وجه وزير الخارجية الأميركي كولن باول من بغداد تحذيراً إلى إيران من محاولات "كسب نفوذ" في جنوبالعراق، مذكّراً بأن "دماء كثيرة أريقت بين الشعبين على مر السنين". وأشاد بتأجيل المؤتمر الوطني العراقي، في حين فاجأ الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره أمس، ووصفهم بأنهم "جهلة"، مهدداً بالتخلي عنهم! في الوقت ذاته، أعلنت شرطة الحدود العراقية توقيف حوالى ستين أفغانياً "تسللوا من إيران عبر جنوبالبصرة"، لكنها اعترفت بأنهم ليسوا مسلحين. تزامن ذلك مع ضبط السلطات التركية مئة كيلوغرام من المتفجرات البلاستيكية، في شاحنة حاولت عبور الحدود من العراق. وأفادت "وكالة الأناضول" أن فرقة خاصة في الشرطة التركية فتشت الشاحنة بناء على معلومات، وعثرت على متفجرات "سي 4" و20 صاعقاً وأكثر من 10 آلاف رصاصة. واعتقلت السلطات السائق الذي كان يحاول اجتياز الحدود عند مركز الخابور. وعاد باول إلى الكويت أمس، بعد زيارة مفاجئة لبغداد، التقى خلالها الرئيس غازي الياور، وأعضاء في الحكومة الانتقالية، في وقت اعترف الجيش الأميركي باشتباكات عنيفة في الفلوجة وتدخل الطيران، ما اوقع 13 قتيلاً عراقياً. راجع ص2 و3 و4 وأعرب وزير الخارجية الاميركي عن "عدم ارتياح" بلاده الى محاولات ايران "كسب نفوذ" في جنوبالعراق، في حين اعترف الياور بأن قرار إرجاء المؤتمر الوطني اتخذ بناء على "إلحاح" الأممالمتحدة. وزاد باول في مؤتمر صحافي مع الياور في بغداد: "يمكن ايران أن تلعب دوراً مساعداً في العراق، لكننا نشعر بعدم الارتياح إلى بعض اجراءاتها في الجنوب، والنفوذ الذي تحاول كسبه هناك". وأعرب عن أمله ب"أن تدرك السلطات الايرانية أن عراقاً مستقراً يصب في مصلحتها"، فضلاً عن التعاون وتجنب المواجهة، لافتاً إلى ان "دماء كثيرة أريقت بين الشعبين" العراقيوالإيراني. وكان وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان اعتبر اخيراً ان ايران هي "العدو الأول" لبلاده، متهماً اياها بارسال "جواسيس ومخربين". وتعهد الوزير الأميركي "تسريع ضخ الأموال المخصصة لإعادة إعمار العراق"، مشيراً الى رغبة واشنطن في "إعادة إعمار البنية التحتية وخلق فرص عمل". وربط بين الإعمار وتحقيق الأمن، معتبراً انهما "وجهان لعملة واحدة"، موضحاً ان "تحسين الاقتصاد واستعادة الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء، يساهمان في ضمان الأمن". وأقر الرئيس العراقي بأن وتيرة الهجمات المسلحة تصاعدت أخيراً، لكنه اعتبرها مؤشراً الى "يأس" المسلحين، وأضاف: "الزمان والمكان الى جانبنا". ورحب باول بقرار تأجيل المؤتمر الوطني، معتبراً انه لن يؤثر في الانتخابات المقررة في كانون الثاني يناير المقبل، ومشيداً ب"شجاعة" الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي. في غضون ذلك، لجأ الجيش الأميركي الى سلاح الجو لمساندة قوة من "المارينز" خاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحين على مشارف مدينة الفلوجة، أوقعت 13 قتيلاً عراقياً و14 جريحاً. ولم يشر بيان للجيش أكد الغارات الجوية، إلى اصابات في صفوفه. وروى شهود أن الطيران دمر مبنى ذكر الأميركيون ان مسلحين تحصنوا بداخله بعدما هاجموا "المارينز" بقذائف "هاون" والرشاشات. وفي الكوفة سقط ثلاثة جرحى بانفجار ذخيرة في سيارة، كانت متوقفة امام مستشفى المدينة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة. واعتبر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أن أي قوات عربية أو إسلامية ترسل إلى العراق "ستكون متعاونة مع الاحتلال"، ملوحاً ب"عصيان على الاحتلال" إذا لم يُطلق قياديون من أنصاره. وفي خطبة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة أمس، برر الصدر تواريه أخيراً إلى "تصرفات بعض المحسوبين على التيار الصدري"، وحمل بعنف على حكومة اياد علاوي، بسبب "عدم تأمين الخدمات اليومية" للمواطنين. ووجه الصدر انتقادات حادة إلى أنصاره الذين نعتهم ب"جهلة"، وقال: "واضح انكم لم تتبعوا تعليمات الحوزة، وملأتم قلبي قيحاً، وإن لم ترتدوا سأترككم كما فعلت سابقاً". وفي بروكسيل، أعلن مسؤول في الحلف الأطلسي أن مندوبي الدول الأعضاء توصلوا إلى اتفاق لإرسال بعثة لتدريب قوات الأمن العراقية.