام المقبلة لنرى من الذي يكون الأوفر حظاً". وقال رداً على سؤال ان رئيس الجمهورية اميل لحود "لم يطلب شيئاً حتى الآن وقال لي ذلك وأتمنى على الرئيس لحود الذي حلف على صون الدستور واحترامه ان يخرج بالكبر الذي هو عليه ولا يقبل تعديل الدستور للتمديد أو للتجديد حتى لو طلب ذلك منه فليرفض، وهذا هو رأيي لو كنت مكانه". مشيراً الى ان على رئيس الجمهورية ان يضع نصب عينيه خدمة بلده من دون اي غاية شخصية ولا يضيّع وقته بإرضاء النواب ليعدّلوا له الدستور ويعملوا لمصلحته وهذا لا يجوز. ووصف الكلام عن تأثير الأوضاع الإقليمية والدولية على الانتخابات ب"الفزّاعة". وأسف النائب مصباح الأحدب بعد لقائه الرئيس الحريري "لاستعمال المواطنين والمؤسسات كالبلديات والمخاتير لأغراض مرتبطة بالاستحقاق مباشرة". وتمنى "ألا يكون هناك اختطاف للمواطنين لأغراض استحقاقات مقبلة، وان تمر الاستحقاقات كما هو مفروض بتطبيق الدستور"، داعياً الى "إعادة بناء مؤسسات الدولة، لأنها أصبحت على مشارف الانهيار". ودعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى "جعل الاستحقاق الرئاسي قاعدة لانطلاقة جديدة في النهج والاداء والممارسة"، داعياً الى "العمل على تفويت الفرصة على أصحاب المشاريع والاطماع لنتجاوز هذه المرحلة الدقيقة ولنعبر الى مرحلة الاستحقاق الرئاسي عبوراً صحيحاً ومتناغماً مع خيارات الوطن والناس، وهذا الأمر أكدت عليه سورية وهي داعمة له". وأعلن "حزب الوطنيين الأحرار" في بيان عقب اجتماعه برئاسة رئيسه دوري شمعون أمس "رفضه مجرد فكرة تعديل الدستور لهدف شخصي"، مذكراً "جوقة التمديديين بالواقع المزري الذي يتعمدون اغفاله". وسأل: "هل يود هؤلاء رؤية المزيد من اللبنانيين يغادرون الوطن نهائياً باصرارهم على المحافظة على مواقعهم وكراسيهم ومصالحهم والتمديد لأسباب الهجرة؟". وقال السفير الأميركي في لبنان فنسنت باتل بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير: "استمعت الى رأي غبطته حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وهو رأي نحترمه ونقدره". وأضاف: "كانت مناسبة أيضاً استمعت فيها الى رأي غبطته حول الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان. كذلك بحثنا في عدد السياح الذين يأتون الى لبنان في هذا الصيف وهذا مؤشر جيد". وناشدت حركة "أمل" "العمل على وعي دقة المرحلة وادراك ما يترتب على مواجهتها من مسؤوليات تتركز في الدرجة الأولى على ضرورة تحصين الوطن بالخطاب السياسي المسؤول بعيداً من محاولات التشويش والاساءة الى سمعة وصدقية الخط الوطني ورموزه".