باشر المسؤولون اليونانيون في 27 تموز يوليو تنفيذ الاجراءات الامنية الخاصة بالدورة الاولمبية، فحلقت المروحيات ومنطاد مراقبة، طوله60 متراً، مزود بكاميرات في سماء أثينا. وتشمل الشبكة الامنية أكثر من 1200 كاميرا مراقبة وثلاث مروحيات اضافة الى المنطاد. وبلغت تكلفة أنظمة المراقبة 255 مليون يورو، وأشرف على تطويرها اتحاد من المؤسسات بقيادة شركة "سايك" ومقرها مدينة سان دييغو الاميركية. وخضعت للاختبارات الميدانية أخيراً بعد أشهر من التأخير، علماً ان تكاليف الجانب الامني عموماً ومن ضمنها استنفار 70 ألف رجل أمن تقارب 1.2 بليون يورو، اي اكثر خمس مرات مما أنفق على الاجراءات المتخذة خلال دورة سيدني عام 2000. وواجه المسؤولون صعوبات في تركيب كاميرات المراقبة كلها في الشوارع والمواقع الاولمبية. وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الامن العام إليفتريوس إكونومو أن أي نجاح للارهابيين في الهجوم على أثينا على رغم وجود الشبكة الامنية ذات الموازنة القياسية سيكون بمثابة "نهاية للعاطفة الانسانية التي نعرفها ولن يشعر أي فرد بعد ذلك بالامان في أي حدث دولي". وأضاف "تغير كل شيء بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001 لذلك كان يتحتم تطوير الخطة الامنية كلها من أجل الالعاب". وطلبت اليونان معاونة لصيقة من القوات الامنية لسبع دول بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإسرائيل. وسينشغل حلف شمال الاطلسي بالحراسة الجوية والبحرية. وسيوفر الدعم اللازم في حال وقوع هجوم كيماوي أو بيولوجي. هذا إلى جانب مشاركة قوات روسية والاتحاد الاوروبي في برنامج الحماية. وأعدت اللجنة الاولمبية الدولية نفسها للأسوأ، فخصصت للمرة الاولى في تاريخها مبلغاً كتأمين ضد الالغاء الكلي أو الجزئي للالعاب بسبب الارهاب أو أي كارثة أخرى مثل الزلازل، بلغ 170 مليون دولار. واعتبرت اختصاصية الارهاب الدولي ماري بوسيس التي تعمل مع معهد التطوير الاستراتيجي والعسكري الذي يتخذ من أثينا مقراً له، أن "موقع اليونان الجغرافي في البلقان وحدودها المفتوحة على البحر تجعلها أكثر عرضة للهجوم عن أي دولة أخرى استضافت الالعاب". وسبق ان نفذت الشرطة والقوات المسلحة عدداً من التدريبات المختلفة مثل حراسة ميناء بيريوس المزدحم والذي خصصت سفن الرحلات به لتكون فنادق عائمة يقيم فيها كبار الشخصيات والمدعوون، في حين توقع خبراء في الارهاب أن تكون الجماعات الارهابية مثل "القاعدة" خططت لشن هجمات من طريق البحر على الموانئ. وقال إكونومو أن الاوامر ستصدر للمسؤولين الامنيين بإسقاط أي طائرة تنتهك منطقة الحظر الجوي فوق أثينا، أو بإغراق أي سفينة لا تتبع تحذيرات خفر السواحل، فضلاً عن الاجراءات الصارمة الاخرى. وأشار إلى أن الضغوط التي تعرضت لها اليونان لحماية الالعاب "حولتها إلى خبير في المعرفة الامنية ما يفيد جيرانها وغيرها من الدول المجاورة".