احتل الاستحقاق الرئاسي حيزاً من النقاشات التي دارت بين المدعوين الى مأدبة الغداء التكريمية اللافتة التي أقامها ظهر أمس الرئيس عمر كرامي المعارض للحكومة على شرف رئيس الحكومة رفيق الحريري. وتركزت في شكل أساسي على تعديل المادة 49 من الدستور اللبناني مما يتيح لرئيس الجمهورية اميل لحود التجديد لولاية ثانية. وعلمت "الحياة" ان كرامي كان مستمعاً لعدد من المدعوين الذين أبدوا رأيهم في انتخابات الرئاسة، ولم يتدخل الا قليلاً بخلاف الحريري الذي سأل عن المادة التي يجب ان توضع في الدستور لمنع أي رئيس جمهورية في المستقبل من التفكير في التجديد الذي يؤدي الحديث عنه في كل مرة الى ادخال البلد في أزمة. واقترح الحريري ضرورة ان يحظى أي تعديل للمواد الأساسية في الدستور ومنها المادة 49 بإجماع أعضاء الحكومة والمجلس النيابي، لكن معظم الحضور أجمع على ان ربط التعديلات الدستورية بحصول إجماع يتعارض مع الديموقراطية ويلغي دور الغالبية، إضافة الى ان شرط الاجماع حتى لو أقرّ سيخضع لاحقاً الى التعديل من المجلس النيابي الجديد. واقترح وزير المال فؤاد السنيورة اشتراط اجراء استفتاء شعبي شرطاً لتعديل المادة 49، الا ان النائب بطرس حرب عارضه في الرأي لأن الاستفتاء يجرى عادة في الدول ذات النظام الرئاسي ولا يمكن تطبيقه على الدول التي تعمل بالنظام البرلماني الديموقراطي. أما النائب باسم يموت فاقترح ألا يتم تعديل المادة 49 الا في أول جلسة تعقدها الهيئة العامة في المجلس النيابي بعد انتخاب رئيس جديد للبنان. وكان لافتاً ان النقاش دار في هدوء خالٍ من الحدة ولم يتناول الرئيس اميل لحود. وجاء الغداء في ظل اتصالات جرت خلال الساعات القليلة الماضية، شارك فيها مسؤولون سوريون وسياسيون لبنانيون، انتهت الى توافق على تهدئة الحملات المتبادلة، بعد تصريحات الحريري عن نيته عدم العودة الى رئاسة الحكومة وردّ رئيس الجمهورية اميل لحود وبعض النواب عليه. وشارك في الغداء اضافة الى الحريري رئيسا الحكومة السابقان أمين الحافظ ورشيد الصلح والوزراء بهيج طبارة ومروان حمادة وفؤاد السنيورة وعدد من النواب الحاليين والسابقين ومفتي الجمهورية محمد رشيد قباني. وبعد اللقاء قال الحريري ان الحملة عليه مستمرة منذ 12 سنة "ولا جديد فيها"، موضحاً انها ليست السبب في نيته ترك رئاسة الحكومة "بل بالعكس فان ما قلته واضح ولا اريد تكراره وليس لدي من جديد اضيفه". وكان الحريري قال انه لن يقبل بأي ضمانات بعد اليوم للبقاء في منصبه "وأنا وحدي اقدر ما اذا كان هناك امكان للتعاون مع رئيس الجمهورية اميل لحود". ونفى ان يكون اللقاء تطرق الى الاستحقاق الرئاسي، قائلاً: "لم نتطرق اليه في شكل جدي". وتعليقاً على سؤال عن دعوة لحود عبر زواره بعض الاقطاب الى النظر في نتائج الانتخابات البلدية، سأل الحريري: "هل من الضروري الرد على هذا الكلام؟". وعن توتر الوضع في الجنوب قال: "ان اسرائيل لم تتوقف عن الاستفزازات منذ تأسيسها في عام 1948 وبالتالي فان العدوان الاسرائيلي على لبنان مستمر طالما ان اسرائيل وحكومتها تحمل هذه العقلية". وأبدى كرامي حرصه على "أن تجتمع في هذه الأيام الصعبة كل الطاقات من أجل خدمة هذا الوطن"، نافياً ان "يكون موضوع التمديد او التجديد مدار بحث على الاطلاق". وأوضح ان "البحث تطرق الى كل الامور لكن لم يكن هناك اتفاق على شيء او التخطيط لشيء ما، لقد تشاورنا وتحادثنا وطالما لم يكن رائدنا الحرتقات السياسية والمصالح الشخصية فنتمنى ان تتوسع مثل هذه اللقاءات من أجل مصلحة الوطن". وقال كرامي: "قطعاً لدابر الاشاعات والتحليلات الخاطئة فأنا عضو في جبهة وطنية سألتزم ما تقرره في موضوع الاستحقاق الرئاسي، علماً ان الجبهة لا تزال متريثة ونحن ندرس كل الاحتمالات ولدينا عضوان في الجبهة اعلنا ترشحهما". وسئل: هل انت مع اجراء انتخابات الرئاسة؟ أجاب: "طبعاً". لكنه جدد قوله ان "حظوظ التمديد 90 في المئة".