باشرت سفن خفر السواحل التابعة لدول سنغافورة وأندونيسيا وماليزيا أمس، تنفيذ دوريات مشتركة في مضيق ملقة لمنع أعمال القرصنة والاعتداءات الإرهابية في خط الملاحة الحيوي الذي تتنقل فيه نحو 50 ألف سفينة سنوياً، حاملة نصف الصادرات النفطية في العالم وربع المبادلات التجارية الدولية. ووضع ذلك قيد التنفيذ معاهدة التعاون المقترحة من جانب الولاياتالمتحدة والتي وقعها المسؤولون العسكريون في الدول الثلاث، علماً أن عدداً يراوح بين 15 و20 سفينة من الدول الثلاث، ستتولى مراقبة الممرات البحرية لهذا المضيق والتي تمتد مسافة 805 كلم، على مدار العام. وزادت أعمال القرصنة في المضيق في الأعوام الأخيرة، واستهدفت السفن التجارية عبر هجمات استخدمت فيها زوارق سريعة زودت بمدافع رشاشة، في وقت ظهرت إلى السطح مخاطر الإرهاب في أعقاب اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، والتي واكبتها تحذيرات أطلقها خبراء أمن ومسؤولون من إمكان اختطاف "الإرهابيين" ناقلات نفط واستخدامها قنابل عائمة من أجل شل حركة الملاحة أو تدمير أحد موانئ المنطقة. ورصد مجلس الأمن 445 عملية قرصنة بحرية العام الماضي، وهو ثاني أعلى رقم منذ عام 1992. ووقع نحو ثلث هذه الهجمات في المياه الإقليمية الأندونيسية ضمن المضيق. وتمثل الدوريات المشتركة خطوة أساسية نحو تعزيز الأمن، خصوصاً أن السفن البحرية لن تستطيع الدخول إلى المياه الإقليمية لإحدى الدول الثلاث إلا في حال الحصول على إذن مسؤولي الأمن المتواجدين على متن الزوارق. واللافت أن الدوريات المشتركة لن تساندها القوات الأميركية بعدما رفضت ماليزيا وأندونيسيا اقتراحاً تقدم به قائد القوات الأميركية في منطقة المحيط الهادئ الأميرال توماس فارغو في آذار مارس الماضي، يقضي بنشر نخبة من قواته في المضيق. وأصرت الدولتان الرافضتان للاقتراح الأميركي على أن القوات الأجنبية غير مطلوبة للمساعدة في حماية المضيق، وأن أي انتشار أميركي في المنطقة سيشكل انتهاكاً لسيادتها. تعزيزات لأمن الموانئ الأسترالية وفي أستراليا، عززت السلطات إجراءات الأمن في الموانئ وزادت عدد أجهزة فحص الحاويات بالأشعة السينية تنفيذاً لبرنامج حماية بلغت كلفته سبعين مليون دولار أميركي ما عكس واقع زيادة المخاوف من تعرض حركة الملاحة البحرية لهجمات إرهابية. وستسمح الإجراءات الجديدة بفحص ربع عدد الحاويات التي تصل إلى أستراليا بالأشعة السينية، في حين لا توجد خطط لفحص الحاويات كلها. وأعلن رئيس الوزراء جون هوارد أن البرنامج سيتضمن أيضاً تشكيل قوة عمل جديدة لإعادة تقويم الإجراءات الأمنية في مواقع استخراج النفط والغاز الطبيعي في البلاد. وفي اليونان، أجلي 583 راكباً تواجدوا على متن العبارة "فيتشينزو كورناروس" قبيل إبحارها من مرفأ بيريوس إلى جزيرة كريت وجزر الدوديكانيز جنوب شرقي في أعقاب إنذار كاذب بوجود قنبلة على متنها، من مجهول اتصل هاتفياً أجراه باحدى الصحف في أثينا. وفي هامبورغ، اتخذ خفر السواحل إجراءات أمنية مشددة، لحماية الباخرة السياحية "كوين ماري" الأكبر من نوعها في العالم، من هجمات إرهابية. وغادرت الباخرة مرفأ هامبورغ عائدة إلى ساوثهامبتون في بريطانيا بعد رحلة قصيرة استغرقت 24 ساعة.